بمناسبة اليوم العالمي للمصارف وتفاعلا مع الحملة الوطنية للتشجير " دُمت خضراء"، الداعمة للجهود التي تبذلها مملكة البحرين محلياً وإقليمياً ودولياً من أجل الحفاظ على المناخ، نفذت المبادرة الوطنية بالتعاون مع جمعية مصارف البحرين، مشروع تشجير السوق المركزي بتكلفة إجمالية بلغت 21 ألف دينار، وذلك من خلال زراعة أشجار الظل بشكل يسهم في تلطيف درجات الحرارة وتنقية الهواء من الملوثات البيئية بما يعود بالفائدة على رواد السوق ومناخ البحرين بشكل عام.
وقد أجريت مراسم بدء تشجير السوق المركزي بمحافظة العاصمة بحضور محافظ مصرف البحرين المركزي السيد رشيد المعراج، وأمين عام المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة، والسيد عدنان أحمد يوسف رئيس مجلس إدارة جمعية مصارف البحرين وعدد من الرؤساء التنفيذيين الراعيين لهذه المبادرة .
وتم خلال الفعالية شرح أهداف الحملة لجميع الرؤساء التنفيذيين للبنوك والمصارف المساهمة في التشجير، والمواقع التي تم تنفيذها في مرحلة الحملة الأولى والنتائج الإيجابية المتحققة من تكثيف عمليات التشجير بما يعود بالنفع على المناخ والحياة الفطرية في مختلف المناطق في المملكة، ومساهمتها في كبح الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية الناتجة عن زيادة الانبعاثات الكربونية بشكل يعزز من جودة الهواء ويحافظ على الرقعة الخضراء في مملكة البحرين خصوصا وان السوق المركزي يعد من أشد المناطق حرارة في البحرين، وفي الختام تم غرس عدد من الشتلات لتعبر عن انطلاق عملية التشجير في السوق.
من جانبه نوه السيد رشيد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي بالمساهمة الفاعلة من قبل جمعية مصارف البحرين والبنوك والمؤسسات المالية في حملة التشجير الوطنية، والتي تعكس التزام القطاع المالي والمصرفي بالتوجهات الوطنية الرامية لزيادة المساحة الخضراء في البحرين وتعزيز التنمية المستدامة.
وأكد السيد المعراج في تصريح له بهذه المناسبة حرص مصرف البحرين المركزي على تطوير التوجيهات ذات الصلة بالبيئة والمناخ، وزيادة الوعي حول المخاطر المتعلقة بالمناخ داخل المؤسسات المالية والمصرفية في البحرين إضافة إلى تضمين هذه الموضوعات في الخطط التدريبية السنوية لتلك المؤسسات.
وقال الأستاذ عدنان أحمد يوسف رئيس مجلس إدارة جمعية مصارف البحرين إن مشاركة الجمعية في هذه الحملة الوطنية تأتي في إطار عدد من المبادرات ذات الصلة بالمناخ والبيئة والتي تنفذها الجمعية بالشراكة مع مؤسسات مالية ومصرفية أعضاء بالجمعية وعدد من الجهات الحكومية والخاصة، وذلك لتعظيم أثر مساهمة القطاع المالي والمصرفي في مبادرات حماية البيئة في مملكة البحرين، معربا عن شكره للمؤسسات المالية والمصرفية المشاركة في حملة التشجير الوطنية، وبما ينم عن تحليها بروح المسؤولية الوطنية والمجتمعية.
وأكد الأستاذ عدنان أن عمل الجمعية في هذا الإطار يهدف إلى رفع مساهمة مملكة البحرين في دعم القضايا البيئية محليا وإقليميا وعالميا، كما أنه يواكب توجيهات المنظمات الدولية ذات الصلة مثل لجنة "بازل" للرقابة المصرفية، والرابطة الدولية لمشرفي التأمين، والمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية، ومجلس الاستقرار المالي.
ومن جانبها أكدت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة، أمين عام المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي ان التعاون المثمر بين المبادرة الوطنية وجمعية مصارف البحرين جاء ليعزز من الجهود الحكومية التي برزت بشكل واضح في الإطار البيئي والزراعي، نتيجة للتوجيهات الملكية السامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بضرورة تحقيق نموذج بيئي غذائي يقوم على الاستدامة والقدرة على مواجهة مختلف التحديات خاصةً مع ازدياد المخاطر البيئية والمناخية المحدقة بالعالم في العقود القادمة، مشيرة إلى " إعلان سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بتوجه مملكة البحرين بالالتزام بهدف الوصول إلى الحياد الصفري للكربون بحلول عام 2060، جعل من الواجب على الجميع التعاون والتكاتف من أجل العمل لمكافحة تلك التحديات العالمية.
وعبرت الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة عن عظيم فخرها واعتزازها بما نتج عن التعاون المثمر مع جمعية مصارف البحرين والذي تبلور في دعم بنكي مشترك من قبل 20 مصرفا، لتشجير السوق المركزي بأشجار الاكاسيا جلوكا واللبخ والتي تتميز باستدامة خضرتها وبكبر حجمها و ونموها الخيمي وقلة تساقط أوراقها وتحمل الظروف المناخية للمملكة، مشيرة إلى ان استجابة المؤسسات المالية للتوجيهات الصادرة عن مصرف البحرين المركزي بضرورة التعامل مع المخاطر المتعلقة بالمناخ، تعكس الحس الوطني لتلك المؤسسات المالية والذي سيتعاظم أثر مساهمتها بمختلف قطاعاتها المالية والمصرفية في مبادرات حماية البيئة في مملكة البحرين.