تراجعت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، للمرة الأولى في أربعة أيام فيما وصفه المحللون بأنه استراحة بعد أسابيع من المكاسب.
وجاءت مكاسب النفط خلال الأسابيع الماضية بفعل انتعاش الطلب العالمي الذي يسهم في نقص الطاقة في الاقتصادات الكبرى.
ونزل خام برنت ستة سنتات إلى 83.59 دولار للبرميل بحلول الساعة 0440 بتوقيت جرينتش بعد أن لامس أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمس الاثنين في طريقه للارتفاع 1.5%.
وهبط الخام الأمريكي 13 سنتا إلى 80.39 دولار للبرميل، بعد أن ارتفع أيضا بنسبة 1.5% في الجلسة السابقة، حينما وصل إلى أعلى مستوى منذ قرابة سبع سنوات.
وقال كريج إيرلام كبير محللي السوق في أواندا "لا يزال هناك الكثير من الزخم وراء ارتفاع أسعار النفط والعوامل الأساسية لا تزال مواتية بشدة... هل ستكون مفاجأة أن نرى النفط يعود لخانة المئات في وقت لاحق من هذا العام؟ على الأرجح لا".
وارتفعت أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية في الأسابيع القليلة المنصرمة، مدفوعة بنقص الطاقة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة. كما أن صعود أسعار الغاز الطبيعي يشجع منتجي الكهرباء على التحول إلى النفط.
بالإضافة إلى ذلك، استفادت أسعار النفط بارتفاع العقود الشرائية على النفط الخام هذا الأسبوع، حيث وفقا للبيانات الصادرة عن هيئة المتاجرة على السلع والعقود الآجلة، فقد سجل كبار المضاربين وصناديق التحوط حجم تمركزات شرائية على النفط تقدر بحوالي 398,307 عقدا خلال الأسبوع الأخير المنتهي في 5 أكتوبر/تشرين الأول، مقارنة بتسجيل 373,814 عقدا خلال الأسبوع الأسبق المنتهي في 28 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأظهر مؤشر قوة المضاربين غير التجاريين أن اتجاه المستثمرين إلى البيع ارتفع إلى النسبة 38.8% منذ الأسبوع الماضي، وهو ما يدعم أسعار النفط أيضا.
ولكن تصريحات البيت الأبيض وتعليقه على ارتفاع النفط مؤخرا يثير المخاوف بالأسواق وبخاصة مع تضرر المستهلك الأمريكي بقوة من ارتفاع الأسعار، حيث علق البيت الأبيض على ارتفاع أسعار النفط الخام، قائلا بأنهم يجرون اتصالات مع أوبك+ لفعل المزيد حتى تنخفض أسعار النفط الخام، وأنه يجب على أوبك+ دعم التعافي الاقتصادي العالمي وتم إبلاغ أوبك+ على مستوى رفيع بهذا الطلب، بالإضافة إلى مراقبة تطورات ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي عن كثب.
وفيما يتعلق بمصادر الطاقة الأخرى، ارتفعت عقود البنزين خلال تعاملات اليوم بنسبة 0.83% لتسجل 2.3860 دولار للجالون. بينما، انخفضت عقود الغاز الطبيعي وسجلت 5.418 دولار لكل مليون وحدة حرارية. وارتفعت عقود زيت التدفئة بنسبة 1.63% وسجلت حوالي 2.5139 دولار.
يذكر أن تصاعد المخاوف بالأسواق حيال متحور دلتا الجديد ساهمت في خسائر قوية لأسعار النفط خلال الفترة الماضية، وبخاصة وأن المتحور الجديد لفيروس كورونا أدى لفرض قيود إغلاق مجددا ببعض الدول، وهو من شأنه أن يهدد تعافي الاقتصاد العالمي ومن ثم تباطؤ الطلب العالمي على النفط الخام بالفترة المقبلة، ولكن مع هدوء وتيرة الإصابات، وزيادة الطلب على النفط الخام، استعادت أسعار النفط عافيتها بشكل ملحوظ مؤخرا.