أينما تولي وجهك في لبنان ستجد نفسك أمام كتل أسمنتية شلّت البلاد من شمالها إلى جنوبها، على وقع انهيار اقتصادي هو الأسوأ في هذا البلد.

وبحسب ما رصدته مراسلة "العين الإخبارية" فقد شهدت أغلب المحافظات، منذ الصباح الباكر، قطع طرق واسعة، أدت إلى شلّ الحركة في معظم المناطق وفصل المحافظات عن بعضها البعض.

كما أُقفلت جميع مداخل بيروت، وشهدت المناطق الداخلية في العاصمة أيضاً قطع طرق واحتجاجات، وأغلقت المدارس والمؤسسات التجارية أبوابها.



وفي محافظات الشمال قُطع طريقا الأوتوستراد الرئيسي الذي يربط طرابلس ببيروت، والبداوي بالاتجاهين (يربط طرابلس بمحافظة عكار)، والطرقات الفرعية بالكامل.

كذلك أُغلقت جميع المسارب المؤدية إلى ساحة النور في طرابلس بالسيارات والإطارات والحجارة الأسمنتية.

وفي صيدا لم يكن المشهد أفضل، حيث قُطع طريق الجنوب عند ساحة النجمة، وساعة إيليا، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني ويعمل على فتح الطريق على مسلك واحد، لتسيير أمور الناس العالقة على الطريق.



محافظة البقاع هي الأخرى سجلت عددا من الطرق المقطوعة، خاصة الرئيسية التي تربط مدينة زحلة بقضاء البقاع الغربي، والأوتوستراد الرئيسي بين مدينتي بعلبك وحلة عند محلة رياق.

وفي جبل لبنان قُطع الأوتوستراد الرئيسي في منطقة جونية (ذوق مكايل) الذي يربط محافظة جبل لبنان بالشمال، قبل أن يتدخل الجيش ويعيد فتحه على مسرب واحد.

واللافت في احتجاجات اليوم، أنه لم يتم تبنيها من قبل أية مجموعة أو أية جهة، وإنما انتشرت ليلاً دعوات مجهولة المصدر تطالب بشلّ البلد بالكامل.

وتدهورت الأوضاع الاقتصادية في لبنان، بشكل كبير جداً في الآونة الأخيرة، حيث وصل انهيار الليرة إلى مستويات قياسية، وزادت مستويات الفقر بصورة غير مسبوقة وبلغت أكثر من 80 بالمئة من عدد السكان.



وكان اللبنانيون يراهنون على تشكيل حكومة جديدة في تحسين أوضاعهم، عبر القيام بإصلاحات تؤدي إلى تدفق المساعدات لبلادهم.

إلا أن الحكومة لم تستطع الاجتماع كثيرا، حيث قام "حزب الله" بتعطيلها وشلّ عملها، اعتراضاً على التحقيقات التي يقوم بها المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، بالإضافة إلى تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، المسيئة للمملكة العربية السعودية ودول الخليج، والتي أدت إلى أزمة كبيرة مع لبنان.