في شهري نوفمبر وديسمبر من كل عام، ينتشر فيروس "آر إس في" أو فيروس الجهاز التنفسي الخلوي، وهو فيروس يصيب الأطفال من عمر يومٍ حتى عامين، وتكون أعراضه شديدة في حياة الرُضّع؛ وتخف تلك الأعراض من عامين إلى 3 أعوام لتصبح كنزلات البرد العاديّة.
وانتشر في مصر في الفترة الأخيرة الحديث حول هذا الفيروس، وزعم البعض أنّه فيروس جديد يصيب الأطفال، ما تسبب في ذعر أولياء الأمور وخوفهم على أطفالهم في المدارس، خاصّة بالتزامن مع الموجة الرابعة لفيروس كورونا وذروتها في مصر.
ويُعَّد هذا الفيروس السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة عند الرضع والأطفال الصغار حتى سن ثلاث سنوات في جميع أنحاء العالم، وليس في مصر فقط.
وهو ما أكّدته وزارة الصحّة المصرية ردًا على مزاعم أنّ الفيروس "جديد"، حيث قالت في بيان لها إن "فيروس الجهاز التنفسي المخلوي، هو فيروس تنفسي شائع يسبب عادة أعراضًا خفيفة تشبه أعراض البرد، لافتة إلى أنه من أشهر الفيروسات التي تسبب أعراضًا تنفسية في جميع دول العالم، ومنها مصر، وقت تغير الفصول".
وتابعت: "يتعافى الأشخاص في غضون أسبوع أو أسبوعين، ويمكن أن يكون خطيرًا خاصة عند الرضع وكبار السن".
وأشارت في بيانها إلى أنَّ "فيروس الجهاز التنفسي الخلوي، هو السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب القصبات (التهاب المجاري الهوائية الصغيرة في الرئة)، والالتهاب الرئوي، وهي عدوى الرئتين عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة".
ويقول استشاري طب الأطفال، الدكتور محمد شبيب، إنّ أعراض فيروس التنفس الخلوي "RSV" تشبه أعراض نزلات البرد، وأنّه مُكتشف منذ القرن العشرين.
وشدد في تصريحات خاصّة لموقع "سكاي نيوز عربية" أنَّ هذا الفيروس ينتشر بصورة كبيرة مع دخول فصل الشتاء، ويشبه في أعراضه أعراض البرد العاديّة.
وأوضح أنّه يسبب التهاب في الشعيبات الهوائية في فئة الأطفال التي تبلغ من العمر عامًا واحدًا، ويسبب ضيق تنفّس، ويصل في بعض الأحوال إلى التهابات رئوية.
وقدّم نصائح لأولياء الأمور بشأن وقاية أطفالهم قائلًا: أهم ما يمكن فعله هو التباعد، والمشروبات الساخنة، وعدم خروج الطفل أو ذهابه للمدرسة في حالة ظهور أيّة أعراض عليه.
وتابع: "الفكرة تكمن في أنّ الطفل الكبير وعليه أعراض خفيفة من نزلات البرد يلتقط العدوى الطفل الصغير وتنتشر بصورة أكبر"، مؤكدًا أنّ هذا الفيروس لم يظهر العام الماضي نظرًا لعدم وجود مدارس في ذلك التوقيت، وكان عدد الأطفال المُصابة ضئيل جدًا، على حد تعبيره.
وشدد على ضرورة التغذية السليمة، وتلّقي التطعيمات، والتهوية الجيّدة، وعند العطس يعطس في ملابسه، مشددًا على أنّه ليس له تعليمات خاصّة به إلا أنّها تعليمات عامّة.
وأوضح أنّه يوجد اختلاط بين أعراضه وأعراض فيروس كورونا، خاصّة وأنَّ فيروس كورونا يصيب الجهاز التنفسي أيضًا.
ونصح بزيارة الطبيب في حالة إذا كانت الأعراض "قويّة"، واعتمادًا على العمر أيضًا، إلا أنّه شدد بضرورة زيارة الطبيب فورًا خصوصًا للأطفال الصغار أقل من عامين.
بينما يقول رئيس قسم الحساسية بالمصل واللقاح المصرية، الدكتور أمجد الحدّاد، أنّ الفيروس ينتشر كل عام في هذين الشهرين من السنة مع دخول فصل الخريف، ويصيب الجهاز التنّفسي والشعيبات الهوائية الدقيقة.
وأكّد في تصريحات خاصّة لموقع "سكاي نيوز عربية" أنّه يسبب ضيقًا في التنفس شديد، بالإضافة إلى السخونة وارتفاع درجات الحرارة، كأعراض الطفل المصاب بأزمة ربوية.
أوضح أنّ خطورته تكمن في إصابة الرُضّع به وحديثي الولادة، أمّا بعد ذلك فليس الأمر بتلك الخطورة.
وكشف أنّ علاج الحالات الخطرة تكون بجلسات البخار عند الضرورة، ومضادات الالتهابات، والمضادات حيوية خوفًا من تحوُّله إلى التهاب رئوي، ويحتاج فقط إلى متابعة الطبيب.
وعن ذلك الذعر لدى أولياء الأمور؛ قال إنَّ الأزمة تكمن في تزامنه مع فيروس كورونا وذهاب الأطفال للمدارس، مشددًا على معاناة جميع الأطفال منه كل عام وليس هذا العام فقط.