أكد المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ضرورة التصدي لكل ما من شأنه تهديد الأمن وبث الفوضى والخوف لدى الآمنين، مشددًا على ضرورة أن تتضافر جميع الجهود لمحاصرة الإرهاب والتطرف والعصبية. وفي جلسته الاعتيادية التي انعقدت صباح اليوم الثلاثاء برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وبحضور الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة نائب الرئيس، لفت المجلس إلى أن الإرهاب سلوك شاذ عن الفطرة الإنسانية لا دين له ولا مذهب، داعيًا إلى ضرورة اتحاد الجميع في مواجهته لحماية الأوطان والأرواح والمكتسبات.وندد المجلس بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت الآمنين في شرق المملكة العربية السعودية الشقيقة، معربًا عن ثقته في حكمة الأشقاء في السعودية لتفويت الفرصة على الأعداء والمغرضين الذين يحلمون بزرع الفتن وتقسيم المجتمعات.وأعرب المجلس عن تقديره للجهود التي بذلتها وتبذلها وزارة الداخلية بمملكة البحرين واتخاذها الاحتياطات الأمنية اللازمة لتوفير الأمن والحماية لجميع المواطنين لممارسة حياتهم وعباداتهم في طمأنينة، مقدرًا في الوقت نفسه جهودها التي أسفرت عن الكشف عن الخلية الإرهابية التي كانت تخطط لاستهداف أمن البلاد وسلامة أهلها.وحذر المجلس من المخططات المغرضة والآثمة التي تريد النيل من الدول العربية والإسلامية لإضعافها وزعزعة استقرارها وتهديد اقتصادها.وفي سياق متصل، أكد أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس حرمة دم المسلمين بجميع مذاهبهم وطوائفهم، وحرمة أموالهم وأعراضهم، لافتين في الوقت نفسه إلى حرمة التحريض الطائفي، وإشعال الفتنة بين المسلمين، وتمزيق صفوف الأمة الإسلامية، موضحين أنَّ خطابات التحريض الطائفي هي من العصبية التي تواترت النصوص الدينية لدى جميع فرق المسلمين على تحريمها وذمِّها وذمِّ أصحابها.كما شدد المجلس على رفضه المطلق للإساءة إلى الطوائف ومكونات المجتمع، داعيًا إلى الابتعاد عن خطابات التحريض وبث الكراهية التي تؤدي إلى تمزُّق النسيج الوطني وتهدِّد مستقبل الأمة الإسلامية التي عاشت قرونًا في ألفة ومحبة وتراحم.ودعا المجلس إلى إعلاء روح الأخوة بين المسلمين، ونشر لغة التسامح التي حث عليها دين الإسلام، مؤكدًا أنَّ القيم السمحة التي جاء بها الإسلام هي الكفيلة ببناء مجتمع واعٍ قادر على تجاوز مشكلاته وبناء مستقبله على أسس متينة وصلبة.ونبه المجلس إلى ضرورة صون الوحدة بين المسلمين، والاعتصام بحبل الله وعدم تفريق الأمة وتمزيقها من أجل أغراض خاصة أو انفعالات ذميمة، وعدم تعريض صفوفهم إلى التشرذم والتمزق بأفكار هدَّامة لا تستند إلى روح الإسلام وقيمه ومنهجه، مؤكدًا أنَّ أيَّ مكتسبات لن يكون لها أثرها الملموس إلا في مجتمع موحَّد متحاب لا يعتريه الوهن والتمزق والكراهية.ودعا المجلس جميع الجهات الرسمية المعنية إلى القيام بالتوجيه والرقابة والمحاسبة والتصدي لجميع التهديدات الأمنية والتحريضات الطائفية وخطابات الكراهية، ومحاسبة كل من تسول له نفسه تهديد الأمن الاجتماعي، والسلم الأهلي، وروح المحبة والسلام. مطالبًا في الوقت نفسه علماء الدين والأئمة والخطباء والوعاظ بصون المجتمع من المزالق الطائفية، مؤكدًا أنَّ المنبر الديني أُسس ليكون منبر خير ومحبة وسلام وخلق، مما مكَّنه على مدى قرون طويلة من الإسهام بفاعلية في بناء المجتمع وتنشئته على القيم والمثل الأصيلة والنبيلة، وتوجيه المسلمين وإشاعة المحبة بينهم بما يحقق للمجتمع الوحدة والعزة والمنعة.ودعا المجلس جميع عناصر المجتمع إلى أن تأخذ دورها في البناء الفكري والسلوكي والأخلاقي للمنظومة الاجتماعية، محذرًا من تنامي الروح العدائية والانتقامية، معربًا في الوقت نفسه عن ثقته في التزام الجميع بقيم دينهم وثوابتهم الوطنية وتقديم المصلحة الجامعة على الانفعالات والمصالح الشخصية.إلى ذلك، رفع المجلس تهانيه وتبريكاته إلى عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، وإلى رئيس الوزراء الموقر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه، وإلى ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه، وإلى الأمتين العربية والإسلامية عمومًا، وشعب البحرين خصوصًا، بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، داعيًا إلى اغتنام أيامه ولياليه المباركة في صلة الأرحام والتواصل بين الناس وأداء الفروض والطاعات.وأعرب المجلس عن سعادته بافتتاح جامع المغفور له بإذن الله تعالى الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه بأم الحصم، رافعًا شكره وتقديره لصاحب الجلالة الملك المفدى أيده الله على تفضل جلالته برعايته حفل افتتاح الجامع، مباركًا في الوقت نفسه للأشقاء في حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه افتتاح الجامع بعد إعماره وتوسعته بأمر كريم من المغفور له بإذن الله تعالى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.بعد ذلك، ناقش المجلس الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، واستهلها بالاستماع إلى عرض مفصل من الأمانة العامة للمجلس بشأن الترتيبات والخطط الإدارية والفنية لتشغيل معهد القراءات وإعداد معلمي القرآن الكريم، ووجه المجلس إلى استكمال الإجراءات اللازمة لتشغيل المعهد. كما استعرض المجلس في ختام جلسته تقارير اللجان الخاصة، والرسائل الواردة واتخذ فيها القرارات اللازمة.إلى ذلك، استقبل رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة على هامش جلسة المجلس بحضور نائب الرئيس الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة القراء الذين تم اختيارهم لأداء الختمة الصوتية والمرئية لمصحف البحرين مع أعضاء لجنة المراجعة للمشروع، إيذانًا بتدشين المشروع رسميًّا، وقدم سموه لهم الشكر على قبولهم المشاركة في هذا المشروع المبارك، متمنيًا لهم التوفيق والنجاح. ومن جانبهم، أعرب القراء وأعضاء لجنة المراجعة عن شكرهم لسمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وتقديرهم لجهود المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في خدمة الدين والقرآن الكريم والوطن.