يثبت هؤلاء الفائزون بملايين اليانصيب أن المال لا يوفر ضماناً بالسعادة وراحة البال بعد أن حلت عليهم لعنته من طلاق وإدمان وضياع وبؤس وسجن.

وأوردت صحيفة «صن» حكايات حزينة لأصحاب الحظ السعيد في اليانصيب تحولت حياتهم بعدها إلى مأساة، ولم يسعفهم المال الذي كسبوه، بل وكان في بعض الأحيان سبب تعاستهم!

أصبحت كالي روجر أصغر بريطانية تفوز باليانصيب بعد أن ربحت 2.6 مليون دولار في عام 2003، وكان عمرها وقتها 16 عاماً فقط.

وعلى الفور تخلت كالي عن عملها الذي كانت تحصل منه على أجر 5 دولارات في الساعة لتتفرغ لإنفاق نقودها.

وبعد أن كانت تعيش في بيت متواضع بالإيجار بعد انفصال والديها، اشترت منزلين لها ولوالدتها بما يقرب من نصف مليون دولار.

وأنفقت كالي معظم جائزتها في حفلات صاخبة وعمليات تجميل لا داعي لها، إضافة إلى ما يقرب من نصف مليون دولار في أزياء فاخرة.

والآن وهي في الـ33، وأم لأربعة أطفال، تعترف أن اليانصيب كان لعنة، دفعتها إلى محاولة الانتحار، قبل أن ترتكب حادث سيارة في الشهر الماضي، وتعثر الشرطة على كوكايين في سيارتها وتواجه السجن.

زوجة أصيلة

لم يصدق مايكل كارول (19 سنة) نفسه عندما كسب 14 مليون دولار في اليانصيب الوطني في نوفمبر 2002، وقرر بعدها أن يودع حياة التقشف والفقر إلى الأبد.

اشترى مايكل منزلاً من 6 غرف، جدده بما يقرب من 700 ألف دولار، كما اشترى أسهماً في نادي رينجرز الذي يشجعه، واقتنى سيارة بي إم دابليو فارهة.

ولكن كل ذلك لم يقنع عروسه ساندرا بالاستمرار معه فتركته بعد شهر واحد فقط من الزواج بعد أن اكتشفت خياناته المستمرة.

ويعترف مايكل أنه أدمن المخدرات أيضاً، وشراء الذهب، وظل ينفق بلا حساب حتى قبض عليه بسبب إدمانه، وأعلن إفلاسه، واضطر للعمل في تقطيع الأخشاب وتوصيل الفحم للمنازل.

والغريب أن أحداً من أصدقاء السوء لم يسأل عنه أو ينصحه، وحدها طليقته التي عادت إليه بعد أن رثت لحاله، ووعدها أن يكون وفياً لها، وتزوجا في الأسبوع الماضي وهما يعيشان حياة هادئة في بلفاست الآن.

لوم متبادل

كسب روجر غريفيث وزوجته لارا 2.7 مليون دولار في اليانصيب الوطني في عام 2005، وبمجرد فوزهما، تركا عملهما، هو كمدير لتكنولوجيا المعلومات، وهي مدرسة فنون أداء.

وبدأ الزوجان رحلة إنفاق الثروة وتعويض سنوات المعاناة، واشتريا سيارات فارهة وفيلا ومزرعة، وقاما بعطلات 5 نجوم في منتجعات الأثرياء في العالم.

واستثمر الزوجان ما تبقى من أموالهما في شراء العقارات وصالون للتجميل، ولكن الأحوال لم تسرِ كما يشتهيان، وتفاقمت الخسائر بنشوب حريق في منزلهما أتى على الأخضر واليابس.

وكانت النتيجة بعد تلاشي الثروة، طلاق الزوجين بعد أن ألقى كل منهما اللوم على الآخر في تبديدها.

من القصر إلى الشارع

بين ليلة وضحاها، أصبح السجين السابق لي ريان نجماً فوق العادة بعد أن ربح 9 ملايين دولار في اليانصيب في نوفمبر من عام 1994.

وقرر ريان أن يودع سنوات الفقر والمعاناة، واستمر لمدة 10 سنوات يعيش حياة شديدة الرفاهية مع سيارات فاخرة وطائرة هليكوبتر، وقصر اشتراه بما يقرب من 4 ملايين دولار.

لكن دوام الحال من المحال، وانتهى الأمر بريان إلى أن أصبح مفلساً بعد أن باع قصره، وانفصل عن زوجته كارين تايلور بعد 8 سنوات، وارتضى أن يعيش في شقة صغيرة في لندن كان يتقاسمها مع زملائه المشردين، بعد أن عاش أسابيع عديدة في الشارع.