إرم نيوز
اقتصرت ثقافة الطفل وتجاربه في الماضي، على أحاديث الأمهات والآباء والجدات والأجداد، والقليل من الوسائل الترفيهية التي تصل بالكاد إلى الطفل، منها الألعاب البلاستيكية البسيطة وقصص الأطفال، بالإضافة إلى مجلات الأطفال.
ولعبت مجلات الأطفال العربية قديمًا دورًا بارزًا في تفعيل خيال الطفل، لما تمتلكه من محتوى تربوي فكري، يسهم في رفع قيمة تجربة الطفل، ولما كانت تمتلكه تلك المجلات من مساحة تفكيرية جديدة عليه، لكن هل بقي هذا الدور موجودا في حياة الطفل الحديث؟.
مجلة ”ماجد"
لقد كان من أبرز المجلات العربية القديمة، التي أسهمت في بناء وصقل عقول الأطفال من جيل التسعينيات لأوقات طويلة مجلة ”ماجد"، التي تصدر من دبي، وبقيت مواكبة إلى عصرنا هذا، فيحسب لإدارة المجلة اجتهادها على التنويع في المحتوى الفكري والفكاهي، واحتواء كل عدد على أفكار متجددة في لفت انتباه الطفل، حيث الأوراق المخصصة لمداخلات الأطفال.
وبهدف إشراك الطفل في المحتوى، وطلب إرساله إلى بريد المجلة، وكذلك القصة المصورة دون وجود محتوى كتابي، التي تحفز الطفل على الكتابة والمشاركة مع القائمين على المجلة، كما وتهتم إدارة المجلة بعملية فرز الألوان وتناسقها، والإخراج النهائي للعمل.
وفي شأن المحتوى، فالمجلة عملت على فكرة الدمج بين المختلفين في المجتمع، عبر دمج شخصيات تعاني من إعاقات، وهي قضية معاصرة في التناول والطرح، وتعمل عليها مؤسسات المجتمع المدني في كافة أنحاء العالم.
مجلة ”ميكي"
ظهرت مجلة ”ميكي" من مصر، بفكاهة شخصياتها وقربها من عالم الطفل، والأفكار المدهشة داخلها، لكن جودة الورق غير مناسبة، وفرز الألوان فيها لا ينافس مقارنة بجودة اللون في المنتج الرقمي.
كما أن القصص داخلها، لا تزال تعمل بعقلية التسعينيات، متجاهلة تطور الفكر لدى هذا الجيل من الأطفال، لما يرد إلى مخيلتهم من محتوى رقمي مواكب.
مجلة ”العربي الصغير"
أما مجلة ”العربي الصغير"، التي تصدر من الكويت فالقصص فيها ذات مقدمات طويلة، وهو ما يفقد الطفل الشغف للإكمال، كما أن الألوان تبدو غير مؤهلة للمنافسة مع ما يقدمه المنتج العالي الجودة إلكترونيًا، فيما يعاني المحتوى داخل
مجلة ”أميرات ديزني"
تقدم مجلة ”أميرات ديزني" خطابًا مخصصًا للفتيات، وحقيقة أن جميع الأفكار تدور في فلك أشغال البيت حيث الطبخ والحياكة وترتيب المنزل، وهو خطاب إعلامي يصلح في ستينيات القرن الماضي، ولا يواكب عقلية الطفلة التي تصحو فتجد أمها قد خرجت إلى عملها، وتجد أمها تقود سيارتها وتسافر إلى دول مختلفة.
فأفكار التنميط التي ترتادها هذه المجلة أصبحت خارج العالم، ولم يعد من المنطقي أن تمرر أفكار كهذه دون مواكبة لتطور العقلية النسوية، وتطور رؤية المجتمع لها في العصر الحديث.
وظهرت أيضا مجلات ”علي بابا وسمير لولو والمزمار وأروى وأحمد، والأذكياء"، منها ما هو مستمر، ومنها ما توقف عن العمل.
تحديات
لقد أصبحت التحديات التي تواجهها المجلات العربية في الوقت الحاضر مضاعفة في ظل تنوع الموارد التي تتاح للطفل عبر رحلته اليومية مع الجهاز الرقمي، فلا يخفى على أحد كم التدفق للمعلومات وسبل التسلية والترفيه التي تنهال على الأطفال في الوقت المعاصر، من ألعاب إلكترونية وتطبيقات للمسابقات وألعاب جماعية لا يتوقف الطفل عن الالتفات إليها، في الواقع فإن مثل هذه التطبيقات والألعاب، نجحت في خلق حالة جذب بينها وبين عقل الطفل، الذي يطمح إلى التصميمات المدهشة والحركات الغريبة التي يطمح إليها في خياله، بالإضافة إلى الأصوات بما تملكه من أدوات تفاعلية مع مخيلة الطفل، بما في ذلك جودة فرز اللون والتصميم والأفكار المدهشة التي يسهل تصميمها لمحترفي التصميم الرقمي.
هذا كله يرفع من مسؤولية القائمين على مجلات الأطفال، فمهما كانت مواكبة المجلة المقروءة والمرئية فإن حلبة الصراع مع المحتوى الرقمي تظل في منطقة المجازفة، فالواقع أن الطفل لا يقتنع بسهولة بالمنتج الفكري المقدم إليه، وإن لم يجد منطقة تقاطع مع شغفه فإنه سرعان ما يهجر المنتج، ويبحث عن آخر، ففكرة العمل على جهد الآباء في إقناع الطفل بطبيعة طفولة الماضي، صارت هشة، فالأب سيجد نفسه عاجزًا أمام القدرات التي تمنحها البيانات الرقمية لابنه.
مواضيع معاصرة
لابد أن تسعى المجلات العربية لمناطق متعلقة بالمجرات وما خارج كوكب الأرض، وتناول الاكتشافات العلمية الحديثة بشكل موغل في كيفية صنعها وطريقة عملها بشكل مبسط وشيق، كما أن المجلات بحاجة لإعداد امرأة عصرية بما يتناسب مع النظام الاجتماعي العربي، من خلال تحفيزها على صنع هويتها الخاصة، ولفت انتباه الفتاة إلى حريات المرأة وطريقة اندماجها بالمجتمع العربي،بحيث تكون امرأة منتجة في المستقبل.
كما أن على إدارات المجلات تجديد الخطط التسويقية، واقتحام مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال وضع القصص المصورة ”الكوميكس" وطرح القضايا التفاعلية من خلالها، وطلب التعليقات والآراء من الأهالي والأطفال، بهدف استعادة التواجد في عالم مزدحم من الأفكار وسبل المتعة المحيطة بالأطفال في كل مكان.
اقتصرت ثقافة الطفل وتجاربه في الماضي، على أحاديث الأمهات والآباء والجدات والأجداد، والقليل من الوسائل الترفيهية التي تصل بالكاد إلى الطفل، منها الألعاب البلاستيكية البسيطة وقصص الأطفال، بالإضافة إلى مجلات الأطفال.
ولعبت مجلات الأطفال العربية قديمًا دورًا بارزًا في تفعيل خيال الطفل، لما تمتلكه من محتوى تربوي فكري، يسهم في رفع قيمة تجربة الطفل، ولما كانت تمتلكه تلك المجلات من مساحة تفكيرية جديدة عليه، لكن هل بقي هذا الدور موجودا في حياة الطفل الحديث؟.
مجلة ”ماجد"
لقد كان من أبرز المجلات العربية القديمة، التي أسهمت في بناء وصقل عقول الأطفال من جيل التسعينيات لأوقات طويلة مجلة ”ماجد"، التي تصدر من دبي، وبقيت مواكبة إلى عصرنا هذا، فيحسب لإدارة المجلة اجتهادها على التنويع في المحتوى الفكري والفكاهي، واحتواء كل عدد على أفكار متجددة في لفت انتباه الطفل، حيث الأوراق المخصصة لمداخلات الأطفال.
وبهدف إشراك الطفل في المحتوى، وطلب إرساله إلى بريد المجلة، وكذلك القصة المصورة دون وجود محتوى كتابي، التي تحفز الطفل على الكتابة والمشاركة مع القائمين على المجلة، كما وتهتم إدارة المجلة بعملية فرز الألوان وتناسقها، والإخراج النهائي للعمل.
وفي شأن المحتوى، فالمجلة عملت على فكرة الدمج بين المختلفين في المجتمع، عبر دمج شخصيات تعاني من إعاقات، وهي قضية معاصرة في التناول والطرح، وتعمل عليها مؤسسات المجتمع المدني في كافة أنحاء العالم.
مجلة ”ميكي"
ظهرت مجلة ”ميكي" من مصر، بفكاهة شخصياتها وقربها من عالم الطفل، والأفكار المدهشة داخلها، لكن جودة الورق غير مناسبة، وفرز الألوان فيها لا ينافس مقارنة بجودة اللون في المنتج الرقمي.
كما أن القصص داخلها، لا تزال تعمل بعقلية التسعينيات، متجاهلة تطور الفكر لدى هذا الجيل من الأطفال، لما يرد إلى مخيلتهم من محتوى رقمي مواكب.
مجلة ”العربي الصغير"
أما مجلة ”العربي الصغير"، التي تصدر من الكويت فالقصص فيها ذات مقدمات طويلة، وهو ما يفقد الطفل الشغف للإكمال، كما أن الألوان تبدو غير مؤهلة للمنافسة مع ما يقدمه المنتج العالي الجودة إلكترونيًا، فيما يعاني المحتوى داخل
مجلة ”أميرات ديزني"
تقدم مجلة ”أميرات ديزني" خطابًا مخصصًا للفتيات، وحقيقة أن جميع الأفكار تدور في فلك أشغال البيت حيث الطبخ والحياكة وترتيب المنزل، وهو خطاب إعلامي يصلح في ستينيات القرن الماضي، ولا يواكب عقلية الطفلة التي تصحو فتجد أمها قد خرجت إلى عملها، وتجد أمها تقود سيارتها وتسافر إلى دول مختلفة.
فأفكار التنميط التي ترتادها هذه المجلة أصبحت خارج العالم، ولم يعد من المنطقي أن تمرر أفكار كهذه دون مواكبة لتطور العقلية النسوية، وتطور رؤية المجتمع لها في العصر الحديث.
وظهرت أيضا مجلات ”علي بابا وسمير لولو والمزمار وأروى وأحمد، والأذكياء"، منها ما هو مستمر، ومنها ما توقف عن العمل.
تحديات
لقد أصبحت التحديات التي تواجهها المجلات العربية في الوقت الحاضر مضاعفة في ظل تنوع الموارد التي تتاح للطفل عبر رحلته اليومية مع الجهاز الرقمي، فلا يخفى على أحد كم التدفق للمعلومات وسبل التسلية والترفيه التي تنهال على الأطفال في الوقت المعاصر، من ألعاب إلكترونية وتطبيقات للمسابقات وألعاب جماعية لا يتوقف الطفل عن الالتفات إليها، في الواقع فإن مثل هذه التطبيقات والألعاب، نجحت في خلق حالة جذب بينها وبين عقل الطفل، الذي يطمح إلى التصميمات المدهشة والحركات الغريبة التي يطمح إليها في خياله، بالإضافة إلى الأصوات بما تملكه من أدوات تفاعلية مع مخيلة الطفل، بما في ذلك جودة فرز اللون والتصميم والأفكار المدهشة التي يسهل تصميمها لمحترفي التصميم الرقمي.
هذا كله يرفع من مسؤولية القائمين على مجلات الأطفال، فمهما كانت مواكبة المجلة المقروءة والمرئية فإن حلبة الصراع مع المحتوى الرقمي تظل في منطقة المجازفة، فالواقع أن الطفل لا يقتنع بسهولة بالمنتج الفكري المقدم إليه، وإن لم يجد منطقة تقاطع مع شغفه فإنه سرعان ما يهجر المنتج، ويبحث عن آخر، ففكرة العمل على جهد الآباء في إقناع الطفل بطبيعة طفولة الماضي، صارت هشة، فالأب سيجد نفسه عاجزًا أمام القدرات التي تمنحها البيانات الرقمية لابنه.
مواضيع معاصرة
لابد أن تسعى المجلات العربية لمناطق متعلقة بالمجرات وما خارج كوكب الأرض، وتناول الاكتشافات العلمية الحديثة بشكل موغل في كيفية صنعها وطريقة عملها بشكل مبسط وشيق، كما أن المجلات بحاجة لإعداد امرأة عصرية بما يتناسب مع النظام الاجتماعي العربي، من خلال تحفيزها على صنع هويتها الخاصة، ولفت انتباه الفتاة إلى حريات المرأة وطريقة اندماجها بالمجتمع العربي،بحيث تكون امرأة منتجة في المستقبل.
كما أن على إدارات المجلات تجديد الخطط التسويقية، واقتحام مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال وضع القصص المصورة ”الكوميكس" وطرح القضايا التفاعلية من خلالها، وطلب التعليقات والآراء من الأهالي والأطفال، بهدف استعادة التواجد في عالم مزدحم من الأفكار وسبل المتعة المحيطة بالأطفال في كل مكان.