العربية

على الرغم من بدء العراق تسيير رحلات لإعادتهم إلى البلاد منذ يوم الخميس الماضي، فلا يزال العديد من المهاجرين العراقيين العالقين على حدود بولندا يعانون أوضاعاً صعبة للغاية، وسط أجواء من الجوع والبرد، بانتظار الفرج وبدء حياة جديدة هناك، حيث يفضّل العديد منهم الموت على العودة إلى العراق، على حد تعبيرهم.

فقد كشف أحد هؤلاء المهاجرين ويدعى عماد أن وجهته النهائية ستكون ليتوانيا، متمنياً أن يعيش بسلام هناك.

وينتظر الشاب العراقي البالغ من العمر 29 عاماً، ليلاً ونهاراً وسط غابات ليتوانيا القريبة من الحدود البيلاروسية، حيث تبلغ درجة الحرارة 4 درجات مئوية تحت الصفر.

في حين، ترفض ليتوانيا العضوة في الاتحاد الأوروبي السماح له كما لغيره من المهاجرين بالعبور نحو دول أخرى في أوروبا.

"تهديد الميليشيات"

وأضاف عماد في اتصال مع "العربية.نت" أن صعوبة المعيشة وعدم توفر فرص للعمل داخل بلاده العراق، فضلاً عن تردي الوضع الأمني، أسباب دفعته قبل 5 أشهر إلى الهجرة والهرب.

كما قال إن ميليشيا "عصائب أهل الحق" الموالية لإيران، حاولت اغتياله. وأوضح أنه شارك في الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت نهاية 2019، من أجل مكافحة الفاسدين واختيار شخصيات وطنية تحكم البلاد.

وأضاف أنه كبقية شباب العراق تعرض وقتئذ لترهيب، فضلا عن محاولة اغتيال وخطف من أمام منزله في مدينة السماوة جنوب البلاد.

في السياق ذاته، تحدث عماد المحتجز حالياً في مقاطعة ميلينوس في مدينة مندكاي في ليتوانيا عن الحال المزري الذي يعيشه المهاجرون العراقيون والأجانب بسبب البرد القارس الذي يعاني منه حوالي 4 آلاف شخص، بينهم أطفال ونساء داخل مخيمات الحجز الليتوانية.

كما، أشار إلى أن الجهات الرسمية في بيلاروسيا تتعامل بقسوة مع المهاجرين الراغبين بالدخول إلى ليتوانيا، نافياً عمليات تسهيل حرس الحدود البيلاروسي لعمليات خروج المهاجرين.

وأوضح أن حركة المهاجرين وطريقهم يكون على نظام تتبع "الجي بي إس"، وبحسب النقطة التي يحددها لهم من يعرف الطريق هناك، لكن بوجود حرس الحدود يتم القبض على مجاميع منهم ويتم إعادتهم إلى مينسك.

"هناك غريب وهنا غريب"

أما بشأن العودة الطوعية إلى العراق، فأكد عماد وأيده من معه من العراقيين في الحجز الليتواني أنهم مصرون على عدم العودة، مشيراً إلى أنه "لا استقرار ولا أمان مع وجود الميليشيات التي خطفت وقتلت الكثير من الشباب العراقيين".

كذلك، أضاف أنه لديه حلم بالعيش الكريم وسيقاتل للحصول عليه مفضلاً الموت في ليتوانيا على الرجوع، قائلاً إنه "هناك أنا غريب وهنا أيضا".

أزمة مهاجرين

يذكر أن الحدود البيلاروسية البولندية تشهد منذ أسابيع أزمة مهاجرين، حيث ترفض بولندا إدخالهم بينما ينتظر معظم المهاجرين في غابات بظروف صحية ومعيشية صعبة.

وأعلن حرس الحدود البولنديون عن محاولات جديدة للعبور في الأيام الماضية، قامت بها مجموعات عدة مكوّنة من عشرات المهاجرين، فيما ألقى حشد يضم 200 شخص الحجارة وعبوات الغاز المسيل للدموع.

فيما يتّهم الغرب بيلاروسيا بافتعال الأزمة عبر استقدام مهاجرين معظمهم من الشرق الأوسط، ونقلهم إلى الحدود بناء على وعود بتسهيل عبورهم إلى الاتحاد الأوروبي.

في حين تنفي بيلاروسيا تلك الاتهامات، موجهة انتقادات حادة إلى الاتحاد الأوروبي لرفضه استقبال المهاجرين.