الرياض - (واس): اختتم "مؤتمر الشباب الخليجي” أعماله بالعاصمة السعودية الرياض، بمشاركة عدد كبير من الناشطين الشباب الخليجيين إلى جانب عدد من الباحثين والخبراء، فيما تضمنت أبرز توصيات المؤتمر في ختام أعماله ضرورة انتقال دول الخليج العربية من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد موضع التنفيذ، والتي تعبر عن مطالب الشعوب الخليجية وعن الضرورات الاستراتيجية الملحة لما تشهده المنطقة من تغيرات سياسية، إضافةً إلى إقامة كيان دفاعي قادر على مواجهة الأخطار الخارجية. ودعا المؤتمر إلى إنشاء "مركز خليجي موحد لدعم وتوجيه الشباب في سوق العمل” بما يزيد من فرص العمل للشباب الخليجي وتسهيل تنقل المواطنين ورؤوس الأموال ضمن دول الاتحاد.وشددت توصيات المؤتمر على أهمية العمل على وضع مبادرة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الداعية إلى انتقال دول الخليج العربية من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد موضع التنفيذ لما تمثله من تعبير عن مطالب الشعوب الخليجية وعن الضرورات الاستراتيجية الملحة وأن تستهدف عملية الانتقال من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد إقامة كيان دفاعي منيع قادر على مواجهة الأخطار الخارجية جميعاً.كما أكدت على أهمية أن يفضي الاتحاد إلى تعزيز مكانة وثقل دول الخليج العربية إقليمياً ودولياً، وأن يعزز من قدراتها التفاوضية في المحافل الدولية وضرورة أن تعزز كل دولة البنية المؤسساتية للأجهزة السياسية الموجودة حالياً، وإيجاد مؤسسات جديدة من أجل تعزيز العملية الاتحادية ذاتها، وأن نجاح الكيان الاتحاد في تحقيق الأهداف المرجوة منه يعتمد وبشكل كبير على مدى فعالية المؤسسات السياسية في الأقطار المشكلة له.وشدد المؤتمر على أهمية الجبهة الداخلية للاتحاد عن طريق تفعيل المشاركة السياسية وتطوير آلياتها ضمن المؤسسات الوطنية والاتحادية والتأكيد على ضرورة تجاوز عملية الانتقال من التعاون إلى الاتحاد في إطار ردود الأفعال المؤقتة، بينما يبنى الكيان الاتحادي كإطار مؤسسي جامع للمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية طويلة الأمد لمواطني دول الخليج العربية.وأوصى المشاركون في المؤتمر باعتماد مبدأ التدرج في الانتقال من حالة التعاون إلى حالة الاتحاد والعمل على تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الخليج العربية بشكل يستهدف تنويع قواعدها الاقتصادية ومصادر دخلها بما يحقق رفاه شعوبها، ويقوي مكانتها الاقتصادية الدولية، وأن يعكس الاتحاد دور دول الخليج العربية كمصدر رئيسي موثوق للطاقة عالمياً بما يدعم مكانة دول الخليج العربية على المشهدين السياسي والاقتصادي الدولي، ووجوب توحيد التشريعات الاتحادية ذات الطابع الاقتصادي والتزام دول الخليج العربية به.كما أوصى المشاركون بوجوب أن يعمل الاتحاد على زيادة فرص العمل للشباب الخليجي وسهولة تنقل المواطنين ورؤوس الأموال ضمن أقطار الاتحاد ويكون المواطنون عموماً، والشباب خصوصاً، محور التنمية بما يعزز من قيم الولاء والمواطنة ويفتح المجالات للشباب للتفاعل الإبداعي مع محيطهم، وإنشاء "مركز خليجي موحد لدعم وتوجيه الشباب في سوق العمل” بما يزيد فرص العمل للشباب الخليجي ويسهل من تنقل المواطنين ورؤوس الأموال ضمن أقطار الاتحاد بما يسهم في تعميق المواطنة الخليجية وتعزيز دور المجتمع المدني في العمل الاتحادي الخليجي المرتقب، مع الاهتمام بقطاع الشباب ودورهم البناء، وأن على المؤسسات الاتحادية أن تتنحى نحو تعزيز ثقافة حقوق الإنسان وقيم المساواة في الفرص والتنمية المتوازنة ضمن أقطار الاتحاد بناء على مفهوم واضح للعدالة الاجتماعية.ودعا المؤتمر إلى تبني عملية التحول من التعاون إلى الاتحاد على قاعدة التنوع الثقافي ضمن كل دولة من دول الخليج العربية، وضمن الكيان الاتحادي ذاته وأن تعمل المؤسسات السياسية والتعليمية والتربوية والإعلامية على تعزيز النسيج الاجتماعي لدول الخليج العربية دون النظر للتباينات المذهبية والطائفية والمناطقية والفكرية بهدف إيجاد مجتمع خليجي قوي متماسك قادر على مواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية، ويتم تنسيق السياسات الإعلامية الرسمية والخاصة للأقطار المنضمة للاتحاد لخدمة أهداف العملية الاتحادية.وأكد المؤتمر أهمية أن يكون هناك تواصل بين الشباب الخليجي القائم على هذا المؤتمر والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لاستمرار انعقاد مؤتمر الشباب الخليجي في دول الخليج العربية، وإنشاء جمعية للشباب الخليجي لدعم مبادراتهم تحت مظلة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.من جهته، كشف رئيس الهيئة العامة للرياضة والشباب في الكويت اللواء فيصل مساعد الجزاف عن وجود منظمات سرية في دول مجلس التعاون الخليجي تسعى إلى استقطاب الفئات الشبابية لتنفيذ أجندات معادية لدولهم. وحذر الجزاف خلال ورشة عمل "دور الشباب في حماية اللحمة الوطنية” في "مؤتمر الشباب” من وجود بعض المنظمات السرية من قبل أطراف خارجية تسعى لاستغلال فئات الشباب بتقديم مغريات مالية لهم، مضيفاً أن "هناك تيارات تقوم بتجنيد الشباب الخليجي لضرب الوحدة الوطنية واستغلالهم بأمور إجرامية تخل بأمن دولهم، الأمر الذي اعتبره شديد الخطورة”.ودعا الجزاف الحكومات الخليجية إلى أهمية احتواء الشباب وتهيئة الفرص لهم وإبعادهم عن التجاذبات السياسية، منعاً من استغلالهم من قبل أطراف خارجية، معلناً عن تقدمهم بالكويت لمقترح اتخاذ قرار لتنظيم العمل الشبابي، فيما أشار إلى أن القيام بأي أنشطة أو فعاليات شبابية لابد أن يكون عبر الهيئة العامة للشباب، في خطوة رسمية لمنع استغلالهم من قبل أي جهة عبر تقديم مغريات مالية لتنفيذ أعمال عدائية.
International
«مؤتمــر الشبــاب» في الريــاض يوصــي بتسريــع الاتحــاد الخليجــي
27 مايو 2012