قد أكون أكثر المتشائمين من محادثات فيينا للعودة للاتفاق النووي الإيراني، وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية والتصريحات الصادرة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين وإدارة البيت الأبيض وتعليقها على نتائج المباحثات بأنها «لن تحقق النتائج المرجوة ولن تشهد تقدماً ملموساً»، لتصل الأمور إلى أن أحد المسؤولين الإيرانيين قال لصحيفة «المونيتور» عند عودته لفندق الإقامة: «أن العودة إلى المباحثات أشبه إلى العودة من الحرب»!

لتكشف صحيفة «المونيتور» كذلك في تقرير أشبه بالاستخباراتي يتلخص بأن «إسرائيل تخطط لحرب استنزاف لإيران وذلك لإضعاف قدراتها النووية»، وعن مخاوف تل أبيب بشأن «حزب اللات» اللبناني في حال قيامها بشن هجمات ضد المنشآت النووية الإيرانية، أجاب أحد المسؤولين للصحيفة ولم يذكر اسمه «على حسن نصر الله أن يختار أما يحارب أو يصمت قبل ذلك».

إن ما يهمنا من ذلك، هو مستوى العمل المشترك بين دول الخليج العربي في مواجهة إيران في حال انطلاق أي رصاصة طائشة قد تشعل فتيل الحرب، ومن الواضح أن إسرائيل ستتزعم خطوات إعلان الحرب على إيران والذي أكدته وسائل إعلام إسرائيلية عن زيادة مستوى التسليح لمواجهة الخطر الإيراني وزيادة الطلب من مصانع الأسلحة بمبالغ تتجاوز المليار دولار وأكثر، ومن هنا يتضح بأن التنسيق الخليجي يجب أن يصل لمراحل توحيد الجبهات ضد طهران، فلا يمكن أن نرى حضور إيراني في قطر مثلاً وتمثيل دبلوماسي وتكون الدوحة أول الممولين لإيران في حال حدوث أي مصادمات على المستوى العسكري.

وتباعاً لذلك فان الحديث عن وجود معركة قد يكون سابق لأوانه، ولكن لدي وجهة نظر مختلفة عن أغلب المحللين، وهذا ما أراه في الساحة، فأمريكا تحتاج لخوض حرب لتحريك مصانعها العسكرية التي أرهقتها أزمة كورونا وليكسب جو بايدن بعض التأييد من قبل الحزب الجمهوري الذي يسيطر على هذه المصانع، وذلك لتمرير مجموعة من التشريعات التي يشن عليها الجمهوريون كالدين العام وغيرها.

خلاصة الموضوع، دول الخليج العربي تجد نفسها بين محاربة إيران والانتظار إلى ما سيحدث من هذه المفاوضات، قد تكون كل التصريحات بشأن الحرب مسرحية أمام الرأي العام وفي الغرف المغلقة بأن الخطط تذهب إلى أن إيران من ضمن الدول التي تملك منظومة التسلح النووي، وهذا قد يدفع الكثير من الدول إلى أن تأخذ هذا المجرى بإنشاء برنامج نووي للتسلح، ولكن في نهاية السطر، أمريكا تحتاج لخوض حرب لإنعاش مخزوناتها ولإسكات الجمهوريين.