فيما يشبه ما حدث في عام 2015، نشطت في الأسابيع الآخيرة تجارة تهريب مهاجرين إلى ألمانيا بشكل واسع ومطرد.

ووفق صحيفة "بيلد" الألمانية، يمكن للمهاجرين في الوقت الحالي ببساطة السفر إلى بيلاروسيا من العديد من دول الشرق الأوسط، قبل أن تبدأ عملية تهريبهم إلى أوروبا.

وتابعت الصحيفة إنه "طريق جديد لكن خطير"، مضيفة "يختار هذا الطريق عدد كبير من المهاجرين في الآونة الأخيرة، استغلالا لرغبة رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، في ابتزاز أوروبا بالمهاجرين".

ووفق التقرير، فإن المهربين ينظمون رحلات سياحية للمهاجرين غير الشرعيين، انطلاقا من العراق وسوريا ولبنان وتركيا والأردن، إلى بيلاروسيا، عبر حجز تذكرة طائرة وحجز فندق لمدة شهر في بيلاروسيا، وبالتحديد العاصمة مينسك.

وبعد الوصول إلى تبدأ رحلة العبور إلى أوروبا الغربية، وخاصة ألمانيا، عبر الأراضي البولندية، سواء في سيارة أجرة، أو سيرا على الأقدام.

وتكلف الرحلة عموما، بداية من أي دولة في الشرق الأوسط، ما بين 1700 و3000 دولار، وفق مهاجر سوري تحدث لـ"بيلد" دون الكشف عن هويته.

وأضاف "بالإضافة إلى ذلك، يتعين على المهاجر دفع 1500 دولار لعبور الحدود مع بولندا، ثم هناك مسيرة اثني عشر كيلومترًا على الأقدام قبل أن يستقل الناس سيارات الأجرة التي تقلهم إلى ألمانيا مقابل 1500 دولار أخرى".

وقالت امرأة سورية تعيش في ألمانيا لـ"بيلد": "كانت أختي في بولندا منذ خمسة أيام وتريد زيارتنا في بافاريا "جنوب ألمانيا"، لكنها عالقة في بولندا لأنها لا تملك المال اللازم لتأجير سيارة أجرة"، مضيفة "لم نتواصل معها منذ يومين ، ونأمل أن تكون قريباً في ألمانيا".

ومنذ يونيو/حزيران الماضي، يستغل لوكاشينكو قضية اللاجئين للضغط على أوروبا في خضم خلاف سياسي بين البلدين حول سحن نشطاء حقوقيين في مينسك.

وفي هذا الإطار، تسمح سلطات مينسك للاجئين القادمين من الشرق الأوسط، بعبور الحدود إلى ليتوانيا أو بولندا ثم إلى أوروبا الغربية.

ويقول مهاجر يدعى علي، ومنحدر من العراق، لـ"بيلد"، "أنا في ألمانيا منذ اثني عشر يومًا. دفعت ما مجموعه 5000 دولار من أجل الوصول إلى هنا".

وأضاف "كان الطريق صعبًا جدًا. وسيزداد الأمر صعوبة. في الطريق سمعنا عن أشخاص من بلدي الأم ماتوا وهم يحاولون القدوم إلى أوروبا.. هذا جعلنا قلقين".

وتابع "أنصح الناس بعدم السير في هذا الطريق لأنه خطير ، فالطقس بارد والجيش يسيطر على الحدود.. جاء معنا الكثير من الأفغان، وفي مخيم اللاجئين الذي أتواجد به الآن، يشكل الأفغان الأغلبية ".

صحيفة "بيلد" قالت أيضا "الوضع يائس لكثير من الناس وخطير للغاية، وجرى العثور على جثث على الحدود البولندية الأسبوع الماضي".

ونقلت عن لاجئ لم تكشف عن هويته، قوله "أصدقائي في بولندا في الغابة ويحاولون عبور الحدود.. المهربون يتقاضون ثلاثة آلاف دولار لإيصال المهاجر إلى منطقة الحدود البولندية، وعلى الأخير استئجار سيارة آجرة تقله إلى ألمانيا".

ورغم هذه الظروف الصعبة، وصل الآلاف إلى ألمانيا في الأسابيع الأخيرة، عبر طريق بيلاروسيا، وفق بيلد.

وقال أحد المهاجرين المنحدرين من سوريا: "أنا في ألمانيا منذ يومين. لقد تم إيواؤنا في سكن برلين. لقد دفعت أكثر من 4000 دولار لكي أصل إلى هنا".

وتابع "كنت أسافر مع خمسة أفغان من مينسك وكلنا في ألمانيا الآن.. هناك الكثير من الأشخاص الذين سلكوا هذا الطريق أيضًا، لكن القليل منهم فقط تمكن من الوصول"، مضيفا "ينتظر كثيرون آخرون في مينسك ويحاولون الوصول إلى أوروبا كل يوم ".

وفي 2015، ضربت موجة هجرة غير شرعية أوروبا، ووصل نحو مليون شخص إلى الأراضي الأوروبية عبر طريق يبدأ بتركيا ثم البحر المتوسط واليونان، وصولا إلى المجر والنمسا وألمانيا.