أن تصبح حائرا بين الهجرة والمجاعة، إنه الوضع القائم في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في 15 أغسطس/آب 2021 وانهيار العملة.
وفي غضون 4 أشهر وتحديدا منذ 15 أغسطس/آب 2021، أصبح 38 مليون نسمة من الشعب الأفغاني من نقص "حاد" في المواد الغذائية، وفق تقرير الأمم المتحدة.
وتراجعت العملة الأفغانية أمس الإثنين إلى أدنى مستوى لها مقابل الدولار، وقد فقدت منذ الأسبوع الماضي 30% من قيمتها في خضم انهيار اقتصادي وأزمة إنسانية تشهدها البلاد.
وتعاني أفغانستان من نقص حاد في العملة الخضراء منذ أن استولت حركة طالبان على السلطة فيها في أغسطس/آب، بعدما علّقت الجهات المانحة الدولية مساعدات بالمليارات كانت توفّرها سنويا للنظام السابق الذي كانت تدعمه الولايات المتحدة.
وأعلنت لجنة الصرافة النقدية في أفغانستان أنها حضّت المصرف المركزي على التدخّل في السوق لدعم العملة الأفغانية التي تراجعت الإثنين قيمتها إلى 130 أفغاني (العملة الأفغانية) مقابل الدولار، بعدما كانت قد تراجعت الأسبوع الماضي إلى مئة أفغاني مقابل العملة الخضراء.
وقال المتحدث باسم اللجنة الحاج زيرق "طلبنا منها (إدارة المصرف المركزي) أن تتدخل في السوق وان تضخ الدولار".
الحرمان من 10 مليارات دولار
والمصرف المركزي الأفغاني محروم منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان، من نحو عشرة مليارات دولار من احتياطاته في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة.
وبدأ تدهور العملة الأفغانية يتسارع الأسبوع الماضي على خلفية المخاوف من انهيار مصرفي كبير.
وفرضت المصارف قيودا صارمة على السحوبات النقدية للعملاء، مما أدى إلى اهتزاز الثقة بالنظام المالي.
وسرّعت الأزمة النقدية وتيرة الانهيار الاقتصادي الذي أسفر عن أزمة إنسانية تزداد تفاقما.
وعمد كثر من سكان العاصمة كابول إلى بيع ممتلكاتهم الشخصية لشراء المواد الغذائية.
غلاء في أسعار الغذاء
وقالت خالدة وهي ربة منزل "لقد بعت مصوغاتي الذهبية للحصول على بضعة دولارات لتغطية نفقات المنزل"، معربة عن استيائها إزاء ارتفاع أسعار زيت الطهي والطحين.
ويعاني أكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم الإجمالي 38 مليون نسمة من نقص "حاد" في المواد الغذائية، وفق الأمم المتحدة، ويجد الملايين منهم في فصل الشتاء أنفسهم أمام الاختيار بين الهجرة والمجاعة.