كتب - المثنى لوري:شدد نقابيون على "خطورة الزج بالعمل النقابي في أتون السياسة”، معتبرين أن "النقابات تم تسييسها واختطافها من قبل قوى دينية طائفية كي تكون رأس الحربة في مخططاتها الفاشلة إبان الأحداث”.وقالوا إن "بعض النقابات ليست ديمقراطية لا في منشأها ولا فكرها أو ممارساتها”، مؤكدين أن "العمل النقابي يجب أن يسعى دائماً لمصلحة العامل بعيداً عن أي تجاذبات أو أهداف أخرى”.من جانبه، أكد رئيس نقابة المصرفيين خليل زينل أنه "تم استغلال وتوظيف الكثير من القطاعات المهنية في الأحداث الأخيرة لصالح فئة بعينها، ومن تلك القطاعات كانت الحركة النقابية إجمالاً، وقد تم القذف بها في وجه المدفع كي تكون حائط الصد الأول الحامي للقيادات والجمعيات وأجنداتها الطائفية في إضراب غير متوافق عليه ومتعارض مع جميع المعايير العمالية، متجاوزاً تقاليد الحركة النقابية في جماعية صنع واتخاذ القرار تحت المظلة الوطنية والأممية الجامعة”.وأشار إلى أن "النقابات والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين كمؤسسات مجتمع مدني تم تسييسها واختطافها من قبل قوى دينية طائفية كي تكون رأس الحربة في حربهم على الدولة”، معتبراً أن "سهام هؤلاء طاشت ووصلت حد التصادم مع جميع شرائح المجتمع المدني التعددي الحداثي، حتى وإن زعموا سعيهم نحو الديمقراطية والسلمية”.وتساءل زينل "كيف تطالب بالديمقراطية نقابة أو اتحاد أو حزب أو طائفة سياسية، وهي ليست ديمقراطية في منشأها وفكرها وممارساتها؟”.وشدد على أن "جهات سياسية لا تؤمن بالديمقراطية تجعل قرار الأمة ومصيرها في يد مرجع ديني أو قانوني أو سياسي واحد في تعارض مع جوهر الديمقراطية ومبدأ جماعية صنع واتخاذ القرار”، مضيفاً "أما الحديث عن السلمية فتكشف حقيقته الاعتداءات المتكررة على العمالة الآسيوية التي لا حول ولا قوة لها”.من جهته، أوضح الحقوقي العمالي عطية الله روحاني أنه "منذ انخراطه في العمل النقابي سنة 1976 وحتى 2006 وخلال هذه الفترة الطويلة لم يرَ أي أحد يزج بالعمل النقابي في أتون السياسة، وكانت اللجان المشتركة تقوم بدورها النقابي البحت بشكل مستمر”، مضيفاً "كان النقابيون يمارسون عملهم بكل رقي ومهنية قبل أن تشوه صورة العمل النقابي خلال الأزمة في السنة الماضية”، موضحاً "أوشكنا خلال السنة الماضية أن تضيع منا جهود كل النقابيين الشرفاء خلال فترة طويلة من الجد والمهنية لولا عفو جلالة الملك المفدى”. وشدد روحاني على "ضرورة أن تظل المؤسسات النقابية واللجان المشتركة مركزة اهتمامها على خدمة العامل”، مشيراً إلى أنه "كان بإمكان النقابات استخدام الأدوات المشروعة للتعبير عن وجهة نظرها كحق الإضراب العمالي، وليس الإضراب تطييباً لخاطر الجمعيات السياسية”.وبين أن "أحداث السنة الماضية شكلت درساً مهماً يجب أن نتعلم منه للمستقبل” مضيفاً "على عمالنا أن يعوا أن مهمتهم التقدم للأمام وعدم الالتفات إلى الخلف”، مذكراً بأن "البحرين هي أول دولة خليجية يتشكل فيها اتحاد عمالي واتحاد نقابات عمالية”.وأوضح أن "مؤسسات العمل النقابي أوجدت لمصلحة العامل وليس لتوريطه”، داعياً إلى أن "يظل هم النقابيين حب الوطن وتغليب مصلحته على أي مصالح أخرى مهما كانت الضريبة التي يدفعونها”. وبدوره، قال عضو مجلس إدارة نقابة بابكو سابقاً عبدالكريم البلوشي إن "الأعراف الدولية واتحاد نقابات العالم ومنظمة العمل الدولية يرفضون تسييس النقابات لكون مجال العمل النقابي منحصراً في خدمة العمال”، مضيفاً أنه "في حالة تدخل الجمعيات السياسية في العمل النقابي تضيع مصالح العمال وأبسطها خسارة الامتيازات مثل ما حصل في نقابة بابكو”، مبيناً أنه "في أيام الأزمة انسحب 250 شخصاً من النقابة بسبب التمييز الطائفي الذي كان هدفه التسييس”.وأوضح البلوشي أن "الجمعيات السياسية المسيطرة على النقابات ديكتاتورية ولا ترى أي حقوق للعمال”، معتبراً أن "نقابة بابكو خالفت الأعراف الدولية في قانون الإضراب العام ولم تدعُ جمعيتها العمومية للتشاور بشأن الإضراب بل اتخذت قراراً أحادياً بالمرة.من جهة أخرى، أوضح رئيس مجلس إدارة نقابة مؤسسة دار الأيام الصحافية السابق جبريل التميمي أن "العمل النقابي هو في الأساس المحافظة وحماية حقوق العمال بشكل عام ومراجعة القوانين وتعديلها باستخدام الأدوات القانونية المتاحة، إضافة إلى تنظيم العلاقة بين القوى العاملة وأصحاب العمل”.وأكد التميمي أن "العمل النقابي يهدف إلى خلق بيئة عمل مؤاتية وصحية لجميع الأطراف والحفاظ والتعاون مع إدارة الشركات في سبيل النهوض بالعملية الإنتاجية وإتاحة بيئة صحية وتذليل الصعوبات والمشاكل التي تعتري مسار العمل والعلاقة بين العاملين”.واعتبر أن "أي انحراف عن المسار لأغراض شخصية أو سياسية يعتبر انحرافاً عن مفهوم العمل النقابي ورسالته”.وقال إن "أي مطالبة خارجة عن قانون إنشاء النقابات أو اتحاد عمال البحرين التي كانت واضحة في ضرورة الحفاظ على حقوق العامل وسير عملية الإنتاج فهي مخالفة للقانون والنظام الذي يحكم النقابات واتحاد العمال”.وشدد على أنه "ليس للاتحاد الذي يعتبر مظلة النقابات أن ينحرف في توجهه عن هذا الإطار وإلا اعتبر خارج نطاق القانون”.وأشار إلى أنه "لمس في الأحداث ما يشير لمحاولة مستميتة من البعض في عمل ليس له أي صلة في العمل النقابي”.