ركزت الأمم المتحدة منذ قرابة تسعة وعشرين عاماً على تخصيص الثالث من ديسمبر من كل عام ليكون يوماً
دولياً لذوي الإعاقة، مركزةً على زيادة الوعي بقضايا ذوي الإعاقة ودعم الحقوق لهؤلاء الأفراد، وكان عنوان هذا العام قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة ومشاركتهم للوصول إلى عالم شامل وميسر ومستدام للجميع بعد جائحة كورونا (كوفيد-19).
إذاً فالأمم المتحدة تركزعلى ثقافة إثبات دور ذوي الإعاقة وتوفير البيئة الحاضنة، والسعي لسن وتثبيت حقوق، وليس إقصاء هذه الفئة وتهميشها.
في السابق كان مفهوم الإعاقة لدى البعض محصوراً في كرسي متحرك، أو في شخص مكفوف، أو من زرع قوقعة، ولم يتعد مفهوم الإعاقة للتعرف على الإعاقات الأخرى عن كثب فبعض الإعاقات لا يمكنها أن تكون ظاهرة كالاضطرابات الصامتة أو التي لا يمكن تمييزها ولكن يبق عليك احترام المشخصين بها مهما كانت جنسيتهم أو عرقهم أو سلوكاتهم.
في مجتمعاتنا للأسف نجد أن أكثر ما يحد من حقوق ذوي الإعاقة في المجتمع هو الإعاقة الفكرية الموجودة لدى البعض في التقبل، وتكمن تلك الإعاقة في النظرة الدونية التي تتغافل عن طموحهم وما يمكنهم فعله، فحتى في حالات الزواج قد ترفض بعض العوائل خاطب ابنتهم كونه معاقاً بحجة أنه قد ينجب أطفالاً بحالات مشابهة، ناسين ما حققه من تميز في دراسته وعمله، والنظرة القاصرة فحتى القوانين التي يتم سنها لا تشمل ذوي الإعاقة، رغم أن القوانين تتحدث عن عدم التمييز؛ فهم قادرون على الإنجاز متى ما توافرت لهم الظروف، وتوجد أمثلة رائعة أبرزهم محمد بن نامي، وسيد محمد الموسوي، وفاطمة الشيخ.
كما أن البعض قد يصدر النكات كمن يجلس وحيداً بإصابته بالتوحد، أو من يحمل ملامح معينة قد "قام الخال بتخريعه" ويشمل ذلك المسميات التي يطلقها البعض؛ فالمصاب بمتلازمة داون ليس منغوليا، والمشخص باضطراب طيف التوحد ليس مصاباً بالجنون، كما أن من يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس شخصاً معتوهاً، ومهما كان ما يعانيه طفل من الديسكليسيا فلن يكون بحجم معاناته من عدم تقبله ووسمه بالغباء، في المقابل كانت المبادرة الأجمل هي إطلاق مسمى ذوي الهمم.
الرقي في التفكير لم يشمل البعض في احترام الأشخاص من ذوي الإعاقة في الأماكن العامة، وخصوصاً من ذوي الإعاقة الحركية وعدم إيقاف السيارات في مواقفهم الخاصة، ولم يشمل ما قد يعانيه في إيقافه مسافات بعيدة.
وننتقل إلى مشهد آخر، دخول طفل توحدي في نوبة غضب أو صراخ في مكان عام، يجب إفساح المجال له، وعدم الالتفاف حوله أو تصويره أو اعتباره مجنوناً أو تقصير أهله في تربيته، لكن يجب احترام من يعيش أيامه يخشى الخروج في نزهة قصيرة قد تكون تلك نهايتها.
وفي النهاية، إننا نحتاج لتكاتف المجتمع والحكومة لتذليل الصعاب، وخلق بيئة أفضل لذوي الإعاقة والسعي لتطوير مشاريع تخدم كافة أنواع الإعاقات، فكانت قد بدأت فكرة الحدائق ويجب ألا تقف عند تلك النقطة.
زينب أحمد جاسم
أم لطفل توحدي
دولياً لذوي الإعاقة، مركزةً على زيادة الوعي بقضايا ذوي الإعاقة ودعم الحقوق لهؤلاء الأفراد، وكان عنوان هذا العام قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة ومشاركتهم للوصول إلى عالم شامل وميسر ومستدام للجميع بعد جائحة كورونا (كوفيد-19).
إذاً فالأمم المتحدة تركزعلى ثقافة إثبات دور ذوي الإعاقة وتوفير البيئة الحاضنة، والسعي لسن وتثبيت حقوق، وليس إقصاء هذه الفئة وتهميشها.
في السابق كان مفهوم الإعاقة لدى البعض محصوراً في كرسي متحرك، أو في شخص مكفوف، أو من زرع قوقعة، ولم يتعد مفهوم الإعاقة للتعرف على الإعاقات الأخرى عن كثب فبعض الإعاقات لا يمكنها أن تكون ظاهرة كالاضطرابات الصامتة أو التي لا يمكن تمييزها ولكن يبق عليك احترام المشخصين بها مهما كانت جنسيتهم أو عرقهم أو سلوكاتهم.
في مجتمعاتنا للأسف نجد أن أكثر ما يحد من حقوق ذوي الإعاقة في المجتمع هو الإعاقة الفكرية الموجودة لدى البعض في التقبل، وتكمن تلك الإعاقة في النظرة الدونية التي تتغافل عن طموحهم وما يمكنهم فعله، فحتى في حالات الزواج قد ترفض بعض العوائل خاطب ابنتهم كونه معاقاً بحجة أنه قد ينجب أطفالاً بحالات مشابهة، ناسين ما حققه من تميز في دراسته وعمله، والنظرة القاصرة فحتى القوانين التي يتم سنها لا تشمل ذوي الإعاقة، رغم أن القوانين تتحدث عن عدم التمييز؛ فهم قادرون على الإنجاز متى ما توافرت لهم الظروف، وتوجد أمثلة رائعة أبرزهم محمد بن نامي، وسيد محمد الموسوي، وفاطمة الشيخ.
كما أن البعض قد يصدر النكات كمن يجلس وحيداً بإصابته بالتوحد، أو من يحمل ملامح معينة قد "قام الخال بتخريعه" ويشمل ذلك المسميات التي يطلقها البعض؛ فالمصاب بمتلازمة داون ليس منغوليا، والمشخص باضطراب طيف التوحد ليس مصاباً بالجنون، كما أن من يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه ليس شخصاً معتوهاً، ومهما كان ما يعانيه طفل من الديسكليسيا فلن يكون بحجم معاناته من عدم تقبله ووسمه بالغباء، في المقابل كانت المبادرة الأجمل هي إطلاق مسمى ذوي الهمم.
الرقي في التفكير لم يشمل البعض في احترام الأشخاص من ذوي الإعاقة في الأماكن العامة، وخصوصاً من ذوي الإعاقة الحركية وعدم إيقاف السيارات في مواقفهم الخاصة، ولم يشمل ما قد يعانيه في إيقافه مسافات بعيدة.
وننتقل إلى مشهد آخر، دخول طفل توحدي في نوبة غضب أو صراخ في مكان عام، يجب إفساح المجال له، وعدم الالتفاف حوله أو تصويره أو اعتباره مجنوناً أو تقصير أهله في تربيته، لكن يجب احترام من يعيش أيامه يخشى الخروج في نزهة قصيرة قد تكون تلك نهايتها.
وفي النهاية، إننا نحتاج لتكاتف المجتمع والحكومة لتذليل الصعاب، وخلق بيئة أفضل لذوي الإعاقة والسعي لتطوير مشاريع تخدم كافة أنواع الإعاقات، فكانت قد بدأت فكرة الحدائق ويجب ألا تقف عند تلك النقطة.
زينب أحمد جاسم
أم لطفل توحدي