وكالات
تواجه آلاف الأسر اليمنية في مديرية العبدية، أقصى جنوب مأرب، موتا محققا إثر حصار خانق تفرضه مليشيات الحوثي لليوم الرابع على التوالي.

حصار مشدد وإغلاق جميع الممرات الرئيسية الإنسانية المؤدية للعبدية، لجأت إليه المليشيات الانقلابية ضمن مخططات حوثية تستهدف تركيع إحدى أقوى قبائل مأرب التي وقفت سداً منيعاً في ردع الهجمات العسكرية البرية للمتمردين المدعومين من نظام طهران.

ويستوطن مديرية العبدية قبيلة "بني عبد" وهي القبيلة الخامسة بجانب قبائل "مراد" و"عبيدة" و"الجدعان" و"بني جبر" القاطنة في مأرب والمتحدرة من قبيلة "مذحج" اليمنية الشهيرة.

وقالت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي فرضت حصارا قاسيا على قرى ومركز مديرية "العبدية" من الاتجاهين الشرقي والغربي فيما يستميت الأهالي بالمقاومة على أكثر من 3 جبهات وذلك بعد اجتياح الجماعة المدعومة من إيران مديرية "حريب" ومديريات أخرى من اتجاه محافظتي شبوة والبيضاء الحدودية.

وكثفت مليشيات الحوثي، وفقا للمصادر، هجومها العسكري جنوب مأرب في مسعى للسيطرة على معقل قبيلتي "بني عبد" و"مراد" واستكمال تطويق مدينة مأرب عبر السيطرة على الخط الرئيس الرابط بين شبوة ومأرب.

وبحسب المصادر، فإن هجوم مليشيات الحوثي لن يتوقف جنوبا ومن المتوقع أن يتوسع ليشمل المديريات النفطية في المحافظتين الغنيتين بالنفط والغاز قبيل اجتياح مدينة مأرب الهدف الرئيسي للانقلابيين باعتبارها آخر معاقل الحكومة شمالي البلاد.

الحصار كسلاح فاعل

دأبت مليشيا الحوثي الإرهابية منذ الانقلاب في 21 سبتمبر/أيلول 2014 على فرض الحصار القاسي على المدن قبل اجتياحها كسلاح فعال للتنكيل الجماعي بالمناهضين والمدنيين وضمن سياسة لإخضاع اليمنيين بقوة السلاح.

وتستخدم مليشيات الحوثي حصار المدن كتكتيك حربي إرهابي لعزل البلدات المناهضة، وكان أحدثها حصار "العبدية" وسبقها حصار بلدتي "الحيمة" بتعز و"حجور" بحجة الخاضعة لسيطرة المليشيات وكثير من المدن الأخرى.

ولعل الحصار المشدد التي تفرضه مليشيات الحوثي على مدينتي "تعز" و"حيس" بمحافظة الحديدة، ما زال شاهدا على سياسة إرهابها، إذ تغلق المليشيات كل المنافذ للمدينتين باستثناء منفذ بري بالغة الوعورة والخطورة عبّده المواطنون لتأمين حاجيات الدواء والغذاء.

كما يستهدف الهجوم الحوثي على مديرية العبدية استكمال حملة التطويق العسكرية لحصار مأرب فعليا وعزلها عن محافظات جنوب اليمن قبيل الاجتياح البري لعاصمة المحافظة.

وقالت مصادر محلية، لـ"العين الإخبارية"، إن الوصول لقرى العبدية بات مغامرة محفوفة بالمخاطر وبات وصول المساعدات صعبا جدا وأن الوضع الإنساني أصبح كارثيا.

وتقول الحكومة اليمنية إن 33 آلف و496 مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن أصبحوا في خطر كبير ويفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة الأساسية عقب حصار مليشيات الحوثي للمديرية الواقع على حدود محافظتي شبوة والبيضاء.

جرس إنذار

ودقت الحكومة الشرعية جرس إنذار بشأن ما تشهده مديرية العبدية لليوم الرابع على التوالي من حصار إنساني وهجوم عسكري بربري بكافة أنواع الأسلحة من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، في بيان، إن المليشيات الانقلابية تحاصر مديرية العبدية من كل الاتجاهات بجميع أنواع الأسلحة وأن حياة 5 آلاف و106 أسرة نازحة ومقيمة باتت معرضة للخطر المحدق.

كما أن "عددا من الأسر التي هربت من نيران الحرب باتجاه مديرية حريب قد تقطعت بهم السبل ومنعت من الخروج إلى أماكن آمنة"، وفقا للبيان.

واعتبر البيان حصار مليشيات الحوثي للمديرية "عمل غير مبرر ويعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني".

وأشار إلى أن الوضع الكارثي في العبدية يتطلب جهودا حثيثة وعاجلة من الجهات المحلية والدولية ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وشركاء العمل الإنساني للتدخل العاجل لفك الحصار ووقف الهجوم البربري على المدنيين في المديرية وتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة والخدمات الأساسية للمجتمع.

ودعت الحكومة المنسق الإنساني والممثل الأممي المقيم في اليمن، ديفيذ غريسلي والمنظمات الدولية وعلى وجه الخصوص الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الأمم المتحدة لسرعة التدخل والعمل على فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى الأسر المقيمة والنازحة في العبدية.