حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من احتمال نشوب حرب باردة جديدة، وناشد في مقابلة مع الأسوشيتد برس، الصين والولايات المتحدة لإصلاح علاقتهما "المتوقفة تماما"، قبل أن تمتد المشكلات بين الدولتين الكبيرتين المتمتعتين بنفوذ كبير إلى بقية العالم.

وتحدث غوتيريش قبيل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر هذا الأسبوع، والذي سيعقد للمرة الأولى في مقر المنظمة بمدينة نيويورك، بعد جائحة كورونا.

وقال غوتيريش إنه ينبغي على القوتين الاقتصاديتين الرئيسيتين في العالم أن تتعاونا بشأن المناخ وأن تتفاوضا بعزيمة أكبر حول التجارة والتكنولوجيا، حتى في ظل الانقسامات السياسية المستمرة حول حقوق الإنسان والاقتصاد والأمن عبر الإنترنت والسيادة في بحر الصين الجنوبي.

وأضاف "نحن بحاجة إلى إعادة توطيد علاقة فاعلة بين القوتين"، واصفا ذلك بأنه "ضروري للتعامل مع مشاكل التطعيم ومشاكل تغير المناخ، والعديد من التحديات العالمية الأخرى، التي لا يمكن حلها دون علاقات بناءة داخل المجتمع الدولي، وعلى الأخص بين القوى العظمى".

وقبل عامين، حذر غوتيريش من خطر انقسام العالم إلى قسمين، في ظل قيام الولايات المتحدة والصين بالتنافس في عدة مجالات.

وأوضح أنه "ينبغي أن نتجنب حربا باردة مهما كلف الأمر"، معتبرا أن تلك الحرب ستكون مختلفة عن السابقة، ويحتمل أن تكون "أشد خطورة وأكثر صعوبة في التعامل معها".

وقامت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي وحلفائه من الكتلة الشرقية من ناحية، والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين من ناحية أخرى، بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، وانتهت بانهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.

وشكلت تلك الحرب صراعا بين قوتين عظميين كلتاهما تملك سلاحا نوويا، ولها أيديولوجية مضادة، فكانت الشيوعية والحكم الاستبدادي في مواجهة الرأسمالية والديمقراطية.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن حربا باردة جديدة ستكون أشد خطورة، لأن العداوة السابقة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلقت حينئذ قواعد واضحة، وكان كلا الطرفين مدركا لخطورة الدمار الذي قد تحدثه مواجهة نووية، وخلق ذلك الوعي قنوات خلفية ومنتديات لضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة.

وتابع أن الاتفاق بين الولايات المتحدة وبريطانيا لإعطاء أستراليا غواصات تعمل بالطاقة النووية، ما هو إلا جزء صغير من صورة أكبر وأكثر تعقيدا، تتمثل في العلاقة الفاشلة بين الصين والولايات المتحدة.