رغم التحذيرات العديدة، ورغم القصص التي يتم تداولها إلا أن المحتالين ما زالت لديهم قدرة لا بأس بها في الوصول إلى أموال البعض والاحتيال عليهم، فقد حذرت وسائل الإعلام من الرسائل الإلكترونية المشبوهة التي تحدثكم عن المساعدة في الاستثمار في البحرين كبلد آمن، مروراً على رسائل الجوائز الوهمية التي تغري البسطاء بتسليم أرقام حساباتهم إلى المحتالين ثم استغلال الأحداث العالمية فما بين الثورات أو التقلبات التي تحدث في العالم مثل إفريقيا أو العراق قديماً ووصولاً إلى أفغانستان مؤخراً لتحدثكم عن مسؤول بالجيش الأمريكي أو أي جهة مسؤولة كانت تعمل في أفغانستان وأنه توجد أموال يحتاج أن يتم تهريبها إلى اسمك، ثم تفاجأ بأن حسابكم هو الذي يتم تهريبه.

العديد من القصص التي لا حصر لها، والشيء الأبرز أن المحتالين أصبحوا ينشئوون مواقع وهمية باسم شركات عالمية مثل أمازون كما حدث مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية ووصلت المبالغ المستولى عليها إلى أكثر من 27 مليون دولار، وكان كبار السن هم الفئة الأكثر استهدافاً.

إن المحتالين يستغلون حلم الثراء الواسع أو الجوائز الكبيرة التي تهبط فجأة على البعض ولكنها حالات استثنائية جداً ولكنها تغذي الطمع البشري والذي يستغله هؤلاء النصابون لكي يصلوا إلى مدخرات البسطاء.

لماذا يقع الناس في براثن هذه العمليات الاحتيالية؟! سؤال يتبادر إلى الذهن للعديد من الحكماء، وأعتقد أن الأسطورة أو المصباح الذي يحبس جنّياً سيقوم بتحقيق 3 أو 7 طلبات ووقوع الجنّي أثير لطلبات مالكه هي التي جعلت أحلام اليقظة تسيطر على البعض ويكونوا مؤهلين للوقوع في شباك المحتالين.

ولم يتوقف الأمر على أساطير كنا نسمعها من جدتنا ونحلم أن نكون علاء الدين أو سندريلا بل قامت السينما بصرف الملايين لإنتاج أفلام عديدة عن هذه الأساطير وسط حبكة جذابة جعلت من هذه الخرافات أمنية تحلم بها فئة كبيرة من البشر.

على الجميع أن يؤمن أنه من غير الممكن أن غريبا سيهبه مبلغا ماليا دون سببب مقنع، أو أن من حقه الاستيلاء على أموال أو المشاركة في نهب ثروات بلد أو المتاجرة في آثار مهربة، فلو بحثت في قرارة نفسك ستجدك المذنب الأول.

إن حملات التوعية التي تقوم بها الحكومات والمؤسسات المالية مثل البنوك بشكلها المعتاد لم تعد كافية، فيجب إنتاج أفلام تسجيلية توضح الأضرار الناجمة عن تصديق هذه القصص، فما الذي يدعو شخصا يعمل في بنك في بلد غريب عنك أن يتواصل معكم ليخبركم أن لديه حسابا بنكيا أصحابه اختفوا عن وجه الأرض ولا أحد يطالب بهذه المستندات وأنه يستطيع تقديم المستندات التي تخول لكم الاستيلاء على هذه الأموال ومقاسمته معه، وبالتالي ستقوم بكشف أرقام حساباتك لتفاجأ بما لا يحمد عقباه.

إن الاحتكام للمنطق يقينا شر الوقوع في شباك هؤلاء المحتالين وخسارة مدخراتنا حتى ولو كانت صغيرة، والإيمان بحق الغير والبعد عن الطمع فيما لا تستحق سيحميك ويحمي أسرتك من خسارة أموالك.