القائد: تسريع وتيرة التحول الرقمي الحكومي المستدام أحدث نقلة نوعية في جودة وكفاءة الخدمات المقدمة
في إطار الالتزام بتنفيذ توجيهات الحكومة الموقرة بتسريع وتيرة التحول الرقمي، افتتح السيد محمد علي القائد الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية أعمال ملتقى الهيئة لبحث ودراسة خطط التحول الرقمي في الجهات الحكومية للعام 2022، خلال الفترة من 1 إلى 4 نوفمبر 2021، بمشاركة الرؤساء التنفيذيين والوكلاء والوكلاء المساعدين والمدراء وممثلي الجهات الحكومية والهيئات البالغ عددها 28 جهة حكومية، وذلك بقاعة الاجتماعات الرئيسية بمقر الهيئة بالمحرق.
ويأتي تنظيم هذا الملتقى على ضوء القرارات الصادرة من قبل مجلس الوزراء الموقر والمتصلة بضرورة تسريع الجهود الوطنية في مجال التحول الرقمي الحكومي الشامل وتكليف الهيئة بالإشراف والتنسيق على تنفيذ ذلك وفق أطر سليمة ومنظمة وخطط عمل واضحة ومدروسة من قبل كافة الجهات الحكومية بحيث تشمل كافة خدماتها المقدمة وبما يسهم بتطويرها وتحسين جودتها والارتقاء بها من خلال توظيف التقنيات الحديثة وبمتابعة اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات واللجنة الوزارية للشئون المالية الاقتصادية والتوازن المالي.
وفي مستهل الملتقى، رحب السيد محمد علي القائد بالحضور وأثنى على حرصهم بالتفاعل الايجابي والاستجابة المباشرة للمشاركة في أعمال الملتقى والتي تعكس الاهتمام المشترك لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة حفظها الله وتوجيهات الحكومة الموقرة، مؤكداً في هذا الصدد إلى تسارع وتيرة التحول الرقمي الحكومي المستدام خلال فترة الجائحة مرجعاً ذلك للتوجيهات الحكومية وقرارات اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات بمتابعة التحول الإلكتروني والتي انعكست من خلال إحداث نقلة نوعية في جودة وكفاءة الخدمات المقدمة وأتمتها، مؤكداً على ضرورة تضافر الجهود في سبيل وضع و تنفيذ خطط وطنية طموحة للتحول الرقمي في القطاع الحكومي، مشيراً إلى تطلعه لتحقيق ذلك من خلال ما سيتم استعراضه ومناقشته من الخطط والأولويات المعدة من قبل الجهات المشاركة خلال الفترة القادمة والعمل والتنسيق مع فريق الهيئة لتقديم الدعم اللازم لها لإعدادها وصياغتها في صورتها النهائية.
وأكد الرئيس التنفيذي على ما يمثله الملتقى من فرصة سانحة للتعرف على رؤية الجهات المشاركة وتطلعاتها على صعيد التحول الرقمي، خاصة في ظل عدد من المبادرات التي أطلقتها الحكومة الموقرة والمتمثلة في تشكيل ": لجنة تطوير الخدمات الحكومية"
والخاصة بمتابعة عملية توثيق الخدمات الحكومية من حيث إجراءاتها ومتطلباتها وتحديد أولويات الخدمات المقترحة للتطوير وتوفيرها إلكترونياً بالتنسيق مع الجهات المقدمة للخدمة والعمل على وضع خطط التنفيذ الخاصة بتلك الخدمات.
بعد ذلك أشاد القائد بقرار مجلس الوزراء الأخير والمتضمن إطلاق حزمة من السياسات الرقمية والتي تضمنت (سياسة البيانات المفتوحة، وسياسة المشاركة المجتمعية، وسياسة الرقمنة أولاً، وسياسة الحوكمة الرقمية كحق بالإضافة إلى سياسة طلب البيانات مرة واحدة) والتي ستصب في مجال دعم الجهود للارتقاء بالخدمات الإلكترونية وتسهيل استخدامها من قبل مختلف القطاعات وفق أفضل المعايير والمؤشرات العالمية.
وخلال حديثه تطلع الرئيس التنفيذي للهيئة لقيام الجهات المشاركة باستعراض التحديات الرقمية التي واجهتها والحلول التي تبنتها لتجاوزها ولاسيما في ظل جائحة كورونا، مشيداً في هذا الصدد بالتعاون والتنسيق المشترك من قبل جميع الجهات مع الهيئة لتخطي تداعيات الجائحة وضمان استمرار تقديم الخدمات الحكومية وتحويلها إلكترونياً دون أن يطالها أي تأثير.
إلى ذلك، أكد د. زكريا أحمد الخاجة نائب الرئيس التنفيذي للتحول الإلكتروني بهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، أهمية انعقاد هذا الملتقى ودوره في بلورة الرؤى من قبل جميع المشاركين من كبار المسؤولين والمعنين بالقطاع الحكومي في سبيل وضع الخطط المشتركة والنهوض بقطاع تقنية المعلومات بما يتناغم و التوجه الحكومي الذي أكد على ضرورة تسريع وتيرة التحول الرقمي وتطوير الأداء الحكومي بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة وصولاً لأتمتة جميع الخدمات الحكومية بما يسهم في خدمة المواطنين وتقديم الخدمات لهم بسهولة ويسر ووفق أعلى مستويات الجودة وبما يسهم بخفض النفقات.
وأوضح الدكتور زكريا الخاجة إلى أن الهيئة نجحت بالتعاون مع الجهات المختلفة في تطوير ما يقارب 578 خدمة عبر القنوات الإلكترونية المختلفة، وأن العمل جاري مع جميع هذه الجهات من أجل توفير كافة الخدمات والبالغ عددها 1600 خدمة إلكترونية. لافتاً في هذا الصدد إلى أن مسيرة التحول الرقمي في المملكة قد شهدت تسارعاً ملحوظاً خلال جائحة كورونا، من خلال نجاح الهيئة في إطلاق العديدة من المبادرات مثل إطلاق منظومة مجتمع واعي ومنظومة التحول الرقمي للمدفوعات والمنظومة القضائية والمنظومة التعليمية ومنظومة العمل عن بعد إلى جانب ما شهدته خدمات بطاقة الهوية من تطوير لافت في خدماتها إلى جانب إطلاق المنصة الذاتية لخدمات بطاقة الهوية.
وخلال الورشة، قدمت الهيئة عرضا حول دورة حياة تطوير الخدمات الحكومية الإلكترونية ، كما استعرضت مسيرة التحول الإلكتروني على مستوى الخدمات الحكومية وأبرز الأنظمة والمشاريع المنفذة والتي أسهمت باستمرار عمل المنظومة الحكومية وتقديم خدماتها للمستفيدين منها دون انقطاع، وتطور المعاملات الخاصة بالمدفوعات عبر مختلف قنوات الحكومة الإلكترونية إلى جانب استعراضه إجمالي الزيارات عبر موقع بوابة الحكومة الإلكترونية، كما وتم التطرق للمشاريع والأنظمة المنفذة من قبل الهيئة خلال العام 2021 والتي بلغت 20 نظاماً تخدم كافة القطاعات والأفراد.
وفي مجال توجهات الهيئة بشأن التحول الإلكتروني الشامل استعرضت الهيئة أبرز ملامح هذا التوجه والمتمثلة في إعادتها لهندسة العمليات الداخلية وتطويرها لنظم المعلومات والربط الإلكتروني بين الجهات، والعمل على توفير كافة الخدمات عبر القنوات الإلكترونية إلى جانب إصدارها للقرارات المنظمة لقبول التعامل الإلكتروني وفقاً للتطورات، والسعي للعمل على إيقاف تقديم الخدمة عبر المكاتب الأمامية، إلى جانب تنفيذها للقرارات المنظمة والخاصة بالتحول الإلكتروني للوثائق والشهادات الحكومية.
كما واستعرضت الهيئة الدور الذي يضطلع به قطاع العمليات والحوكمة بالهيئة ومبادراته الإستراتيجية التي تدعم التحول الرقمي والتي أسهمت بتأسيس بنية معلوماتية متطورة، إذا تم استعراض عدد من المبادرات الرئيسية من أهمها، مبادرة تطوير شبكة البيانات الحكومية GDN والتي ستستهم في رفد الشبكة بتقنية برمجية حديثة تمكن من تلبية متطلبات العمل على بيئة السحابة وتسهيل عمليات الوصول إلى التطبيقات ومن ثم ربطها بجهاز التخزين المركزي جنباً إلى جنب مع ترقية الأنظمة الحالية بما يتوافق والنظام الجديد.
كما واستعرضت الهيئة مباردة آلية النسخ الاحتياطي السحابي للأنظمة الحكومية، وهي احد أهم المبادرات الحكومية التي تعمل الهيئة على تنفيذها نظرا لإسهامها في توفير منظومة تمكن من عملية النسخ الاحتياطي، من خلال توفير ثلاث نسخ احتياطية على بيئتين مختلفتين مع الاحتفاظ بنسخة خارج المؤسسة لضمان سلامة الأنظمة الحكومية ومنع فقدانها، وأوضحت الهيئة بأن العمل جاري على تثبيت المنظومة وربطها بجهاز التخزين المركزي جنباً إلى جنب مع ترقية الأنظمة الحالية بما يتوافق والنظام الجديد ومن ثم استكمال نقل الأنظمة للحوسبة السحابية.
وفيما يختص بمبادرة مركز التعافي من الكوارث واستمرارية استضافة الأنظمة الحكومية وتشغيلها عند التعرض للكوارث او الحالات الطارئة بما يسهم بضمان استمرارية تقديمها إلكترونياً وعدم انقطاعها، أكدت الهيئة بأن العمل جاري على الانتهاء عمليات البناء والتشييد الخاصة بالمركز مع استكمال الأعمال اللوجستية وخطة التنفيذ وتنصيب هياكل الخوادم وأجهزة التخزين و تهيئة شبكة البيانات الحكومية وتوفير الخوادم الجديدة ومن ثم استكمال عملية توصيل الأنظمة بمركز التعافي والتحقق من العمليات التشغيلية للمركز وذلك بحلول نهاية العام الجاري.
هذا، واستعرضت الجهات الحكومية المشاركة في أعمال الملتقى أهم مبادرات التحول الرقمي التي تعمل على تنفيذها وأهم مقترحات الربط الإلكتروني مع الجهات الحكومية الأخرى، فضلاً عن تطرقها لأهم الخدمات الإلكترونية التي تعمل على تطويرها عبر المنصات الإلكترونية المختلفة خلال المرحلة القادمة، كما فُتح المجال في ختام الملتقى أمام المشاركين لطرح تساؤلاتهم المتصلة بالتحول الرقمي ومناقشتها مع المختصين في الهيئة.