مع انتهاء قمة الدوري الفرنسي لهذا الأسبوع بين باريس سان جيرمان وأولمبيك مارسيليا بالتعادل السلبي بين الفريقين، سجل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أسوأ بداية له في "دوري درجة أولى" منذ أكثر من 16 عامًا، أي منذ أن كان "البرغوث" يملك من العمر 18 عامًا فقط.

ورغم أن صاحب الـ 34 عامًا سجل ثلاثة أهداف بـ"أبطال أوروبا" بقميص النادي الباريسي، إلا أنه لم يسجل أو يصنع أي هدف خلال 4 مباريات خاضها بالدوري الفرنسي.

وسلطت الصحافة العالمية على البداية السيئة "للبرغوث" مع النادي الفرنسي، وسط تساؤلات واسعة حول موعد ظهور نسخة "ميسي برشلونة" مرة أخرى.

من جانبه، يقول المحلل الرياضي، محمد بدوي إن الأداء الباهت لميسي مع النادي الباريسي قد يتعلق بسببين، وهما: التأثر النفسي بالخروج من برشلونة وكثرة عدد النجوم بالفريق الفرنسي.

ويضيف بدوي لموقع "سكاي نيوز عربية": "خرج ميسي من برشلونة رغمًا عنه، لتُكتب نهاية حزينة.

ويوضح أن الجمهور وضع ميسي في "قائمة العظماء" التي تضم لاعبين مثل: باولو مالديني وفرانشيسكو توتي، وغيرهم من النجوم الذين قضوا مسيرتهم بالكامل (منذ الصعود من فرق الناشئين) مع فريق واحد، "وهذا ما كان يريده ميسي أيضًا، لكن قاعدة سقف المرتبات بـ (لا ليغا) لم تتيح أي خيار إلا خروج النجم الأرجنتيني من الفريق".

ينتقل المحلل الرياضي بحديثه إلى السبب الثاني، والذي يتعلق بزيادة عدد النجوم بالفريق الباريسي، وهو الأمر الذي تحدث عنه كثير من النقاد الرياضيين عقب الإعلان عن صفقة ميسي، مؤكدين أن المدير الفني للنادي الفرنسي، ماوريسيو بوتشيتينو، سيواجه اختبار صعب لإيجاد طريقة لعب مناسبة؛ لتحقيق الاستفادة القصوى فنيًا من كل لاعب مميز داخل الفريق.

ويتابع محمد بدوي: "على مستوى الخط الأمامي، يوجد تداخل في أدوار الثلاثي: ميسي ونيمار ومبابي؛ هذا ما يجعل الفريق يعاني هجوميًا رغم الأسماء الكبيرة التي يمتلكها، ولا توجد في أي نادٍ آخر بالقارة العجوز".

كما يوضح بدوي أن المؤشرات الأولية ترجح أن النادي الباريسي يحتاج إلى بناء قوام الفريق من جديد، "ببساطة النادي الباريسي يواجه أزمة عجيبة، فالفريق يحتاج إلى عدد من اللاعبين العاديين حتى يستعيد توازنه مرة أخرى، لأنه في النهاية لن يستطيع أي مدير فني في العالم وضع لاعب على (دكة بدلاء) يمكن إعطاء راتبه لخمسة أو ستة لاعبين".

مستوى ليونيل ميسي مع النادي الباريسي حتى الآن فتح باب التساؤل حول مستقبل صاحب الـ 34 عامًا في الملاعب، وهل فشل تجربته مع "سان جيرمان" قد تكون خطوة البداية نحو اعتزاله اللعبة؟

في هذا الصدد، يقول المحلل الرياضي محمد بدوي إن الجمهور يبحث عن نسخة "ميسي برشلونة"، خاصةً إن أداء ميسي خلال الموسم الماضي مع "البلوغرانا" يؤكد قدرته على البقاء في الملاعب خلال السنوات المقبلة.

ويضيف بدوي: "السيناريو الأسوأ الذي يمكن حدوثه هو ألا يجد ميسي نفسه مرة أخرى، ويظل في هذه الحالة التي تجمع بين التأثر النفسي بالرحيل الحزين عن برشلونة وعدم وجود أدوار واضحة لميسي داخل الملعب مع النادي الفرنسي".

ويردف: "لم يمر من الموسم الكروي إلا القليل، وقد يعود ميسي الذي نعرفه مرة أخرى بمرور المباريات، وهنا لا نتحدث عن عدد الأهداف فقط، لكن الفاعلية والتأثير على زيادة حظوظ الفريق الفرنسي في الفوز حتى لو لم يكن في يومه".

كما يشير بدوي في ختام حديثه مع "سكاي نيوز عربية" إلى أن المباريات المقبلة، وعلى رأسها مباراة "سان جرمان" وليل يوم الجمعة، هي وحدها التي ستساعدنا على التنبؤ بمستقبل ميسي مع باريس سان جيرمان، لأن "البرغوث" لن يقبل أن يكون لاعبًا عاديًا.