لا تبعد المعارضة السورية الآن سوى أقل من 35 كيلو مترا فقط عن معقل النظام السوري ومسقط رأس بشار الأسد في مدينة القرداحة في ريف اللاذقية.ويشكل هذا الأمر، على ما يبدو، هاجسا خطيرا للنظام، لا سيما بعد سقوط المدن التي كان يسيطر عليها في إدلب والتي كانت تشكل خط دفاع متقدم له عن الساحل.وهذا الواقع العسكري الجديد أجبر الأسد على اطلاق معركة في الساحل عرفت باسم "دبيب النمل" تهدف إلى السيطرة على أجزاء، ولو كانت صغيرة جداً، من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف اللاذقية، خاصة في جبلي التركمان والأكراد، وذلك بهدف تأمين الساحل.أقوى محاولات النظام كانت قبل أيام، بتقدمه باتجاه جبل زاهية، ذي الموقع الاستراتيجي المرتفع جداً والذي إذا أحكم السيطرة عليه فإن جبل التركمان يصبح معظمه تحت مرمى نيران قواته. وقد نجح النظام في البداية بالتقدم لمئات الأمتار، لكن كتائب جبل التركمان أجبرته على التراجع.وفي جبل الأكراد أيضا، حاول النظام أكثر من مرة خلال الشهر الماضي التقدم من محور النبي يونس، لكن كل محاولاته هذه فشلت حتى الآن رغم استعانة النظام بميليشيات حزب الله.في ظل هذا الواقع، يرى مراقبون أن الساحل السوري أمام صيف سيكون شديد الحرارة، خاصة وأن كل الأطراف تُجمِع على أن الساحل سيكون الوجهة التالية للمعارضة بعد معركة إدلب التي شارفت على نهايتها.