تحتفل مملكة البحرين مع كافة دول العالم في الأول من شهر أكتوبر من كل عام باليوم الدولي للمسنين، وذلك وفقاً لما أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في العام 1990، وقد اختارت الأمم المتحدة عنواناً لموضوع احتفال هذا العام 2021 "المساواة الرقمية لجميع الأعمار " بهدف تسليط الضوء على أهمية الوعي بجودة الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية لكبار المواطنين، الأمر الذي يعد تجسيداً لقيم التكافل الاجتماعي.
وبهذه المناسبة، أكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية، رئيس اللجنة الوطنية للمسنين، السيد جميل بن محمد علي حميدان، أن الاحتفاء باليوم الدولي للمسنين، يأتي في ضوء الجهود المستمرة لرفع معدلات الوعي المجتمعي بدور كبار المواطنين في مملكة البحرين، وتعزيز جهود تنفيذ أهداف ومحاور السياسة الوطنية لخدمة ورعاية هذه الفئة العزيزة على الجميع والتي تلقى كل اهتمام من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، ودعم لا محدود من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، في مجال التنمية المستدامة والتمكين وتفعيل جوانب الحياة الإيجابية لكبار المواطنين على مستوى المجتمع، مشيراً في هذا الصدد إلى أن البحرين تعد من الدول المتقدمة عربياً وإقليمياً ودولياً في رؤيتها الاستراتيجية للخدمات الرعائية والتنموية المقدمة لهذه الفئة، حيث تشهد المملكة تطوراً تشريعياً وقانونياً لرفع مستوى جودة حياة المسن وضمان توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والحفاظ على كرامته.
وفيما يتعلق بشعار اليوم الدولي للمسنين (المساواة الرقمية لجميع الأعمار)، وبسبب الظروف الاحترازية الاستثنائية التي مرت بها البحرين والعالم أجمع، اهتم كبار المواطنين بالتعلم والتدريب للإلمام بجوانب الثقافة الرقمية من أجل استمرارية تواصلهم مع المجتمع المحيط بهم وهم في منازلهم، الأمر الذي كان عاملاً إيجابياً في تنفيذ توجهات التواصل المستمر عبر قنوات الاتصال عن بعد، وبالتالي بذل الجهود لرفع جودة حياتهم في المعرفة الرقمية من خلال التعامل مع التقنيات الحديثة، أسوة ببقية الفئات. وقد أظهرت دور وأندية الرعاية النهارية للوالدين قدرة مميزة على تنفيذ هذا التوجه، وذلك من خلال تقديم البرامج والأنشطة لجميع منتسبي هذه الدور والأندية إلكترونياً لضمان استمرارية الالتقاء بكبار المواطنين عن بعد، عبر مبادرة "الله يحفظكم" التي نظمتها الوزارة، وذلك حفاظاً على صحة المقيمين والمنتسبين في الدور والأندية النهارية وأيضاً الأهالي.
وقال حميدان إن الاهتمام بكبار المواطنين ممتد إلى عقود، فقد عمدت البحرين إلى تشكيل اللجنة الوطنية للمسنين، وذلك من خلال القرار رقم (1) لسنة 1984، لتمثل جهة الاختصاص بتنفيذ السياسة العامة لرعاية هذه الفئة، فضلاً عن إعداد الاستراتيجية الوطنية للمسنين التي أقرها مجلس الوزراء في العام 2012، مرتكزة فيها على محاور التنمية وتوفير الصحة والرفاه مع تقدم العمر وتهيئة بيئة داعمة لجميع الأعمار والارتقاء بخدمات هذه الفئة وإدماجهم في المجتمع، وذلك في ظل شراكة مجتمعية فاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني من أجل تحقيق المكانة اللائقة بهذه الفئة عرفاناً بما قدمته للوطن.
ووفرت البحرين على مدى عقود متواصلة، خدمات متنوعة للاهتمام بكبار السن، فضلاً عن الرعاية المجتمعية التي تجسدها الفعاليات التي تنظم لهم، ففي العام 2009 صدر القانون رقم (58) بشأن حقوق المسنين، الذي يمثل نقلة نوعية في تاريخ اهتمام البحرين باحتياجات هذه الفئة، لاسيما وأنه تضمن العديد من الأحكام والمواد التي جسدت من ناحية سبق البحرين في مجال العناية التي توليها بكبار السن، وبما يضمن لهم تلقي أرقى الخدمات الصحية والسكنية والاجتماعية والإدارية اللازمة التي تعينهم على العيش بكرامة.
وفي إطار تعزيز مبدأ الشراكة المجتمعية الفاعلة تشرف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على تشغيل عدد من دور رعاية الوالدين "الأندية النهارية" التي تديرها مؤسسات المجتمع المدني، وهي تجربة رائدة في رعاية كبار السن، ويصل عددها حالياً إلى (15) داراً، يستفيد من خدماتها أكثر من 1500 مواطن، مع تخصيص موازنة سنوية بقيمة 140 ألف دينار دعماً للجمعيات الأهلية المعنية بدور رعاية الوالدين النهارية، ليتم من خلالها تقديم خدمات متكاملة ورعاية شاملة لهذه الفئة خلال الفترة النهارية وسط الأحياء السكنية في مختلف محافظات البلاد، ليبقوا وسط مجتمعاتهم وأبنائهم، وذلك في إطار التوجه التدريجي نحو تقليل الحاجة لدور الإيواء الدائمة، والتي لا يتجاوز عدد المسنين فيها حالياً 37 مسناً من الجنسين ممن لا عائل لهم، والجهود مستمرة لزيادة عدد هذه الدور النهارية إلى 20 داراً، حيث تم مؤخراً الترخيص لجمعية الحكمة للمتقاعدين لإنشاء "مؤسسة مركز عبد الله بن خالد لرعاية الوالدين" وذلك تيمناً باسم المغفور له بإذن الله سمو الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية السابق رحمه الله، حيث كان رمزاً في عطائه ومساهماته الجليلة للبلاد.
مرفق صورة: وزير العمل والتنمية الاجتماعية.