أكد عدد من الكتاب والمثقفين العرب المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن الإمارات ومن خلال تكريمها ورعايتها للمبدعين والمثقفين العرب، الذين أسسوا الحركة الثقافية على أرضها، تنظر بعين التقدير والإكبار لهم، مشيرين إلى أن الدولة ظلت أرضاً خصبة ترعى المبدعين وتسهل لهم سبل الحياة الكريمة، لتتفجر منهم الطاقات الإبداعية، وانعكس ذلك في أثر إيجابي ملموس على الحياة الثقافية والأدبية في الإمارات.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان "المثقفون العرب... مساهمات لا تنسى"، عقدها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ضمن فعاليات الدورة الأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، والتي استضافت كلاً من الكاتب والأديب الدكتور هيثم الخواجة، والشاعرة ساجدة الموسوي، وأدارها الكاتب والناقد عبد الفتاح صبري.
علامة فارقة
وفي مقدمة الجلسة، أوضح عبد الفتاح صبري أنه منذ بدايات اتحاد دولة الإمارات كان للمثقفين العرب دور مهم وفاعل على مستوى الإعلام والثقافة والتربية والتعليم، وقال: "استقطبت الإمارات الطاقات والإبداعات العربية في كافة المجالات، وفتتحت المجال الواسع لهذا التبادل الثقافي العربي-العربي، في خطوة أحدثت نهضة تجني أكلها اليوم بأن أصحبت متصدرة للصفوف العربية الأولى، ليس في المجالات الاقتصادية والتنموية فحسب، بل وفي المجالات الثقافية والإبداعية".
دور رائد
وفي حديثه عن إسهامات المثقفين العرب في تشكيل الحياة الإبداعية في الإمارات، قال الدكتور هيثم الخواجة: "عندما نتحدث عن إسهامات المثقفين العرب في الدور الرائد الذي تتميز به الإمارات فإننا نتحدث عن المبدعين
العرب الذين تخللوا في نسيج الثقافة الإماراتية، وحققوا إنجازات كبيرة في المسرح والنقد والشعر والأدب والرواية والقصة، وغيرها".
وأضاف الخواجة: "إن إسهامات العرب كبيرة ومتنوعة ومتغلغلة في النسيج الثقافي الإماراتي، وهذه إسهامات واضحة للعيان، أنتجت جيلاً من المبدعين الإماراتيين الذين تشهد لهم الساحة الأدبية والثقافية الإماراتية". وأكد أن مجيء العرب للإمارات أمر طبيعي، تمليه الطبيعة البشرية في التنقل والترحال، إلا أن الإمارات تتميز بأن إبنها يحب الآخر ويحترمه، وهي دولة قادرة على استيعاب الإنسان، وهذا كان له دور رئيس في إثراء الثقافة العربية على أرضها.
نقلة ثقافية
من جهتها، أوضحت ساجدة الموسوي أن الإمارات، في ظل استقطاب قيادتها للطاقات العربية المبدعة، حققت نقلة ثقافية رائدة، ولا سيما إمارة الشارقة، التي لها خصوصيتها الأعمق في رعاية الأدب والأدباء، وقالت: "لعل التاريخ يعيد نفسه بصورة أو بأخرى، إذ الحالة الثقافية المشجعة للطاقات الإبداعية العربية في هذه الأرض تعود بنا إلى زمن الخليفة المأمون العباسي، عندما كان يعطى المؤلف وزن كتابه ذهباً"، مشيرة إلى أن التقدير الذي يجده المبدع في الشارقة ودولة الإمارات عموماً، أديباً كان أو إعلامياً أو صحفياً، أمر واضح للعيان.
وأضافت الموسوي: "إن الإمارات تعيش حالة يمكن القول بأنها تفجر إبداع المبدعين العرب، والمبدع يجد نفسه محفزاً عن طريق المهرجانات والمبادرات التي تكرم المبدع والإبداع، ولا غرابة في ذلك، وقادة هذه الدولة وشيوخه هم مبدعون شعراء وأدباء وعلماء".