زخم جديد للاستثمارات الفضائية مع إعلان الإمارات عن مشروع فضائي جديد

- الأميري: مشروع الإمارات لاستكشاف "الزهرة" والكويكبات حافز لجذب الاستثمارات

- الهاشمي: الإمارات تمتلك 17 قمراً صناعياً مدارياً و10 مركبات فضائية قيد التطوير

- الإنفاق في قطاع الفضاء الإماراتي تجاوز 22 مليار درهم خلال سنوات

***

أنس الأغبش

أعلن الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في المملكة الدكتور محمد العسيري، عن إطلاق أول قمر صناعي في البحرين بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر المقبل، بالتزامن مع احتفالات البحرين بالعيد الوطني المجيد.

وأضاف، خلال جلسة حوارية افتراضية أمس حول فرص الاستثمار في مشاريع الفضاء، ضمن سلسلة الجلسات التي تعقد للتعريف بمبادرات "مشاريع الخمسين" التي أطلقتها دولة الإمارات، إلى أن الهيئة تعمل حالياً مع الجهات المعنية لتحفيز قطاع ريادة الأعمال في مجال علوم الفضاء.

وأوضح العسيري، أن التعاون مع الإمارات في مجال علوم الفضاء، انتقل من تبادل التجارب والخبرات المشتركة إلى التعاون الأكاديمي في مجال التدريب والتأهيل، إلى جانب المشاركة في المجموعة العربية للتعاون الفضائي التي انطلقت بمبادرة من دولة الإمارات وتضم في عضويتها حتى الآن 14 دولة.

وركّزت الجلسة - التي أدارها الإعلامي محمد الكعبي وعقدت عبر "زوم"، وشارك فيها إلى جانب العسيري، كل من وزير دولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء سارة الأميري، والرئيس التنفيذي لمجموعة الياه للاتصالات الفضائية "الياه سات" علي الهاشمي، على الفرص النوعية التي توفرها الإمارات للمواهب والعقول والمشاريع الناشئة وشركات القطاع الخاص المتخصصة في تقنيات وصناعات وأبحاث الفضاء، بالإضافة إلى بحث آفاق التعاون الثنائي بين الإمارات والبحرين.

وأشار إلى أن الرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، تركز على الاستثمار مستقبلاً في الفضاء وعلوم المستقبل بما يعزز التنمية ويحقق استدامتها، وهي حريصة على تمكين المواهب والكفاءات والأفكار الواعدة في قطاع الفضاء، وتعزيز حضور الشباب والمرأة فيه، وتكريس مبدأ التعاون الدولي في ميدان الفضاء والتقنيات المرتبطة به من أجل خدمة البشرية.

وبين أن الهيئة تم تشكيلها من الشباب البحريني ذو الكفاءات العلمية والتقنية، موضحاً أن نسبة المرأة تتجاوز 60% من مجموع القوى العاملة في الهيئة، وهي تتولى 66% من المناصب القيادية فيها، منوهاً بقطاع الفضاء الإماراتي الذي حقق إنجازات نوعية خلال السنوات القليلة الماضية وشكل مصدر فخر للعرب قاطبة وإضافة نوعية للصناعات والاستثمارات الفضائية في دول مجلس التعاون الخليجي، تستفيد منها العديد من القطاعات الاقتصادية والخدمية والعلمية مستقبلاً.

ولفت العسيري، إلى أن البداية في قطاع الفضاء البحريني كانت بالتركيز على العنصر البشري، لافتاً إلى أن جزءاً كبيراً من "فريق البحرين للفضاء" تم تأهيله في جامعات إماراتية مرموقة مثل جامعة خليفة.

وأكد أن البحرين تمتلك مخزوناً من الكفاءات العلمية المتقدمة التي تستطيع رفد قطاع الفضاء في المملكة والمنطقة بأفكار واعدة تؤسس لاستثمارات نوعية في صناعات وتقنيات وبرامج الفضاء، مبيناً أن استضافة البحرين فعالية أسبوع الفضاء العالمي مطلع شهر أكتوبر الجاري، تؤكد حرصها على الاستثمار في مستقبل هذا القطاع الحيوي وفرصه الجديدة.

وجهة جديدة للاستثمارات في الفضاء

فيما قالت سارة الأميري، إن "مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية الذي أعلنت عنه قيادة دولة الإمارات في 5 أكتوبر الحالي هو محطة تاريخية في قطاع الفضاء الإماراتي ستشكل حافزاً نوعياً لجذب استثمارات محلية وإقليمية وعالمية متخصصة في التكنولوجيا المتقدمة المتصلة بصناعات الفضاء إلى الإمارات، وهو داعم لترسيخ موقعها منطلقاً للمشاريع الناشئة الواعدة في تقنيات الفضاء ووجهةً للعقول والكفاءات والمواهب الواعدة والمتخصصة في برمجيات وعلوم وابتكارات الفضاء".

وأكدت أهمية الزخم الذي يحدثه المشروع الجديد في استدامة النمو في قطاع الصناعات والابتكارات والتقنيات الفضائية التي تفتح الباب أمام استثمارات واعدة في هذا المجال في منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأمر الذي تنعكس نتائجه إيجاباً على نمو مختلف القطاعات الاقتصادية، منوّهةً في حديثها عن المشروع الفضائي الإماراتي الجديد أن سقف التحدي دائماً يرتفع في دولة الإمارات كما عودتنا القيادة الرشيدة.

وأشارت إلى أهمية دور الكوادر الشابة المتخصصة في قطاع الفضاء في ترغيب الطلاب في المدارس والجامعات بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتحفيز شغفهم العلمي والمعرفة.

ولفتت إلى أن الدولة بكل مؤسساتها، عملت كفريق واحد على إنجاح تحدي مشروع الفضاء لاستكشاف المريخ الذي أوصل مسبار الأمل بنجاح إلى المريخ، ما حفز أجيالاً جديدة على خوض ميادين البحوث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة.

وأشارت إلى أهمية تقنيات وعلوم الفضاء في تحسين جودة الحياة في مدن ومجتمعات المستقبل، في العالم والمنطقة على وجه الخصوص، بالاستفادة من النتاج العلمي والمعرفي والتقني الذي ينجزه المهندسون والعلماء والمبتكِرون في المشاريع الفضائية الطموحة التي تطلقها دولة الإمارات وتضع نتائجها العلمية والبحثية في متناول المجتمع العلمي العالمي لخدمة البشرية.

وتطرقت إلى تعاون مراكز بحثية في مجال الفضاء في الدولة لتدريب مواهب بحرينية واعدة في القطاع، مؤكدة أن البنية التحتية والتشريعية في الدولة ممكّنة لقطاع الفضاء، وحرص الإمارات على مشاركة الخبرات مع دول صديقة وشقيقة مثل البحرين.

وبينت أن الشراكات الدولية في قطاع الفضاء لا بديل عنها والقطاع في الدولة قام على هذا الأساس لبناء قطاع متمكن بأسرع وقت ممكن، منوهة بجهود ومبادرات المملكة في مجال تمكين الطاقات الشابة والمشاريع الناشئة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة الحيوية لقطاع الفضاء، مشيدة بانضمام البحرين إلى المجموعة العربية للتعاون الفضائي، بما يؤكد حرص قيادتها الرشيدة على الاستثمار في الفضاء وعلوم المستقبل.

تعزيز الفرص الاستثمارية

بينما أكد علي الهاشمي، أن لدى الإمارات حالياً أكثر من 17 قمراً اصطناعياً مدارياً و10 أقمار أخرى قيد التطوير، وفيها أكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية تعمل داخل الدولة من شركات عالمية وناشئة.

وقال "نتطلع إلى أن تتضاعف هذه الأعداد مرات عديدة خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة مع الإعلان عن مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات الذي ينفذ مهام علمية غير مسبوقة على مدى خمس سنوات من عام 2028 وحتى 2033".

وأضاف الهاشمي، أن هناك فرص واعدة للتعاون في مجال تكنولوجيا الفضاء والأقمار الاصطناعية بين دول مجلس التعاون الخليجي، بالتزامن مع المشاريع التنموية والرؤى الاستراتيجية الطموحة التي تنفذها وتنعكس إيجاباً على مشهد الاستثمارات ونمو الشراكات مع القطاع الخاص في مسارات جديدة، بما فيها قطاعات الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة وإنترنت الأشياء الذي يفتح مجالاً كبيراً للمستثمرين فيه مستقبلاً، إلى جانب تطوير البنى التحتية المتقدمة للابتكار في مجال الاتصالات.

وتطرقت الجلسة إلى الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الفضاء الإماراتي خاصة مع تجاوز الإنفاق في قطاع الفضاء الإماراتي 22 مليار درهم خلال السنوات القليلة الماضية، وهي تضم أكثر من 20 شركة ناشئة محلية في قطاع الفضاء، إلى جانب الشركات المحلية والدولية التي تعمل على أرضها في التخصصات المرتبطة بقطاع الفضاء وصناعاته.

بذكر أن الجلسات الافتراضية التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات بمشاركة مسؤولين وخبراء من المنطقة تسلط الضوء على أبرز الفرص الجديدة التي حفزتها "مشاريع الخمسين" التي تشكل دورة جديدة من المشاريع الاستراتيجية في دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة، والتي تهدف إلى التأسيس لمرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للدولة، وفي مختلف القطاعات الاقتصادية.