صدرت عن مسعى للنشر والتوزيع في البحرين مجموعتان شعريتان للشاعر السعودي إبراهيم الحسين، هما السادسة والسابعة له، الأولى بعنوان (دوار الوردة) والثانية بعنوان (فم يتشرد في جهات الجمر). في (دوار الوردة) الذي يقع في 263 صفحة، يمضي الحسين باتجاه تمثلات الوردة في الحياة، فيكتشف ألوانها وروائحها وطرقها وأشكالها، هذا ديوان يتقطر منه الندى، أو عليه كما هو عليها، لا يترك الشاعر حالة من حالاتها لا يحاول فيها، وربما تكون رغبته في اتحاد كليّ معها، شكلاً من التولّه بين روح الشاعر وانفتاح الوردة. أما في الديوان الثاني (فم يتشرد في جهات الجمر) فيغرق الحسين في طرائق الكتابة، أو في طرق القول، هذا كلامٌ عن الكلام، عن القول والكتابة والشعر والنص. وبالرغم من أن الشاعر لا يقسم كتابه، لكن القارئ سيجد كيف تنتقل كرة الديوان من الحجر حتى القصيدة والنص حتى الالتزام العام بالقضايا الكبرى في وطنٍ يتقسم، حتى يعود الشاعر لفنجان قهوته، ليشربه على كل هذا الوجع الذي يتصوّب من كل جهة. وعلى كل هذا المدى المتسع باتساع الفكرة وتأولاتها. في قصيدة (أعمق من قهوة المساء) يقول الشاعر: (أعمق من قهوة المساء، الكدماتُ التي لحقت بأرواحنا طيلة النهار، والتي نترشّفها لنكمّدها بها.. أعمق منها ومن صفرتها أو دكنتها الكلام الذي ألفيناه عند الصحو يبقّع مخداتنا ولم نجد مكاناً نخبّئه فيه غير أجسادنا، فظلّ سحابة يومنا يطرق بكلتا يديه، يريد أن يخرج.. أعمق من تلك القهوة، ذاك المساء الذي نتوهمها فيه خشبة نجاة).
Variety
إبراهيم الحسين.. من دوار الوردة إلى الفم الذي يتشرّد
10 يونيو 2015