من الطبيعي أن المرض -أي مرض- ليس بالأمر العادي ولا بالأمر المستحب، لكن عندما يأتي الأمر للأمراض النفسية يصبح الثقل مضاعفاً؛ لأنه إذا أصيب أحدنا، بمرض في الكلى، أو التهاب في الحلق، فإنه لن يجد أي ضير أو حرج أن يقول لأي أحد إن لديه موعداً لدى الطبيب المختص وإنه في طريقه لهذا الموعد. لكن إذا كان الموعد لدى الطبيب النفسي فسيحرص ذات الشخص على ألا يعلم أحداً عن وجهته ويلتفت يمنه ويسرة وهو يدخل عيادة أو مستشفى الطب النفسي حتى لا يراه أحد.
لن نحاول أن نقنع أحداً أن الإصابة بأي مرض أمر عادي يجب أن يتكلم عنه في العلانية، لكن "العادي" هو أن تطلب العلاج للمرض أياً كان عوض أن تدعه يتفاقم فقط لأنك تخاف مما سيقوله الناس عنك! وحتى نسهل الصورة، فلنشبه الإصابة بالاكتئاب أو الوسواس القهري بالإصابة بارتفاع ضغط الدم أو السكري، فكما تحتاج أن تأخذ أدوية معينة يصفها لك الطبيب لتبقي الضغط أو السكر متوازًنا في جسمك لأن إهمالها سيتسبب في مضاعفات كبيرة، فالأمر كذلك بالنسبة إلى الاكتئاب أو الوسواس، بل ربما لا تحتاج بعض درجات الاكتئاب أو الوسواس للعلاج بالأدوية، بل تكفي جلسات العلاج السلوكي المعرفي لعلاجها. نعم، هنالك أمراض نفسية صعبة يفقد الإنسان فيها بصيرته بشكل جزئي أو كلي وهي الأمراض الذهانية كالشيزوفرنيا، لكن غالبية الأمراض النفسية بنسبة 80% قابلة للعلاج، وفي هذا الوقت الذي قطعنا فيه أشواطاً كبيرة في طريق العلم والثقافة والانفتاح في كل شؤون الدنيا، من المحزن أن نقف فقط عند ملف الأمراض النفسية ونتعامل معه بعقليات العصور الوسطى، فنخجل من المرض النفسي أو نتهكم على تصرفات المرضى ونصفهم بالجنون.
لذلك جاءت حملة "#ترى_عادي3"K حينما قام مستشفى سلوان للطب النفسي في عام 2018، وقد كان مركزاً للطب النفسي آنذاك بإطلاق حملة "#ترى_عادي1"، لتغيير الصورة النمطية السلبية عن المرض والمريض النفسي، واستمر بالحملة في عام 2019 في "#ترى_عادي2"، وجاء اليوم كمستشفى سلوان للطب النفسي ليكمل هذه الحملة بنسختها الثالثة للتصدي للوصمة السلبية عن الأمراض النفسية برعاية كريمة من صحيفة "الوطن" البحرينية التي تعمل دون كلل في بذل الجهود في التوعية وخدمة المجتمع في مختلف المجالات، ويأتي شعار الحملة "ترى عادي"، بلهجتنا الدارجة الجميلة، ليجعلنا نعيد النظر في خوفنا أو خجلنا من طلب العلاج النفسي؛ لأن أي شخص فينا سواء كان مصاباً بمرض نفسي أو عضوي، يستحق أن يحيا بكرامة وباحترام وأن يطلب العلاج ويذهب إلى طبيبه وهو "مرفوع الرأس"، فكلنا معرضون للمرض النفسي، ولكل داء دواء، و"ترى عادي" أن تتعالج من المرض النفسي وألا تكترث للنظرة السلبية لأي أحد حول نفسك ومرضك؛ لأنها حياتك أنت والتي تستحق أن تعيشها بسعادة واستقرار نفسي سينعكس على كل حياتك وحياة من حولك بشكل إيجابي وبناء.
لن نحاول أن نقنع أحداً أن الإصابة بأي مرض أمر عادي يجب أن يتكلم عنه في العلانية، لكن "العادي" هو أن تطلب العلاج للمرض أياً كان عوض أن تدعه يتفاقم فقط لأنك تخاف مما سيقوله الناس عنك! وحتى نسهل الصورة، فلنشبه الإصابة بالاكتئاب أو الوسواس القهري بالإصابة بارتفاع ضغط الدم أو السكري، فكما تحتاج أن تأخذ أدوية معينة يصفها لك الطبيب لتبقي الضغط أو السكر متوازًنا في جسمك لأن إهمالها سيتسبب في مضاعفات كبيرة، فالأمر كذلك بالنسبة إلى الاكتئاب أو الوسواس، بل ربما لا تحتاج بعض درجات الاكتئاب أو الوسواس للعلاج بالأدوية، بل تكفي جلسات العلاج السلوكي المعرفي لعلاجها. نعم، هنالك أمراض نفسية صعبة يفقد الإنسان فيها بصيرته بشكل جزئي أو كلي وهي الأمراض الذهانية كالشيزوفرنيا، لكن غالبية الأمراض النفسية بنسبة 80% قابلة للعلاج، وفي هذا الوقت الذي قطعنا فيه أشواطاً كبيرة في طريق العلم والثقافة والانفتاح في كل شؤون الدنيا، من المحزن أن نقف فقط عند ملف الأمراض النفسية ونتعامل معه بعقليات العصور الوسطى، فنخجل من المرض النفسي أو نتهكم على تصرفات المرضى ونصفهم بالجنون.
لذلك جاءت حملة "#ترى_عادي3"K حينما قام مستشفى سلوان للطب النفسي في عام 2018، وقد كان مركزاً للطب النفسي آنذاك بإطلاق حملة "#ترى_عادي1"، لتغيير الصورة النمطية السلبية عن المرض والمريض النفسي، واستمر بالحملة في عام 2019 في "#ترى_عادي2"، وجاء اليوم كمستشفى سلوان للطب النفسي ليكمل هذه الحملة بنسختها الثالثة للتصدي للوصمة السلبية عن الأمراض النفسية برعاية كريمة من صحيفة "الوطن" البحرينية التي تعمل دون كلل في بذل الجهود في التوعية وخدمة المجتمع في مختلف المجالات، ويأتي شعار الحملة "ترى عادي"، بلهجتنا الدارجة الجميلة، ليجعلنا نعيد النظر في خوفنا أو خجلنا من طلب العلاج النفسي؛ لأن أي شخص فينا سواء كان مصاباً بمرض نفسي أو عضوي، يستحق أن يحيا بكرامة وباحترام وأن يطلب العلاج ويذهب إلى طبيبه وهو "مرفوع الرأس"، فكلنا معرضون للمرض النفسي، ولكل داء دواء، و"ترى عادي" أن تتعالج من المرض النفسي وألا تكترث للنظرة السلبية لأي أحد حول نفسك ومرضك؛ لأنها حياتك أنت والتي تستحق أن تعيشها بسعادة واستقرار نفسي سينعكس على كل حياتك وحياة من حولك بشكل إيجابي وبناء.