تطرقت قناة ”أخبار 12" العبرية، الأربعاء، إلى ما اعتبرته ”مسارا جديدا" للصراع الإيراني الإسرائيلي داخل سوريا، بعد سنوات من العمليات التي نفذتها تل أبيب بحرية كاملة، وكانت تستهدف قوى موالية لطهران.

ووفق القناة، ”تتواصل محاولات إيران ترسيخ أقدامها في سوريا، لكن في ظل تغيير يحدث على الأرض في هذه الساحة".

وقالت إن إسرائيل، ”بدأت مؤخرا في تنفيذ سلسلة من الهجمات الاستثنائية، سواء من ناحية التوقيت أو طريقة التنفيذ، بعد أن عملت إيران على تغيير طرق تهريب السلاح وطبيعة انتشار القوات التابعة لها في سوريا، فضلا عن نوع الأسلحة التي تقوم بتهريبها".

وحددت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، عددا من الخطوط الحمراء بشأن الأنشطة التي تباشرها إيران داخل الأراضي السورية، وجاءت عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ إلى منظمة ”حزب الله" اللبنانية ضمن الأنشطة التي أكدت إسرائيل أنها لن تسمح للإيرانيين بمواصلتها.

أسلحة متقدمة

وذكرت وسائل اعلام سورية، فجر الأربعاء، أن هجوما صاروخيا إٍسرائيليا، استهدف منطقة في ريف دمشق، وأسفر عن بعض الخسائر المادية.

وقالت إن القصف يأتي بعد أيام من قصف صاروخي إسرائيلي استهدف ريف دمشق، وأدى إلى إصابة جنديين من الجيش السوري النظامي بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.

ولفت المراسل العسكري لقناة ”أخبار 12" العبرية نير ديفوري، إلى أن ”الأنباء عن القصف الإسرائيلي الجديد تأتي بعد أيام من التقارير التي نسبت لإسرائيل هجوما بصواريخ أرض – أرض، في وضح النهار".

وأشار ديفوري، إلى أن ”هدف عملية من هذا النوع هو منع عمليات تهريب أسلحة متقدمة".

وبين أن ”المحاولات الإيرانية لتهريب أسلحة إلى المنطقة، تركز بالأساس على نظم الدفاعات الجوي المتطورة، التي تستهدف مساعدة الدفاعات الجوية السورية على التصدي للغارات الإسرائيلية، فضلا عن الطائرات الانتحارية المُسيرة، التي يمكنها مهاجة أهداف إسرائيلية".

حرية العمل

وأضاف ديفوري، أنه ”في ظل نجاح إسرائيل في تقويض عمليات تهريب السلاح الإيراني المتقدم في الشهور الأخيرة، بدأ الإيرانيون في اتباع طريقة أخرى، تعتمد على تخفيض أعداد القوات الإيرانية العاملة على الأرض".

وتابع أن ”التكتيك الإيراني يقوم أيضا على نشر هذه القوات على مقربة من القواعد العسكرية الروسية في سوريا، على أمل أن يحول هذا القرب دون استهداف هذه القوات".

ورأى أن ”هذا التغيير على الأرض حوّل الصراع مع إيران، إلى صراع يستهدف الحفاظ على حرية العمل الإسرائيلي في سوريا، بدلا من المبدأ الأساسي الذي حددته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن منع إيران من تجاوز الخطوط الحمراء المحددة سلفا".

ولفت ديفوري إلى أن ”المحاولات التي أجرتها إيران لم تحقق نجاحا كاملا، وأن عدم تخفيض أعداد القوات الإيرانية، وبدلا من ذلك الاستعانة بعناصر شيعية موالية لطهران من داخل سوريا، لم يمنع إسرائيل من تنفيذ عمليات عسكرية ناجحة".

تحذيرات إسرائيلية

وكانت وسائل إعلام عبرية قد قالت قبل أسبوعين، إن ”أحد الملفات المهمة التي حملها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى مدينة سوتشي الروسية، ووضعها على طاولة المباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، هو ملف مواصلة إيران ترسيخ أقدامها في سوريا".

وأوضحت أن ”بينيت تحدث مع الرئيس بوتين عن الإستراتيجية الإسرائيلية التي تقوم على قاعدة مفادها، أن إضعاف إيران في سوريا يخدم المصلحة الروسية أيضا، وأن هذا الامر يعد مصلحة مشتركة للبلدين".

كما أكد بينيت أن إسرائيل ”لن تسلم بتواجد إيران في سوريا، وستواصل الحفاظ على حريتها للعمل العسكري هناك".

وجاءت الزيارة بالتزامن مع تحذيرات أطلقها خبراء إسرائيليون، من إمكانية تضرر حرية العمل الإسرائيلية، لا سيما سلاح الجو الإسرائيلي.

وقدر الخبراء أن روسيا بدأت في تبني سياسات جديدة، قد تقيد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا.

وأعربوا عن مخاوفهم من أن الاتفاق الإستراتيجي الذي ظل قائما إبان تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وأدى إلى التغاضي عن الغارات الإسرائيلية في سوريا، لم يعد قائما.