الوتر الذي صار يعزف عليه البعض منذ إقدام عدد من الدول العربية والخليجية على إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل قبل عام هو أن دخول أي دولة في هذه المساحة تعني أنها تريد المشاركة في إغلاق ملف القضية الفلسطينية وأنها ضد الفلسطينيين وضد إقامة دولة لهم.

ولأن مثل هذا العزف يطرب جمهوراً لا يستهان به فينحاز إليه لبعض الوقت لذا صار يتفنن فيه معتقداً أنه بهذا يمكنه أن يستفيد منه في عدائه للدولة. لكن لأن هذا الطرح ناقص حيث أعلنت تلك الدول مبكراً أنها ليست فقط مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وإنما تسعى بكل طاقتها لاسترجاع الحق الفلسطيني لذا فإن أسئلة كثيرة تتقافز في وجه الجمهور المستهدف تنتهي بتبينه أن ما يفعله ذلك البعض يخدم أطرافاً لا علاقة له بها ولا يؤيدها.

وزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني أعرب مراراً وتكراراً عن «تمسك المملكة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية»، وهو يستغل كل مناسبة للتشديد على «ضرورة وقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية وتأكيد دعم البحرين للشعب الفلسطيني وضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية» وبيان أن «البحرين تدعو إلى تضافر الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة التي عانت على مدى عقود من انعدام الأمن والاستقرار» وأنها «تتطلع إلى الشروع في مباحثات تفضي إلى حل سياسي يحقق الأمن والسلام العادل والدائم في المنطقة».

في السياق نفسه جاءت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد حيث أكد خلال زيارته للمملكة أخيراً أنه من أشد المؤيدين لحل الدولتين وأن على الجميع أن يعمل لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

قول وفعل مملكة البحرين، وكل قول أو فعل يصب في هذا التوجه من أي دولة أو مؤسسة عالمية أو فرد ينبغي تأييده ودعمه، فالسلام لا يتحقق، والقضية الفلسطينية لا تحل بالصراخ والشعارات الملتهبة.