وليد صبري




* تدابير نموذجية للبحرين بقيادة ولي العهد رئيس الوزراء في التعامل مع "كورونا"

* ملتزمون بالإجراءات الاحترازية لحكومة البحرين خلال القمة الـ17

* البحرين قدمت دعماً نموذجياً لـ"حوار المنامة" على مدار 16 عاماً

* 80 مندوباً و21 وفداً حكومياً و17 وزيراً و3 قادة عسكريين شاركوا في القمة الـ16

* أمريكا وفرنسا والمملكة المتحدة والأردن أبرز الدول الحاضرة في المؤتمر

* "حوار المنامة" يناقش تأثير التعددية والنفوذ ونهج السياسات في الشرق الأوسط

* واشنطن الضامن الرئيس لأمن المنطقة على عكس إيران

* استبدال أمريكا كضامن أمني لدول الخليج ليس من مصلحة روسيا والصين

كشف المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط ، "IISS"، الفريق الركن "متقاعد" السير توم بيكيت، عن أن "أبرز الملفات التي من المقرر أن يناقشها مؤتمر "حوار المنامة" المقرر انعقاده خلال الفترة من 19 إلى 21 نوفمبر المقبل، سوف تشمل سياسة الدفاع الأمريكية في الشرق الأوسط، والدبلوماسية والردع، وتعددية الأطراف والأمن الإقليمي في إطار متحول، وإنهاء الصراعات في المنطقة، والميليشيات والصواريخ وانتشار الأسلحة النووية"، موضحاً أن "أمريكا وفرنسا والمملكة المتحدة والأردن أبرز الدول الحاضرة في المؤتمر"، مشيراً إلى أن "ممثلين رفيعي المستوى من أفريقيا وآسيا سوف يشاركون في قمة الأمن الإقليمي الـ17".

وأضاف السير توم بيكيت في حوار خصّ به "الوطن" أن "المعهد ملتزم بالإجراءات الاحترازية لحكومة البحرين خلال القمة الـ17"، مؤكداً أن "البحرين قدمت دعماً نموذجياً لـ"حوار المنامة" على مدار 16 عاماً"، مشدداً على أن "البحرين لديها تدابير نموذجية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء في التعامل مع جائحة كورونا (كوفيد19)"، منوهاً إلى "نجاح مملكة البحرين في تنظيم حوار المنامة الـ16 العام الماضي رغم جائحة "كورونا"".

وقال السير توم بيكيت إن "الصراعات في سوريا والعراق واليمن وليبيا وأفغانستان سوف تناقش ضمن أجندة المؤتمر"، كاشفاً عن أن "القمة الأمنية الـ17 تناقش القضايا الأمنية الإقليمية والدولية الأكثر تأثيراً على المنطقة، لاسيما ما يتعلق بتأثير التعددية والنفوذ ونهج السياسات في الشرق الأوسط".

واعتبر أن "واشنطن تبقى هي الضامن الرئيس لأمن المنطقة على عكس إيران"، مشدداً على أن "استبدال أمريكا كضامن أمني لدول الخليج ليس من مصلحة روسيا والصين على الرغم من تقاربهما من طهران". وإلى نص الحوار:

متى من المقرر انعقاد "حوار المنامة" الـ17؟ وما أبرز القضايا المطروحة على طاولة القمة الأمنية الـ 17؟

- حوار المنامة هو مؤتمر فريد من نوعه يجمع وزراء الحكومات، وأصحاب الخبرة، والرأي، والأعمال، على طاولة النقاش لمناقشة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحاً في الشرق الأوسط، وستعقد قمة حوار المنامة 2021 في فندق فور سيزونز خليج البحرين في مملكة البحرين من 19 نوفمبر 2021 حتى 21 نوفمبر 2021. ويتمحور الموضوع الاساسي لحوار المنامة لعام 2021 حول تعددية الأطراف في الشرق الأوسط، حيث إن الصراع والتنافس في المنطقة واضح للجميع، والنهج السائد فيما يخص وضع الحلول لهذا الصراع قد يتغير، لذا فإن عقد مثل هذا الحوار في نوفمبر 2021، سيوفر الفرصة المثلى لمراجعة تأثير التعددية وما تعنيه لكل من المصالح الحكومية والنفوذ بالإضافة إلى القيم في الشرق الأوسط، وسيكون حوار المنامة الذي سيعقده المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية محورياً في تشكيل نهج جديد للسياسات.

ما تقييمكم لاستضافة البحرين لـ"حوار المنامة" على مدار 17 عاماً؟ وهل تعتقدون أن ذلك الأمر يعزز المكانة الاستراتيجية والدولية للمملكة؟

- قدمت مملكة البحرين دعماً نموذجياً لحوار المنامة على مدى السنوات الـ16 الماضية، ويتطلع المعهد إلى العمل عن كثب مع الحكومة من أجل القمة الـ17. وفي الحقيقة، العديد من الوزراء الدوليين ورؤساء الدفاع ورؤساء الأجهزة الأمنية فضلاً عن كبار الخبراء الإقليميين يسافرون إلى البحرين كل عام لحضور الحوار، مما يدل على مدى أهمية القمة فضلاً عن قوة البحرين الاستراتيجية في عقد الاجتماعات.

هل لنا أن نتطرق إلى أجندة المؤتمر هذا العام؟

- يتمحور الموضوع الاساسي لحوار المنامة لعام 2021 حول تعددية الأطراف في الشرق الأوسط. إن الصراعات والمنافسات في المنطقة معروفة جيداً، ولكن النهج المهيمن لحلها قد يتغير. ويتيح شهر نوفمبر 2021 فرصة مناسبة لاستعراض تعددية الأطراف وما تعنيه بالنسبة للمصالح والنفوذ والقيم في الشرق الأوسط. لقد وضعنا جدول أعمال يتناسب مع هذا الموضوع، وتتضمن أبرز ملفات القمة الأمنية الـ17، سياسة الدفاع الأمريكية في الشرق الأوسط، والدبلوماسية والردع، وتعددية الأطراف والأمن الإقليمي في إطار متحول، والخليج وآسيا، وإنهاء الصراعات في المنطقة، وديناميكيات الأمن في البحر الأحمر، والميليشيات والصواريخ وانتشار الأسلحة النووية.

ما طبيعة الدعم الذي تقدمه مملكة البحرين للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية؟

- لا يمكن تنظيم قمة مثل حوار المنامة التي ينظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والتي تضم مندوبين من القادة الوطنيين والوزراء وكبار صنّاع السياسات، دون تعاون وثيق مع الحكومة المستضيفة ودعم نشط منها. في العام الماضي، كانت التدابير الصارمة التي اتخذتها الحكومة البحرينية وطبقتها خلال المؤتمر هي الأساس الذي يمكن أن يستند إليه النجاح الكبير للحوار. ونتوقع أن نعمل عن كثب مع الحكومة لضمان نجاح حوار هذا العام أيضاً.

هل تتوقعون استجابة كبيرة وإقبالاً إيجابياً من دول العالم على حضور "حوار المنامة"؟

- نعم، وقد تلقينا بالفعل ردوداً قوية وإيجابية جداً على الصعيدين الإقليمي والدولي.

كم عدد الوفود الحكومية والمندوبين والعسكريين والسياسيين والمحللين المتوقع حضورهم "حوار المنامة"؟

- في الظروف الاعتيادية تصل المشاركة في المؤتمر إلى أكثر من 500 مندوب من أكثر من 50 بلداً مع وفود حكومية من أكثر من 20 وفداً. في العام الماضي، وبسبب جائحة كورونا (كوفيد19)، لم نستقبل سوى 80 مندوباً، ولكن ذلك شمل وفوداً من 21 حكومة، و17 وزيراً، وثلاثة من قادة القوات المسلحة. ونهدف هذا العام إلى أن يكون العدد الإجمالي للمندوبين أكبر بكثير من العام الماضي، ولكن، بسبب الوباء ولسلامة المشاركين وسكان المملكة، لن يكون العدد بالضخامة التي كان عليها في السنوات السابقة.

هل لنا أن نتعرف على أبرز الشخصيات الإقليمية والدولية التي من المقرر حضورها مؤتمر "حوار المنامة" هذا العام؟

- كما تعلم، بالعادة لا يتم الإفصاح عن أسماء المشاركين في المراحل المبكرة من التنظيم. ومع ذلك، يمكنني أن أصرح أننا حصلنا على تأكيدات وزارية وأمنية رفيعة المستوى من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والأردن والخليج والمملكة المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط الأوسع وآسيا.

ما أبرز استعدادات المعهد لتنظيم القمة الأمنية في حال استمرت أزمة "كورونا"؟

- في ديسمبر 2020، في ذروة وباء كورونا (كوفيد19)، وقبل حملات التطعيم الوطنية ولكن بتطبيق تدابير السلامة الصارمة، عقد المعهد حواراً ناجحاً جداً دون الإبلاغ عن إصابات. وبحلول نوفمبر 2021، من المتوقع أن تتحسن القدرة العالمية على إدارة الوباء وتشهد تحسناً كبيراً، ولكن ما زالت هناك تدابير وقائية سوف تطبق. سنلتزم بالقواعد والمبادئ التوجيهية التي وضعتها حكومة البحرين ونعلم أن إجراءاتنا الجماعية ستكون فعالة في جعل الحدث آمناً قدر الإمكان.

كيف تقيمون خسائر المنطقة جراء الجائحة على مدار عامين؟

- أوضح المعهد في العام الماضي في منشور خاص صدر لحوار المنامة 2020: "لقد عجل وباء كورونا (كوفيد19)، من تفكيك المجتمع الدولي في السنوات القليلة الماضية. وواصلت المؤسسات العالمية تعاونها، كما تم تخفيف قواعد الحوكمة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تحورت تعددية الأطراف إلى أحادية الأطراف، واستهلكت سياسات التحالف النوايا الحسنة أكثر مما ولدت تعاوناً فعالاً. وسيكون لهذا الوباء آثار دائمة على الجغرافيا السياسية. والشك الدولي آخذ في الازدياد والثقة محدودة العرض. كما أن المغامرة الاستراتيجية من جانب بعض الدول تزيد من تفاقم الوضع الراهن. وسيدخل العالم فترة من التدفق الاستراتيجي الأكبر". وهدفنا في حوار هذا العام هو دراسة هذا التقييم وزيادة تحديد أثر الوباء على المنطقة.

كيف تقيمون تعامل البحرين مع أزمة "كورونا"؟

- إن التدابير التي اتخذتها حكومة البحرين نموذجية. ومن الجدير بالذكر أنه تم اعتماد نهج مشترك بين المؤسسات الحكومية، يقوده فريق وطني يعمل بتوجيه من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، "النائب الأول لرئيس الوزراء آنذاك". وقد أثبت هذا النهج الذي يتبعه الفريق الوطني فعاليته ونجاحه على حد سواء. ويبدو أنه نموذج لتركيز جهود الحكومة عند التعامل مع المشاكل المعقدة.

هل من المتوقع أن تناقش القمة الـ 17 لـ "حوار المنامة"، قضية حماية أمن الملاحة في المنطقة، والتهديدات الأمنية البحرية في الخليج؟

- كما سترون من جدول الأعمال، لا توجد جلسة عامة تتناول على وجه التحديد الأمن البحري الخليجي. وذلك لأن الأمن البحري يشمل أمن المنطقة ونحن واثقون من أن الموضوع سيحصل على الاهتمام الذي يتطلبه.

هل مستقبل الاتفاق النووي الإيراني مطروح على أجندة المؤتمر؟

- من خلال زيارة على موقع IISS، يمكنكم إلقاء نظرة على جدول الأعمال التفصيلي لحوار هذا العام. تتمحور الجلسة العامة الختامية حول "الميليشيات والصواريخ وانتشار الأسلحة النووية". وأتوقع أن يتم التطرق بعمق الى السؤال الذي طرحته.

هل من المتوقع مناقشة الصراعات السياسية في دول المنطقة مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا في المؤتمر؟

- نعم، ونحن على يقين بأنه سيتم النظر إليها بعمق، وعلى وجه الخصوص خلال جلسة "إنهاء الصراعات في المنطقة"، وذلك سيمنح فرصة أكبر لمناقشة الصراعات في هذه المناطق بالإضافة إلى أفغانستان.

هل من المنتظر حضور وفود أفريقية أو آسيوية إلى المؤتمر، خاصة مع بروز الاهتمام بأفريقيا وآسيا في حوار المنامة؟

- نعم، وقد قبل ممثلون رفيعو المستوى من أفريقيا وآسيا دعواتهم إلى الحوار.

وجود وفود على أعلى مستوى من دول عربية وإقليمية وغربية لاسيما في مجالات السياسة والدفاع والأمن.. هل يطرح ذلك فهماً أعمق للتحديات التي تواجه المنطقة والعالم؟

- ينتهى الحوار برمته إلى تيسير المناقشة الإقليمية والدولية لأكثر المسائل الأمنية إلحاحاً في المنطقة. ويحضر الحوار وزراء ورؤساء دفاع ورؤساء أجهزة أمنية لشرح سياساتهم في المنطقة، والمشاركة في عدد كبير من الاجتماعات الثنائية مع نظرائهم لمناقشة القضايا بمزيد من التفصيل.

كيف تقيمون العلاقات بين أمريكا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى؟

- هناك قلق إقليمي بشأن انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة، ومع ذلك فهي لا تزال الضامن الأمني الرئيسي للمنطقة على عكس إيران. تتمتع الصين وروسيا بعلاقات طيبة مع جميع دول المنطقة بما فيها إيران، وفي حقيقة الأمر كون إيران مشكلة دائمة بالنسبة للولايات المتحدة يخدم مصالح الدولتين الاستراتيجية بشكل جيد، ولن يكون من مصلحتهم محاولة استبدال الولايات المتحدة كضامن أمني لدول الخليج أو محاولة تغيير السياسات الإقليمية الإيرانية.