تشهد مدينة درنة شرق ليبيا اقتتالا مستعرا منذ ثلاثة أيام بين كتيبة شهداء أبوسليم الموالية للتنظيم القاعدة، وبين مسلحي تنظيم داعش، على خلفية خلاف بعد انشقاق عناصر من كتيبة أبوسليم وإعلان مبايعتها لخلافة البغدادي ورفضها لولاية المؤتمر الوطني العام منتهي الولاية، التي يصر الجزء الآخر من الكتيبة، على شرعيته بسبب الدعم المالي والعسكري الذي يتلقاه منه.وبحسب مصادر محلية، فإن الاشتباكات بين الطرفين أسفرت حتى الآن عن مقتل ما يزيد عن 25 من الطرفين، وتضيف ذات المصادر أن مقاتلي "داعش" غادر أغلبهم إلى منطقة رأس الهلال المجاورة للمدينة، بينما بقي آخرون في بعض المقار الحكومية محاصرين من قبل مسلحي كتيبة ابو سليم التي اصبحت تسيطر على اغلب اجزاء المدينة.واندلعت الاشتباكات بين الطرفين، اثر قيام مسلحي داعش باغتيال نائب رئيس الكتيبة "ناصر العكر"، ومساعده ليسقط اثنان من مسلحي تنظيم داعش اثر هجوم لأبي سليم على مقر لداعش بالمدينة.وتطورت الأحداث اثر سقوط رئيس كتيبة ابوسليم الاسلامي البارز "سالم دربي" متأثر بجراحه اثر نقله من ارض المعارك للاستشفاء في احد الوحدات الصحية المجاورة للمدينة.وقالت ذات المصادر إن المدينة تشهد سباتا كاملا، حيث توقفت المحلات التجارية منذ أمس الاربعاء، عن فتح ابوابها وقفل مستشفى المدينة الوحيد، اضافة لتوقف حركة المرور بشكل نهائي في طرقات المدينة بعد ان فرضت كتيبة ابوسليم حظر تجول على الاهالي، بسبب اندلاع الاشتباكات مع داعش في اغلب الاوقات.وأعلنت كتيبة ابوسليم الموالية لتنظيم القاعدة اول أمس في بيان رسمي لها "كفر" مسلحي داعش ووجوب قتالهم والدعوة للجهاد ضدهم، وكان القيادي "ناصر العكر" قد أعلن في بيان سابق لاغتياله عن ما سمّاه بــ"الإنذار الأخير لغلاة التكفير".وبحسب مراقبين، فإن السيناريو السوري بدأ بالانتقال لليبيا، فالقتال بين الطرفين وصدور فتاوى التكفير شبيه الى حد كبير بالقتال بين جبهة النصرة وداعش بسوريا. كما أن القتال المستعر منذ اشهر بين داعش في سرت وميليشيات فجر ليبيا الموالية للإخوان المسلمين، هو ايضا خلاف يندرج في ذات الخانة.وكان في الحالة الاخيرة تغير الامر، حيث تشهد داعش تمددا كبير باتجاه الغرب والشرق في سرت بخلاف وضعها في درنة، وانحسر وجودها في بعض المواقع بالمدينة ورأس الهلال الجبلية.وسيطر داعش بشكل نهائي على مدينة سرت بكاملها وأصبح يدير مرافقها آخرها محطة سرت البخارية التي تعتبر اكبر محطة لتوليد الطاقة بكل ليبيا، كما ان مناطق النوفلية والتسعين وهرواة شرق سرت، والمتاخمة لميناء السدرة اكبر موانئ ليبيا النفطية هي الاخرى سقطت بيد التنظيم، وفي غرب سرت اصبحت ايضا مناطق الثلاثين والستين القريبة من مصراته حتى سيطرته.وتحدثت مصادر محلية ان التنظيم بات موجودا ايضا بقاعدة الجفرة وسط جنوب البلاد، التي تعتبر هي الاخرى من كبرى القواعد العسكرية التي انشأها القذافي في عهده، حيث تتوفر على مهبط جوي وعشرات مخازن الذخيرة، اضافة لموقعها الاستراتيجي الرابط بين الشمال والجنوب.وتتكون منطقة الجفرة من ثلاث مدن، هي هون وودان وسوكنة، حيث بدأ التنظيم ببث خطبه ودعواته للمبايعة من اذاعة "هون" المحلية، اضافة للرايات السوداء التي اعتدا الاهالي رؤيتها على المباني العامة بهذه المناطق.وغير بعيد عن مصراته، فالتنظيم له وجود ملحوظ في معسكر "البركان" الواقع بين مصراته وبني وليد وزليتن، بالاضافة للحديث الاهالي عن وجود معسكرات للتدريب في السلسلة الجبلية الرابطة بين زليتن مرورا بمسلاته وترهونة.ولا ينكر اهالي مدينة مصراته الولاء المطلق والمعلن لكتيبة "الفاروق" اهم كتائب المدينة لتنظيم داعش وانتقال عناصر منه الى سرت للقتال ضمن صفوف التنظيم هناك مما يجعل الكتيبة القوية تسليحا وعددا قنبلة موقوتة يمكنها الانفجار في اي وقت.
International
داعش ليبيا.. تمدد وإنذار بنقل السيناريو السوري
11 يونيو 2015