إرم نيوز
كثفت المملكة العربية السعودية استعداداتها للمشاركة في أولمبياد بكين الشتوي 2022، حيث تحاول المملكة إعداد الرياضيين للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لأول مرة.

وتشمل مساحة السعودية معظم شبه الجزيرة العربية، وتتكون مناظرها الطبيعية من مساحات لا حدود لها من الصحراء وسلاسل جبلية وعرة ويبلغ متوسط ​​درجة الحرارة هناك على مدار العام 26 درجة مئوية، وفي يناير/كانون الثاني 2021، ظهرت الثلوج على الكثبان الرملية في الصحراء لأول مرة منذ 50 عاما.

وقال موقع الأولمبياد الرسمي على الإنترنت، إنه مما يثير الدهشة، أن المملكة العربية السعودية ليست مسرحا للرياضات الشتوية، ولم تشارك مطلقا في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

ولكن بفضل جهود فريق صغير من المتزلجين على الجليد، يمكن أن يرفرف العلم السعودي قريبا في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022، في الرابع من فبراير/شباط المقبل.

السعودية في بكين 2022

قد يفاجئك أن تعلم أنه إذا تأهل واحد أو أكثر من الرياضيين السعوديين لبكين 2022، فلن يكونوا المنافسين الأوائل الذين يمثلون دولة من الشرق الأوسط في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.

وقد سبق لإيران والعراق والأردن، وهي دول تشترك في الحدود مع المملكة العربية السعودية، المشاركة في الأولمبياد الشتوي، في حين أن هناك مجموعة من دول الرياضات الشتوية الأقل ”تقليدية"، بما في ذلك مصر وإسرائيل والسنغال وجزر كايمان، قد شاركت من قبل في الأولمبياد الشتوي.

ويقارن بعض الرياضيين السعوديين الذين يحاولون الآن صنع التاريخ لبلدهم، أنفسهم بفريق جامايكا للرجال للتزلج على الجليد الذي منح الدولة الكاريبية أول مشاركة في الأولمبياد الشتوي في دورة ألعاب كالغاري عام 1988.

وقال فيصل الرشيد المتزلج على الجليد لصحيفة ”وول ستريت جورنال"، إنه نفس المفهوم. لقد استلهمنا كيف فعلوا ذلك ولم يعتقد أحد أنه ممكن".

هناك بالفعل بعض أوجه التشابه بين طريق جامايكا إلى الألعاب الأولمبية ورحلة الرشيد ورفاقه.

تجربة السعودية وجامايكا

تماما كما تعاقدت جامايكا مع مدربين من الولايات المتحدة والنمسا للمساعدة في تعليم الفريق كيفية التزلج، كذلك قام الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية بإحضار مدربين أوروبيين لنفس الغرض، ناهيك عن تنظيم معسكر تدريبي صيفي في جبال الألب السويسرية. تتماشى هذه التحركات مع أهداف الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية الذي بحث عن متزلجين لتمثيل المملكة في وقت سابق من هذا العام.

وقال أحمد شاهر الطباع، الرئيس المنتخب حديثا للاتحاد لصحيفة ”عرب نيوز": ”نحن نبحث عن نجوم يتمتعون بقدرات رياضية وموهوبين وسريعين وأقوياء ولديهم رغبة في تمثيل بلدهم. هذا بالضبط ما نحتاجه على أمل أن يكون لدينا ممثلون في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في عام 2022".

الاستعداد للأولمبياد

حتى كتابة هذه السطور، تم اختيار ثمانية رياضيين – جميعهم من الذكور – للمشاركة في ”برامج تدريبية صارمة في الفترة التي تسبق الأولمبياد، وعلى الرغم من تمتعهم جميعا ببعض الخبرة في الرياضات الشتوية، إلا أن القليل منهم قد تنافس في المجال الذي يتطلعون إلى التأهل له.

وفي الواقع، انخرط معظم أعضاء الفريق في التزلج والتزلج على الجليد في وقت متأخر نسبيا من حياتهم (مقارنة باللاعبين الأولمبيين الآخرين في جميع أنحاء العالم)، وقد بدأ العديد منهم بالفعل في مهن احترافية خارج الرياضة.

واعتاد المتزلج على الجليد يوسف كردي أن يأخذ إجازة غير مدفوعة الأجر من وظيفته من أجل الوصول إلى المنحدرات في شامونيكس بفرنسا. وقد تم اختيار الرياضيين الثمانية بناء على مقطع فيديو أرسلوه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وبعد بضعة أسابيع، تلقى كل منهم رسالة بأنه قد تم اختياره للفريق.

وقال كردي: ”سوف نتدرب، وإذا حصلنا على تحسن بنسبة 1٪ كل يوم، فسنصبح في حالة جيدة. الفكرة أن منافسينا يتدربون طوال حياتهم، وهذا أمر خارج عن سيطرتنا".

أمل في المستقبل

ووجه الطباع دعوة إلى الشركات الخاصة للمساعدة في توفير الثلج والجليد من أجل مساعدة الرياضيين على التدريب وكذلك إشراك الآلاف من الشباب السعودي في الرياضات الشتوية.

ووفقا لصحيفة ”وول ستريت جورنال"، يخطط مطور خاص للبدء في بناء أكبر منحدر تزلج داخلي في المنطقة في مركز تسوق بالرياض العام الحالي.

وبطبيعة الحال، فإن الرياضيين السعوديين الذين سيتأهلون لبكين 2022 من شأنهم أن يفعلوا العجائب للرياضات الثلجية في المملكة، لكن تلبية معايير التأهل التي وضعها الاتحاد الدولي للتزلج ليست بالمهمة السهلة، خاصة مع اقتراب موعد انطلاق الدورة.

وعلى سبيل المثال، يجب على المتزلجين على الجليد (الذين يتنافسون جميعا في مجال رياضة التزلج على الألواح)، أن يحتلوا المركز الأول بين أفضل 32 متسابقا في العالم في عدد من السباقات من أجل الحصول على مكان في بكين 2022.

وقال المدرب الكندي جيف بوكس، الذي تم تعيينه من قبل الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية لتطوير برنامج التدريب الأولمبي من الصفر، لصحيفة ”وول ستريت جورنال"، إن تأهل رياضي سعودي يمكن تحقيقه، لكن يجب أن يقف الحظ إلى جواره حتى ينجح".

وفي الوقت الحالي، يبدو أن مجرد حقيقة أن الاتحاد السعودي للرياضات الشتوية يحاول صنع التاريخ في الألعاب الأولمبية الشتوية، يكفي لمنح المشجعين الأمل في مستقبل الرياضات الثلجية في المملكة العربية السعودية.