بات خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة الإسباني، متهما بالتورط في القضية المعروفة إعلاميا بـ"فضيحة بارسا جيت"، بسبب مساعديه.
وكانت عدة وسائل إعلام كشفت عن دفع جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس برشلونة السابق، مبالغ لشركة علاقات عامة، من أجل تشويه صورة عدد من أساطير الفريق الكتالوني على رأسهم ليونيل ميسي، وجيرارد بيكيه، وبيب جوارديولا، وكارليس بويول، فيما عُرف إعلاميا بـ"فضيحة بارسا جيت".
وكانت تلك القضية أحد أسباب استقالة بارتوميو من رئاسة برشلونة في أكتوبر/تشرين الثاني 2020، ثم القبض عليه والتحقيق معه في مارس/آذار الماضي.
خوان لابورتا، الذي عاد لمقعد الرئيس بعد انتخابه خلفا لبارتوميو في مارس/آذار، كان أحد المستهدفين في حملات "بارسا جيت"، لكن إذاعة "كادينا سير" الإسبانية أكدت أن عددا من مساعديه قاموا بحملة مماثلة، كرد فعل على حملة بارتوميو.
وأشارت الإذاعة إلى أن شركة "NiceStream" قدمت تقريرا إلى إدارة برشلونة في ديسمبر/كانون الأول 2018، صنفت فيه مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى قسمين، وهما داعمو بارتوميو ومنتقديه، وأن الأمر نفسه ينطبق على الرئيس الأسبق ساندرو روسيل (2010-2014).
وذكر التقرير أن 4 من مساعدي لابورتا يقفون خلف المنتقدين، وهم جوسيب ماسيا، مدير النادي الكتالوني، وألفونس جودال، وخافيير سال، تقودهم ماريا إلينا فورت، نائب رئيس برشلونة الحالي.
وورد في التقارير التي أرسلتها الشركة إلى برشلونة أن المنتقدين "ينشرون معلومات معارضة لساندرو روسيل وضد إدارة بارتوميو لمدة 8 سنوات، وهو ما يدفع للاعتقاد بأنهم ليسوا مجرد مشجعين لبرشلونة يعبرون عن آرائهم، لكنهم أقرب شبها بمنظمة صغيرة تعمل للحصول على مكاسب معينة".
بارسا جيت.. القصة الكاملة
في فبراير/شباط من العام الماضي، كشفت إذاعة "كادينا سير" الإسبانية عن أن إدارة برشلونة برئاسة بارتوميو اتفقت مع شركة "I3 Ventures" المتخصصة في العلاقات العامة، على إنشاء حسابات وهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للدفاع عن الإدارة، وانتقاد كل من يهاجمها.
وحسب ما كشفت عنه التسريبات، فإن هذه الشركة استخدمت ما لا يقل عن 6 حسابات مختلفة على موقع "فيسبوك"، و100 حساب على الأقل على "تويتر"، من أجل الأغراض المذكورة.
الإذاعة التي نشرت ملفا من 36 صفحة، أكدت أن الهدف الأساسي من تلك الحسابات الوهمية هو توجيه اللوم والانتقادات للاعبي برشلونة وأساطير النادي وعلى رأسهم ليونيل ميسي، بل وامتد الأمر لانتقاد زوجات اللاعبين وعائلاتهم، في محاولة لتبرئة الإدارة من كل المشاكل التي يعاني منها البارسا.
وبالرغم من أن ميسي لم يصدق هذه الأخبار حسب ما كشفه في حوار صحفي، إلا أن عدة تقارير أكدت وجود شقاق بين نجوم الفريق وإدارة النادي، بسبب هذه القضية الشائكة.
ووفقا لما ذكرته التقارير، فقد دفع برشلونة مليون يورو سنويا لشركة "I3 Ventures" لرصد وسائل التواصل الاجتماعي والترويج لبارتوميو ومجلس إدارته.
وتشير التقارير إلى أن المدفوعات تمت من خلال عدة فواتير مرت عبر أقسام مختلفة، وكانت دائما أقل من 200 ألف يورو، لكي لا تتطلب موافقة رسمية من مجلس الإدارة.
وبعد الكشف عن القضية في فبراير من العام الماضي، سارعت إدارة برشلونة لإصدار بيان رسمي لنفى كل ما ورد في تلك التقارير، واعترف النادي الكتالوني بأن "I3 Ventures" كانت "مزود خدمة للنادي"، لكن لم تكن هناك علاقة بالحسابات التي تنشر الدعاية.
وفي بادرة لإثبات حسن النية، أكد بيان برشلونة إنه سيتم إنهاء العقد مع الشركة، إذا ظهر تورطها في مثل هذا السلوك.
بعد ذلك أجرت شبكة "برايس ووترهاوس كوبرز" للتدقيق المالي مراجعة مفصلة لميزانية لبرشلونة، ثبت من خلالها أن النادي لم يدفع من أجل حملة تشهير، وقالت الشبكة في تقريرها إن الرسوم المدفوعة كانت ضمن القيمة السوقية لتلك الخدمات في ذلك الوقت.