معظم الرضع يعانون من تكرار فترات تسمى بذروات النمو خلال السنة الأولى من الحياة. خلال هذه الفترة تلاحظ الأم بان الرضيع يحتاج إلى رضعات متكررة ويعاني من عدم الراحة والاستقرار (البكاء ووجود علامات الجوع باستمرار). من المهم اطمئنان الأهل بأن هذه الفترة مؤقتة وبأن الطفل احتياجه للحليب يزيد في أول شهر من بعد الولادة وبعد ذلك الكمية تتثبت إلى عمر الستة أشهر، عندما يبتدأ الطفل تناول الأطعمة الصلبة. كلما ازدادت كميات الأطعمة الصلبة التي يعتمد عليها الطفل، يبتدأ احتياجه للحليب أن يقل بشكل تدريجي.

النمو الجسدي (زيادة في الوزن والطول ومحيط الرأس) ليس هو السبب الوحيد الذي يؤدي إلى زيادة الاحتياج الى الحليب؛ فقد لوحظ أن الرضع يتصرفون بنفس الطريقة (زيادة الرضعات مع أو بدون الشعور بالآلام) عندما هم في مراحل تعلم مهارات جديدة مثل المشي واستخدام الكلمات للتحدث. هذا يدل على نمو المخ والجهاز العصبي وأهمية ذلك على الصحة العامة لدى الطفل.

من الأوقات الشائعة لذروات النمو عند معظم الرضع هي بعد مرور الأيام الأولى بعد الولادة (عادة يصادف الأيام الأولى عند رجوع الأم إلى المنزل من المستشفى)، وفي اليوم العاشر، والأسابيع ٢ -٣ من العمر، والأسابيع ٤ -٦، و٣ أشهر، و٤ أشهر، و٦ أشهر، والتسع شهور من العمر. قد تختلف هذه الفترات من رضيع إلى الآخر على حسب عوامل خارجية ووراثية.

الكثير من الآباء والأمهات أيضاً يلاحظون أن ذروات النمو تتكرر خلال السنوات الثانية والثالثة من العمر وتتكرر في سن المراهقة أيضاً..

ذروات النمو تستمر أيام وعادة لا تتعدى أسبوع واحد. من المهم زيارة طبيب العائلة أو طبيب الأطفال في حال الأعراض استمرت فترة طويلة، أو في حال الأعراض الشديدة المصاحبة بالارتفاع في درجة الحرارة أو انتفاخ واحمرار في المفاصل، أو وجود تغيير في الخروج والقيئ، أو وجود أي أعراض غير طبيعية تستدعي إلى الاستشارة.

هناك بعض الإرشادات التي تقلل من معاناة الطفل والأم في فترات ذروات النمو. قد تشعر الأم بالإرهاق خصوصاً إذ كانت ترضع رضاعة طبيعية حصرية، وقد تشعر بأن حليبها لا يلبي احتياج الطفل، خصوصاً إذا قام الرضيع باحتياج الحليب تقريباً كل ساعة وترك في اليوم الواحد. تثقيف الذات عن هذه الظاهرة يطمن الأم بأنها تقوم بالواجب ويقلل من الأفكار الخاطئة المرتبطة بالرضاعة الطبيعية، ومراقبة كميات التبول والخروج عنده دليل على حصوله على كميات مناسبة من الحليب.

من المهم جداً متابعة مؤشرات الجوع لدى الطفل وعدم تحديد الوجبات. بالنسبة للأم التي ترضع رضاعة حصرية يجب عليها أن تزيد عدد الرضعات في اليوم على حسب احتياج الطفل، لأن هذا سوف يزيد من إدرار الحليب لديها. الخطأ الشائع الذي تقوم به أكثر الأمهات هو إضافة الحليب الصناعي في هذه الفترات لأنها تشعر بأن حليبها لا يشبع الرضيع، مما يقلل من إدرارها ويؤثر سلباً على الرضاعة الطبيعية. عندما يقوم الطفل بطلب رضعات أكثر قد تشعر الأم المرضع بالجوع والعطش أكثر وهذا أمر طبيعي جداً لكي يزيد إدرار الحليب لديها. من الأمور أيضاً التي تقلل هذه الأعراض هو استخدام الحمالة للطفل، وتقليل من الأصوات والإضاءة، ومساج الرضع، وحمام مائي دافئ قبل نوم الطفل. بعض الحالات الشديدة تستدعي إلى استخدام الأدوية وفي هذه الحالة من الأفضل زيارة الطبيب لمعاينة الطفل، ولكن هذا غير شائع في عمر الأطفال الأقل من سنة واحدة من العمر.

* استشارية الرضاعة الطبيعية