تتأهب دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الساعات القليلة المقبلة لاستقبال ملايين الزوار عبر احتضان أكبر حدث عالمي في المعمورة، منذ اكتشاف فيروس كورونا (كوفيد19) حول العالم، حيث تستضيف إمارة دبي معرض «إكسبو 2020»، بشعار «تواصل العقول وصنع المستقبل»، ليكون الحدث العالمي الأبرز والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.

أكثر من 192 دولة تشارك في هذا الحدث العالمي حيث يتم وضع اللمسات الأخيرة على أجنحة كل دولة، وسط توقعات بأن يبلغ عدد زوار المعرض نحو 25 مليون زائر على مدار 6 أشهر، حيث تنتهي فعاليات المعرض في 31 مارس المقبل.

وإذا كانت جائحة كورونا (كوفيد19) قد تسببت في تأجيل افتتاح المعرض لعام كامل، إلا أن ذلك ربما جاء بفائدة أكبر لجميع الدول المشاركة حيث تشهد الأجنحة ابتكارات ولمسات تكنولوجية متطورة تثير الإعجاب حيث تسجل الإمارات سابقة تاريخية في تنظيم المعرض، لأول مرة في المنطقة، بينما أقيم المعرض العالمي الأول في لندن قبل 170 عاماً وتحديداً عام 1851.

وتخوض الإمارات العربية المتحدة تحدياً كبيراً بتنظيم المعرض في ظل تراجع ملحوظ في الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد19) في حين يتم تنظيم فعاليات المعرض العالمي وسط إجراءات احترازية تامة والالتزام بالتباعد الاجتماعي لاسيما مسألة ارتداء الكمامات، وإجراء فحص فيروس كورونا (كوفيد19)، وكذلك التأكد من الحصول على جرعات اللقاح المضاد للفيروس.

وقد توقفت وسائل الإعلام الإقليمية والدولية كثيراً أمام تصريحات نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن الوعد الذي قطعته بلاده على نفسها في أن تكون هذه النسخة من المعرض «علامة فارقة» في تاريخه، لاسيما وأن دولة الإمارات استعدت لهذا الحدث العالمي قبل سنوات، واستطاعت أن تجمع العالم كله في مكان واحد في دبي، من خلال 134 فريقاً من 94 دولة يعملون كمجموعة عمل واحدة لإطلاق هذا الحدث العالمي لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط.

لقد اجتهدت دولة الإمارات على مدار أكثر من 10 سنوات في الإعداد لهذا الحدث العالمي، لاسيما منذ الإعلان عن اختيارها لهذا الحدث الفريد في عام 2013، حيث من المرتقب أن تدعم الزيارات المختلفة للمعرض من جميع أنحاء العالم اقتصاد الدولة بنحو 33 مليار دولار، فضلاً عن توفير 300 ألف فرصة عمل، فيما تستخدم الحكومة الإماراتية نحو 90٪ من مواد البناء المستخدمة في تشييد المعرض لإنشاء مبانٍ دائمة بعد ذلك، من أجل تنويع اقتصاد الدولة إلى جانب النفط، بحسب تقارير صحفية وإخبارية.

وتشارك البحرين في هذا الحدث العالمي ضمن 192 دولة مشاركة في المعرض حيث تستطيع كل دولة أن تحكي تاريخها وثقافتها وعراقتها وحضارتها من خلال أجنحتها فيما تفننت كل دولة في إظهار أبهى وأجمل وأرقى ما فيها، ووفقاً للموقع الرسمي للمعرض، «يتميز جناح مملكة البحرين بتصميم فريد وهندسة معمارية مبتكرة، ويضم 126 عمودا تلتقي جميعها في نقاط عدة وتجسّد إبر الحياكة التي تسلّط الضوء على صناعة الغزل والنسيج، ويستضيف الجناح 3 من أشهر الطهاة البحرينيين لإعداد قائمة بالأطعمة البحرينية التقليدية بلمستهم الخاصة، وستشمل القائمة أطباقا للتجربة ستتيح للزوار فرصة التعرّف على المطبخ البحريني، وهو يقع في منطقة الفرص أيضا».

دائماً ما تبهر الإمارات العالم، بكل ما هو جديد وحديث وتقني، وهذا ليس غريباً على القيادة الإماراتية، وعلى «عيال زايد»، الذين استطاعوا أن يجعلوا من الإمارات أنموذجاً عالمياً للدولة العصرية المتقدمة وهو ما يشعر كل خليجي وعربي بالفخر والاعتزاز.