لقد كان هذا عنوان خبر نشر في (الكويت نيوز) منذ حوالي يومين، وقد استوقفني عنوان الخبر كونه استخدم كلمة جائحة وهي مرتبطة ذهنياً لدينا مع وباء كورونا (كوفيد 19). يقول الخبر «إن العديد من دول العالم رصدت زيادة في السلوك العدواني مع انتهاء الوباء وبأن الضغوط المالية التي تسببها الوباء وأيضاً القلق المتفشي لدى الأفراد من المستقبل يؤثر على قدرات الأفراد العقلية»، مؤكداً أن الجائحة وما تسببت به من أضرار على مستويات كثيرة أثرت على الصحة العقلية للأفراد بنسب متفاوتة ولكن هل صحيح بأننا نواجه جائحة نفسية قادمة؟ من الصعب جداً أن نتنبأ بذلك. ولكن ما يهمنا هنا هو التركيز على ما يمكن أن يتسبب بذلك. بعبارة أخرى لكي نحلل الخبر بموضوعية لابد لنا من فهم الأعباء المادية التي نجمت عن الجائحة وأيضاً نحاول الحصول على تصور أقرب للواقع للأعباء المادية المستقبلية التي سترهق كاهل الفرد أكثر وأكثر وعلاقتها بالصحة العقلية.

لقد نشرت «سكاي نيوز العربية» دراسة عن المشاكل المالية وعلاقتها بالاضطرابات النفسية والعقلية ملخصها: تقول المختصة في العلاج النفسي، إيمي داراموس، إن التوتر الناجم عن الوضع المالي يؤدي إلى تبعات وآلام في الجسم، كما أنه يؤثر أيضاً على عمل الجهاز المناعي. وحين يضعف الجهاز المناعي فإن الإنسان يصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والجسدية، وبالتالي، فإن «نقص المال» قد يؤدي إلى آلام في الرأس والمعدة.

والسؤال الأشمل: لأي درجة يا ترى تسببت الجائحة بضغوطات مالية على الأفراد بسبب قلة المال وتراكم الديون؟ وكم هو العدد المتأثر بهذه الضغوطات بالمقارنة بعدد السكان لكل بلد؟ وكم دولة تنطبق عليها هذه المؤشرات؟ من الصعب معرفة ذلك الآن فهذه الإحصائيات تتطلب سنوات من الرصد والمتابعة والدراسة والتحليل. وما يهمنا هنا هو محاولة تفادي أي نوع من التأثيرات السلبية بالنسبة لمجتمعنا.

رؤى الحايكي