نظمت الجامعة الملكية للبنات ندوة حوارية بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة البحرينية2021، وذلك بحضور سعادة الأستاذة هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة، ورئيسة الجامعة البروفيسورة يسرى المزوغي وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بالجامعة وطالباتها من مختلف الكليات.
وأكدت الانصاري أن الأعياد الوطنية المجيدة للمملكة مناسبة وطنية لتسليط الضوء على الانجازات البارزة بما فيها المكانة المتقدمة التي تحققها البحرين على الساحة الإقليمية والدولية والتي تبرهن عليها كثير من المؤشرات ذات الصلة بالمرأة، مؤكدة أن المجلس الأعلى للمرأة يستثمر هذه المناسبة من أجل البناء على ما تحقق وشحذ الهمم لتقديم المزيد من العمل والعطاء تلبيةً لتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وفي إطار التوجيهات السديدة والمتابعة الحثيثة من قبل صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله.
ونوهت الأنصاري خلال الندوة بالنتائج الطيبة التي تحققها الجامعة الملكية للبنات، معربة عن ثقتها بأن طالبات وخريجات الجامعة سيتمكن من المشاركة بفاعلية في مسيرة نهضة وعطاء المرأة البحرينية، وأن يصبحن جزء من القياديات المستقبليات في مملكة البحرين، مشيرة على صعيد ذي صلة أن مؤشرات مشاركة المرأة البحرينية في التعليم العالي تبشر بالخير وتدعو للتفاؤل بمستقبل تتعزز فيه مسيرة تقدم وازدهار مملكة البحرين.
ولفتت إلى وجود الكثير من المحطات الثرية بالعطاء والتميز والريادة في تاريخ المرأة البحرينية، وقالت إن ملامح تعليم البنات بدأت منذ فترة طولية قبل أن تتم إلزامية التعليم النظامي لهن في العام 1928 في توقيت مبكر جدا، وأضافت "كان ذلك مرتكزا رئيسيا لانطلاقة مسيرة المرأة البحرينية، وبما يؤكد أيضا قناعة الأسر البحرينية منذ مرحلة مبكرة جدا بأهمية تعليم وتمكين بناتها".
وأوضحت أنه في العام 1937 جرى ابتعاث نساء بحرينيات للدارسة في الخارج رغم التحديات التي كانت تشهدها تلك الفترة بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، لافتة إلى أن المرأة البحرينية بدأت بمرور الوقت في دخول قطاع تلو الآخر، بما في ذلك القطاعات التي تحمل تحديات كبيرة مثل المجال العسكري والمالي المصرفي والإعلامي، وواكبت مختلف المراحل الجوهرية في بناء الدولة الحديثة مثل اكتشاف النفط، والتحول إلى مركز مصرفي في المنطقة، وساهمت بفاعلية في مسيرة التراكم الحضاري للبحرين.
وأضافت "هذه هي المسيرة المشرقة التي نعمل في المجلس على التأكد من مواصلة بل وتسريع زخمها، وإن الشعار الثابت ليوم المرأة لبحرينية الذي بدأ في العام 2008 والذي دائما نتعز به هو: قرأت تعلمت شاركت، يرمز إلى مشاركة المرأة البحرينية في صنع مجد وطنها".
على صعيد ذي صلة أوضحت الأنصاري أن المجلس الأعلى للمرأة في عامه العشرين أصبح لديه من النضج وتراكم الخبرات ما يمكنه من تلبية التطلعات المعقودة عليه في النهوض بمكون المرأة ودمجها في مختلف مسارات التنمية الوطنية، وقالت "إن المجلس ومنذ تأسيسه كان محظوظا بحزمة من الاختصاصات التي تمنحه القدرة على مخاطبة كافة سلطات الدولة، التنفيذية والتشريعية والقضائية ومؤسسات المجتع المدني، ومساعدتها على الإيفاء بالتزاماتها الدستورية وخاصة في مجال التوازن في الجنسين".
وأكدت أن المجلس الأعلى للمرأة، وكآلية وطنية ومرجعية رسمية لكل ما يتعلق بقضايا وشؤون المرأة البحرينية، يعمل على متابعة ومراقبة التحولات والتطورات التي تمس مسيرة المرأة البحرينية، والتأكد من أن حزمة البرامج والخطط التي يضعها بالتعاون مع السلطات المختلفة تلبي احتياجات المرأة وتوفر الأرضية المناسبة لتسريع انطلاقتها وإزالة أية عقبات قد تعترضها".
من جانبها أعربت البروفيسورة يسرى المزوغي عن شكرها للأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة سعادة الاستاذة هالة الأنصاري على مشاركتها الجامعة الملكية للبنات في هذه الندوة، لافتة إلى أن هذه المشاركة مثَّلت فرصة كبيرة أمام طالبات الجامعة للتعرف على مسيرة تقدم المرأة البحرينية، وفرص الدعم التي يحظين بها كفتيات بحرينيات يتطلعن للمساهمة الفاعلة في تنمية وطنهن.
وقالت إن البحرين أول دولة خليجية بدأ فيها التعليم النظامي للإناث قبل أكثر من تسعة عقود، لهذا نحن نرى اليوم الأجيال الجديدة من الفتيات البحرينيات في التعليم العالي يحققن الريادة في كثير من المجالات، خاصة وأن التعليم هو القلب النابض لتطور الأمم وتقدمها.
ذلك فيما قدمت خريجة الجامعة الملكية للبنات ومصممة المجوهرات السيدة عائشة عبد الملك خلال الندوة عرضا لتجربتها كأصغر مصممة مجوهرات في الخليج العربي، حيث بدأت عملها في تصميم المجوهرات بينما كانت على مقاعد الجامعة في عمر الـ 17، وحصلت خلال مسيرتها على العديد من الجوائز، وأوضحت أن البحرين متقدمة على صعيد تكافؤ الفرص والتوازن بين الجنسين وقالت "التحديات التي تواجهني في العمل والحياة ليست لأنني امرأة، بل هي تحديات مشتركة مع الرجل"، وأضافت أنه من الأمثلة على ذلك عدم إمكانية حماية الملكية الفكرية، وهو أمر يعاني منه الفنانون والمبتكرون حول العالم أيضا.
كما قدمت خريجة الجامعة الملكية للبنات السيدة زينة العصفور عرضا لمسيرتها المهنية، وصولا إلى عملها الحالي كباحثة في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وقالت إن مملكة البحرين هي أول دولة خليجية تعين قاضي امرأة، وهي الدكتورة منى الكواري، وأضافت "مثل هذه المبادرات النوعية تشحذ همتنا وطموحنا وتعطينا الأمل، وأنا شخصيا طموحي أن أصبح قاضية، وأعمل لأجل تحقيق ذلك". كما تحدثت العصفور عن عضويتها في لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة والدور المهم الذي تقوم به هذه اللجنة في أوساط الشباب.
وفي ختام الندوة جرى تكريم عدد من الموظفات والعاملات الذين عملوا في الجامعة الملكية للبنات لمدة 15 عاماً والتقاط الصور التذكارية بهذه المناسبة.