تشير عمليات المحاكاة التي أجراها علماء أمريكيون إلى أن صخور الفضاء بحجم الكواكب الصغيرة ضربت كل من الأرض والزهرة في بدايتهما المبكرة.

لكن العديد من الصخور التي كانت تضرب الأرض عادت واصطدمت بكوكب الزهرة ثم التصقت به، وهذا الاختلاف في التأثيرات المبكرة يمكن أن يساعد في تفسير سبب اختلاف الأرض والزهرة اليوم، حسبما أفاد الباحثون في 23 سبتمبر/أيلول في مجلة العلوم الكوكبية.

يقول عالم الكواكب شيجيرو إيدا من معهد طوكيو للتكنولوجيا، والذي لم يشارك بالدراسة في تقرير نشره في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري موقع "ساينس نيوز": "هذه الدراسة نقطة جديدة لم تُثار من قبل".

ويعتقد العلماء عادة أن هناك طريقتين يمكن أن تحدث بهما الاصطدامات، حيث يمكن للأجسام أن تصطدم ببعضها البعض ويستمر كل منها في طريقه، في تصادم الكر والفر، أو يمكن أن يلتصق كوكبان أوليان معاً، أو يتحدان، مما يجعل كوكباً أكبر.

وغالباً ما يفترض علماء الكواكب أن كل اصطدام ناتج عن كر وفر يؤدي في النهاية إلى التراكم، حيث يجب أن يكون للأجسام التي تصطدم مدارات تتقاطع مع بعضها البعض، لذلك لا بد أن تصطدم مراراً وتكراراً، وفي النهاية يجب أن تلتصق.

لكن الدراسة الجديدة التي قادها عالم الكواكب إريك أسفوج من جامعة أريزونا وآخرون، تشير إلى أن الأمر ليس كذلك، حيث يقول أسفوج إن الأمر يتطلب شروطاً خاصة لدمج كوكبين، مثل سرعات الاصطدام البطيئة نسبياً.

تساءل أسفوج وزملاؤه عما قد يعنيه ذلك بالنسبة للأرض والزهرة، وهما كوكبان متشابهان على ما يبدو مع مناخات مختلفة تماماً، وكلا العالمان لهما الحجم والكتلة نفسهما تقريباً، لكن الأرض رطبة ونقيّة، بينما كوكب الزهرة عبارة عن جحيم حامضي حارق.

يقول أسفوج: "إذا بدآ في مسارات مماثلة، فإن الزهرة بطريقة ما اتخذت منحى خاطئاً".

وأجرى الفريق حوالي 4000 محاكاة حاسوبية تحطمت فيها كواكب أولية بحجم المريخ على كوكب الأرض أو كوكب الزهرة، على افتراض أن الكوكبين كانا على بعدهما الحاليين من الشمس.

وجد الباحثون أن الكواكب الأولية كنت تصطدم بالأرض دون أن تلتصق بها مباشرة، من بين هؤلاء، ذهب نصفها تقريبًا للاصطدام بالزهرة، وعلى عكس الأرض، انتهى الأمر بالزهرة إلى تراكم معظم الأشياء التي اصطدمت بها في المحاكاة.

وتقترح الدراسة أن ضرب الصخور للأرض في البداية جعلها بطيئة بدرجة كافية للسماح لها بالالتصاق بالزهرة لاحقًا، وهذا يقدم تفسيراً أساسياً لأسباب انتهاء الأمر بالزهرة إلى التراكم بشكل مختلف عن الأرض.

ويمكن أن يفسر ذلك بعض الألغاز الرئيسية حول كوكب الزهرة، مثل سبب عدم وجود قمر للكوكب، ولماذا يدور ببطء شديد ولماذا يفتقر إلى مجال مغناطيسي.

ويؤكد أسفوج أن ما توصلوا إليه يظل مجرد تخمينات، وعول آمالاً على بعثات ستنطلق خلال العقد الحالي لدراسة الزهرة كي تؤكد بياناتها أو تنفي ما توصلوا إليه.

وأعلنت الإمارات، الأسبوع الماضي، عن مشروعها الجديد لاستكشاف كوكب الزهرة، والذي يتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليار كيلومتر تصل خلالها إلى كوكب الزهرة و7 كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها.

وتنطلق هذه المهمة الإماراتية، في 2028، وهناك 3 مهمات أخرى خلال العقد الحالي أيضاً، اثنتان منها تتبعان وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وهما مهمتا "دا فينشي" و"فيريتاس"، وأخرى تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية "إينفينشن".