إرم
طور مهندس يُدعى رحيم رحيمي من جامعة ”بوردو" الأمريكية طريقة جديدة لعلاج جروح الأشخاص الذين يُعانون من قرح القدم السكري، وذلك بعد أن أنشأ مجموعة إبر مجهرية دقيقة، وضعها على رقعة ”بوليمر" المرنة.
ووفقا لموقع ”سلاش غير"، صُممت الإبرة الجديدة خصيصا لعلاج الجروح المزمنة غير القابلة للشفاء، وذلك من خلال اختراق الطبقة الحيوية البكتيرية، الفيزيائية والكيميائية الموجودة على سطح الجرح، ما يسمح بتزويده بالأوكسجين وتقديم علاجات مبيدة للجراثيم.
ويُعتبر التحدي الكبير المُتمثل في التئام ذلك النوع من الجروح، هو أن ”البيوفيلم" الموجود على سطحه يُشكل عبارة عن درع يمنع المُضادات الحيوية من الوصول إلى الخلايا والأنسجة المُصابة في عمق الجرح.
ونظرا لأن الرقعة المرنة، التي ابتكرها المهندس رحيمي تحتوي على الكثير من الإبر الدقيقة الصغيرة، فيمكنها اختراق الدرع لامتصاص السائل الموجود تحته، ما يسمح بتوصيل المضاد الحيوي مباشرة إلى الخلايا والأنسجة المتقرحة.
وتُعتبر الرقعة المرنة الجديدة طريقة أفضل لاختراق الأغشية الحيوية من الطرق التقليدية، حيث تتطلب من الطبيب ”تقشير" الغشاء الحيوي الموجود علي سطح القرحة.
وتكمن مشكلة تقشير الأغشية الحيوية لمن يُعانون من القرحة المزمنة في الألم الذي يشعرون به، إضافة إلى أن عملية التقشير تؤثر أيضا على الأنسجة السليمة.
وهناك جانب آخر مُهم في مجموعة الإبر الدقيقة، وهو أنه لا يوجد أي ألم لأن الإبر أقصر من أن تلمس النهايات العصبية في القدم، كما توجد فائدة أخرى هي أن الإبر الدقيقة مُصممة لتذوب.
وقال المهندس المُطور رحيمي، إن ”الإبر الدقيقة لا تُسبب الألم لأنها ليست طويلة بما يكفي لتلمس النهايات العصبية في القدم".
واختبر الفريق الإبرة الجديدة على نماذج جرح الخنازير خارج الجسم، ووجدوا أن الإبر المجهرية تذوب في أقل من خمس دقائق، وتم إيصال المضاد الحيوي بنجاح، ما سمح بإزالة الرقعة.
وتكمن الخطوة التالية في عملية تطوير علاج الجروح في البحث عن شركاء لإجراء التجارب البشرية، والجامعة تبحث أيضا عن شركاء للترخيص.
ويُمكن أن يؤدي نقص العلاج المناسب للقرحة المصابة إلى تجرثم الدم وتعفنه، ونتيجة لذلك، فإن الجروح المُزمنة هي أحد الأسباب الرئيسة لبتر الأطراف.