نواجه كل يوم كماً من التوترات والضغوط النفسية في حياتنا اليومية، لكننا في معظم الوقت لا نعطي لذلك أهمية وأصبحنا نعتبره جزءاً من التعب والروتين، بل جزءاً من الحياة نفسها. للأسف لقد تعودنا أن نعيش الضغوط والتوتر إلى درجة أننا نسينا أن ذلك غير طبيعي إطلاقاً، وأنه يؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية.

إذن لا بد لنا من وقفة بين الحين والآخر لنستذكر ما هو الطبيعي في حياتنا وما هو عكس ذلك؛ فنحن لا نملك غير الصحة والعافية، وهما كنز الإنسان. مهم جداً أن نتذكر أن الصحة النفسية تؤثر على الجسم وتتسبب في أمراض كثيرة، منها باطنية غير مرئية مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وغيرها من الأمراض ومنها أمراض مرئية جلدية.

وفي مقال استوقفني للكاتبة أمل كمال نشر في مجلة (حرة النسائية) حول هذا الموضوع تطرقت فيه بإسهاب إلى الأمراض الجلدية المرتبطة بالتوتر، يدهشنا جداً كم الأمراض الجلدية التي يسببها التوتر الذي لا يكتفي بذلك، بل يفاقمها أيضاً.

ومن الأمراض الجلدية المرتبطة بالضغوط والتوتر حب الشباب الذي يعاني منه الجميع على اختلاف أعمارهم. فالتوتر يؤدي إلى ضخ هرمونات مثل هرمون الكورتيزول الذي يحفز الغدد تحت الجلد لإفراز مزيد من الدهون، وهذه الزيوت الزائدة تكون محبوسة داخل بصيلات الشعر مع الأوساخ وخلايا الجلد الميت، ما يتسبب في ظهور البثور الجلدية. وهناك مرض آخر يسببه التوتر ويفاقمه وهو الصدفية؛ فالضغوط النفسية يمكن أن تتسبب في الصدفية وتقوي التهاب الخلايا في الجلد.

وأيضاً بالنسبة إلى مرض الأكزيما؛ فالتوتر يتسبب في المرض، فعندما يشعر الجسم بالخطر تقوم هرمونات الضغط والإجهاد الشديد بإحباط جهاز المناعة وتسبب رد فعل في صورة التهابات في الجلد، ما يؤدي بدوره إلى زيادة التوتر وتزداد نوبات الأكزيما حدة. كما أن التوتر والضغط النفسي يسببان الطفح الجلدي الذي يظهر في شكل بقع حمراء على البطن والظهر والذراعين والوجه. وأيضاً يعتبر الضغط والإجهاد أهم العوامل المؤدية إلى تصعيد مرض العد الوردي وهي إحدى حالات الأمراض الجلدية المرتبطة بالتوتر، وتبدو أعراض العد الوردي مثل رذاذ أحمر منتشر فوق الأنف والخدين والذقن.

وتساعد العوامل النفسية مثل القلق والتوتر أيضاً على انتشار الحكة لدى الإنسان، وهي زيادة الرغبة في الهرش ويتورد الجلد بسببها، وهي تتسبب في ضيق وتوتر لمن يصاب بها كرد فعل، الأمر الذي يزيدها سوءاً.

لنتجنب كل تلك الأمراض عن طريق تجنب التوتر أو تقليله بقدر المستطاع، ومحاولة الراحة وتهدئة النفس والجسد بصورة روتينية.

رؤى الحايكي