بعد أن قبلت «الدوحة» السماح برفع علم الشواذ في ملاعبها بسبب اقتراب موعد كأس العالم رضوخاً لجماعات الضغط من منظمات وأحزاب سياسية، ثار سؤال إن كانت الدول العربية قادرة على الصمود أمام ضغوطها إن طالبت أن تحصل هذه الفئة على ذات الحقوق التي حصلت عليها في الغرب، من حقٍّ للتعبير العلني، ثم الحق بالزواج المثلي، ثم الحق بتكوين أسرة والتبني، ثم الحق بالتحول من جنس إلى جنس عند الأطفال؟ أم ستصمد هذه الدولة وتمنع ما حرمه الله في كتابه الكريم دون الرضوخ لضغوطهم؟
هذه الفئة لم تعد تلك المجموعات الضعيفة الخائفة الخجلى التي تختبئ وتعيش حياتها في السر، بل يقف خلفها صف من الداعمين من منظمات دولية وأحزاب وإعلاميين وساسة وخاصة التيار اليساري الغربي الذي يؤكد على الحريات الشخصية.
وفي يونيو من هذا العام حاولت السفارتان الأمريكية والبريطانية في دول الخليج الاحتفال العلني بشهر «الفخر» كما يسمونه وهو الاحتفال بذكرى الاعتداء على نادي ستونوول، فرفعت علم المثليين الملون في فناء سفاراتها في إحدى دول الخليج، ووضعته على الطاولة داخل مبنى السفارة في دولة أخرى، ووضعت الصورة على حسابها في وسائل التواصل الاجتماعي.
هناك إذاً خطوات تجري حثيثة لفرض هذا الواقع على دولنا بضغط من تلك الجماعات. ولا نعرف هل سيستغرق الأمر خمسين عاماً كما استغرقها في الغرب حتى تفرض (حقوقها) أم إن الأمر لن يحتاج لتلك الفترة الزمنية لأنهم أصبحوا قوة لا يستهان بها؟!
أكثر من عقدين من الزمان كانا فاصلاً بين فيلم فلاديلفيا الذي حاز على الأوسكار عام 1993 وبين حادثة نادي ستونوول، وفيلم فلادلفيا يحكي قصة محامٍ شاذ أصيب بالأيدز، ونبذه زملاؤه والمجتمع، ومنع من ممارسة مهنته، فترافع عنه محامٍ أسود، وكسب قضيته. والفيلم من بطولة دينزل واشنطن وتوم هانكس الذي حاز على الأوسكار عن هذا الفيلم.
أما حادثة ستونوول، فقد جرت عام 1969 في أحد أحياء نيويورك في نادٍ يتجمع فيه الشواذ يدعى ستونوول، وقد اعتادت شرطة نيويورك حينذاك على مهاجمة أي تجمع للشواذ واقتيادهم للحبس ومحاكمتهم وضربهم أحياناً أثناء الاعتقال، فقد كان الشذوذ محرماً من الكنيسة وممنوعاً بالقانون، ولأول مرة يرفض رواد النادي الانصياع للشرطة، فقاوموهم، واعتصموا بالنادي لليلتين تجمع فيهما مئات الشواذ الذين جاؤوا لنصرة رفاقهم، ومنذ ذلك الحين شعروا بقوة التنظيم والعمل الجماعي، وبدؤوا العمل بشكل منظم، واستغرق منهم ذلك أكثر من عشرين عاماً حتى كسبوا متعاطفين لهم في الإعلام، ثم بدأت المرحلة الثانية وهي اعتبارهم أقلية ومجرد تنوع جنسي مضطهد، ثم الثالثة التي بدؤوا فيها الهجوم والتصدي لمن يحاربهم ويرفضهم واتهامه بالعنصرية. ثم الرابعة التي غيروا فيها المصطلحات وتلاعبوا بالأوصاف تمهيداً لتقبلهم والتعايش معهم، والخامسة تلك التي حصروا فيها معارضيهم بالكنيسة أو برجال الدين، وصوروا الأمر على أنه اضطهاد ديني، أما المرحلة السادسة في إستراتيجيتهم فهي تلك التي غيروا فيها القوانين والأنظمة ثم بدؤوا مرحلة الضغط الدولي التي نراها الآن، وكان أهم داعم لهم منحوه لقب «الحليف» هو الرئيس باراك أوباما الذي وصف يوم حكم المحكمة الفيدرالية بالسماح لزواج المثليين بأنه يوم انتصار الحب، وكان ذلك عام 2015!!
وقد أجرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية لقاء مع بعض المثليين القطريين، فكان تعليقهم أن رفع العلم أو تلوين الملاعب مجرد شكليات أما المجتمع والدولة فمازالوا يجرمونهم قانوناً وعرفاً وشرعاً، فكان ذلك تأكيداً أن بعض الأنظمة العربية على عكس شعوبها يمكن أن ترضخ نتيجة للضغوط الدولية من أجل التخفيف من ضغوط المنظمات والأحزاب المناصرة والداعمة لهذه الفئة وحماية لبعض الصفقات، إذ بات واضحاً أن ضغوط تلك الجماعات تمتد إلى الهيئات التشريعية كالكونغرس على سبيل المثال، أما المجتمعات فمازالت رافضة تماماً تلك الدعوات المشبوهة.
وهنا نعيد طرح السؤال إن كانت الدول العربية كحكومات قادرة على الصمود والرفض والتماهي والانسجام مع مجتمعاتها الرافضة لتحليل ما حرمه الله أم إن الضغوط ستكون أقوى منها؟
مع أخذ نقطتين مهمتين في الاعتبار؛ الأولى أن دول مثل روسيا والصين ومعهما عدد من الدول الغربية رافضة لهذه الضغوط، وقد شاهدنا كيف احتفل مجلس الشيوخ الإيطالي بإلغاء قانون دعم المثلية الذي كان يجرم خطاب الكراهية ضد المثليين، لقد كان تصفيقاً حاراً من داخل القاعة الإيطالية لأننا نتحدث عن مقاومة الفطرة السليمة الطبيعية للشذوذ أياً كانت جنسية هذا البشر.
والنقطة الثانية أن تلك الفئة حين بدأت تعلن عن نفسها في الغرب وتعمل كمجموعات كانت وحدها دون صف الداعمين، واستغرق الأمر منها نصف قرن حتى قويت شوكتها، وهي الآن تبدأ الحراك الدولي ومعها ترسانة من القوى العابرة للحدود تقف في صفها، من منصات إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية.. نكتب هذا المقال حتى نعرف ما الذي سنواجهه ولا نستهين به، كي نتمكن من الصمود معاً؟
هذه الفئة لم تعد تلك المجموعات الضعيفة الخائفة الخجلى التي تختبئ وتعيش حياتها في السر، بل يقف خلفها صف من الداعمين من منظمات دولية وأحزاب وإعلاميين وساسة وخاصة التيار اليساري الغربي الذي يؤكد على الحريات الشخصية.
وفي يونيو من هذا العام حاولت السفارتان الأمريكية والبريطانية في دول الخليج الاحتفال العلني بشهر «الفخر» كما يسمونه وهو الاحتفال بذكرى الاعتداء على نادي ستونوول، فرفعت علم المثليين الملون في فناء سفاراتها في إحدى دول الخليج، ووضعته على الطاولة داخل مبنى السفارة في دولة أخرى، ووضعت الصورة على حسابها في وسائل التواصل الاجتماعي.
هناك إذاً خطوات تجري حثيثة لفرض هذا الواقع على دولنا بضغط من تلك الجماعات. ولا نعرف هل سيستغرق الأمر خمسين عاماً كما استغرقها في الغرب حتى تفرض (حقوقها) أم إن الأمر لن يحتاج لتلك الفترة الزمنية لأنهم أصبحوا قوة لا يستهان بها؟!
أكثر من عقدين من الزمان كانا فاصلاً بين فيلم فلاديلفيا الذي حاز على الأوسكار عام 1993 وبين حادثة نادي ستونوول، وفيلم فلادلفيا يحكي قصة محامٍ شاذ أصيب بالأيدز، ونبذه زملاؤه والمجتمع، ومنع من ممارسة مهنته، فترافع عنه محامٍ أسود، وكسب قضيته. والفيلم من بطولة دينزل واشنطن وتوم هانكس الذي حاز على الأوسكار عن هذا الفيلم.
أما حادثة ستونوول، فقد جرت عام 1969 في أحد أحياء نيويورك في نادٍ يتجمع فيه الشواذ يدعى ستونوول، وقد اعتادت شرطة نيويورك حينذاك على مهاجمة أي تجمع للشواذ واقتيادهم للحبس ومحاكمتهم وضربهم أحياناً أثناء الاعتقال، فقد كان الشذوذ محرماً من الكنيسة وممنوعاً بالقانون، ولأول مرة يرفض رواد النادي الانصياع للشرطة، فقاوموهم، واعتصموا بالنادي لليلتين تجمع فيهما مئات الشواذ الذين جاؤوا لنصرة رفاقهم، ومنذ ذلك الحين شعروا بقوة التنظيم والعمل الجماعي، وبدؤوا العمل بشكل منظم، واستغرق منهم ذلك أكثر من عشرين عاماً حتى كسبوا متعاطفين لهم في الإعلام، ثم بدأت المرحلة الثانية وهي اعتبارهم أقلية ومجرد تنوع جنسي مضطهد، ثم الثالثة التي بدؤوا فيها الهجوم والتصدي لمن يحاربهم ويرفضهم واتهامه بالعنصرية. ثم الرابعة التي غيروا فيها المصطلحات وتلاعبوا بالأوصاف تمهيداً لتقبلهم والتعايش معهم، والخامسة تلك التي حصروا فيها معارضيهم بالكنيسة أو برجال الدين، وصوروا الأمر على أنه اضطهاد ديني، أما المرحلة السادسة في إستراتيجيتهم فهي تلك التي غيروا فيها القوانين والأنظمة ثم بدؤوا مرحلة الضغط الدولي التي نراها الآن، وكان أهم داعم لهم منحوه لقب «الحليف» هو الرئيس باراك أوباما الذي وصف يوم حكم المحكمة الفيدرالية بالسماح لزواج المثليين بأنه يوم انتصار الحب، وكان ذلك عام 2015!!
وقد أجرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية لقاء مع بعض المثليين القطريين، فكان تعليقهم أن رفع العلم أو تلوين الملاعب مجرد شكليات أما المجتمع والدولة فمازالوا يجرمونهم قانوناً وعرفاً وشرعاً، فكان ذلك تأكيداً أن بعض الأنظمة العربية على عكس شعوبها يمكن أن ترضخ نتيجة للضغوط الدولية من أجل التخفيف من ضغوط المنظمات والأحزاب المناصرة والداعمة لهذه الفئة وحماية لبعض الصفقات، إذ بات واضحاً أن ضغوط تلك الجماعات تمتد إلى الهيئات التشريعية كالكونغرس على سبيل المثال، أما المجتمعات فمازالت رافضة تماماً تلك الدعوات المشبوهة.
وهنا نعيد طرح السؤال إن كانت الدول العربية كحكومات قادرة على الصمود والرفض والتماهي والانسجام مع مجتمعاتها الرافضة لتحليل ما حرمه الله أم إن الضغوط ستكون أقوى منها؟
مع أخذ نقطتين مهمتين في الاعتبار؛ الأولى أن دول مثل روسيا والصين ومعهما عدد من الدول الغربية رافضة لهذه الضغوط، وقد شاهدنا كيف احتفل مجلس الشيوخ الإيطالي بإلغاء قانون دعم المثلية الذي كان يجرم خطاب الكراهية ضد المثليين، لقد كان تصفيقاً حاراً من داخل القاعة الإيطالية لأننا نتحدث عن مقاومة الفطرة السليمة الطبيعية للشذوذ أياً كانت جنسية هذا البشر.
والنقطة الثانية أن تلك الفئة حين بدأت تعلن عن نفسها في الغرب وتعمل كمجموعات كانت وحدها دون صف الداعمين، واستغرق الأمر منها نصف قرن حتى قويت شوكتها، وهي الآن تبدأ الحراك الدولي ومعها ترسانة من القوى العابرة للحدود تقف في صفها، من منصات إعلامية ووسائل تواصل اجتماعي وأحزاب سياسية ومنظمات حقوقية.. نكتب هذا المقال حتى نعرف ما الذي سنواجهه ولا نستهين به، كي نتمكن من الصمود معاً؟