لم يكد ينتهي عام 2021م، إلا وقد حققت الثقافة لمملكة البحرين منجزاً حضارياً جديداً، فمنظمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أدرجت اليوم الأربعاء الموافق 15 ديسمبر 2021م فن الفجري على قائمتها للتراث غير المادي.

وجاء ذلك خلال الاجتماع السادس عشر للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي المنعقد عبر الانترنت برئاسة سيرلانكا ما بين 13 و18 من الشهر الجاري.

وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: "إن تراثنا الثقافي هو ما نعوّل عليه من أجل الارتقاء بمجتمعاتنا وأوطاننا، ولذلك فإن نجاحنا في إدراج الفجري على قائمة التراث العالمي غير المادي لمنظمة اليونيسكو يعكس ما أوليناه من اهتمام لهذا التراث في مملكة البحرين"، متوجّهة بجزيل الشكر والامتنان إلى قيادة المملكة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، الراعي الأول للثقافة في البحرين، على دعمهم الدائم لكل ما من شأنه الارتقاء بمكانة البحرين على المستوى الإقليمي والعالمي.

وأضافت: "من بعد إدراجنا لثلاثة مواقع على قائمة التراث العالمي المادي لليونيسكو يأتي هذا الإنجاز كثمرة جهود استمرت لسنوات بداية من الاهتمام بالبنية التحتية الثقافية لمدينة المحرّق وإدراج موقع مسار اللؤلؤ على القائمة عام 2012م وتدشين مشروع دار المحرّق الذي استضاف فرق الفنون الشعبية التي تحمل على عاتقها نقل هذا الفن إلى الأجيال القادمة، وصولاً إلى النجاح في إدارة ملف الترشيح على أكمل وجه".

وفي تصريحها، قالت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بالهيئة إن إدراج فن الفجري على قائمة التراث غير المادي لليونيسكو هو إنجاز يعود الفضل فيه إلى العمل الجماعي لفريق عمل هيئة الثقافة الذي واصل عمله حتى تحقيق الإنجاز، مشيرة إلى أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تولي التراث الثقافي غير المادي أولوية في عملها وبرامجها وأنشطتها. وأشارت إلى أن الهيئة تنظّم سنوياً الملتقى الوطني للتراث الثقافي غير المادي الذي يلقي الضوء على العديد نم القضايا المتعلقة بهذا التراث الهام، موضحة أن الملتقى، في نسخه الثلاث حتى الآن، تطرّق من خلال استقطاب خبراء ومتخصصين من البحرين وخارجها، إلى سبل الحفاظ على عناصر التراث الثقافي غير المادي، ضمن خطّة وطنية واستراتيجية تقوم على تطبقها هيئة الثقافة.

ويعد ملف "فن الفجري" أول ملف تقدّمه مملكة البحرين منفردة ضمن اتفاقية عام 2003م لصون التراث الثقافي غير المادي، حيث تهدف هيئة الثقافة من خلال إدراج هذا الفن إلى القائمة إلى توعية المجتمع الدولي بما لدى البحرين من تراث ثقافي فريد ومتنوع، إضافة إلى تعزيز جهود الحفاظ عليه وصونه للأجيال القادمة.

هذا ويضم فن الفجري عدداً من الفصول الأدائية يصل عددها إلى خمسة وهي: البحري، والعدساني، والحدادي، والمخولفي، والحساوي. ويبدأ هذا الفن من خلال ب"الجرحان" (الموّال) يؤديها النهّام (المنشد) في البداية في استعراض لقدراته الصوتية ويصل إلى مستوى التجلي والإبداع في الأداء الارتجالي الحر، وتأتي من بعد ذلك "التنزيلة" التي هي قالب موسيقي، ومن بعد ذلك تأتي "النهمة" التي يؤديها النهام في ختام العرض.

وفي منجز جماعي شاركت فيه مملكة البحرين، صادقت منظمة اليونيسكو كذلك يوم الثلاثاء على إدراج "الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات"، وهو ملف تقدّمت به 16 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية.

وكانت شاركت مملكة البحرين أيضاً في تقديم ملف مشترك أيضاً لهذه القائمة، الأول هو ملف "النخلة" الذي تم إدراجه على القائمة التمثيلية بتاريخ 11ديسمبر 2019م بالتعاون مع 14 دولة عربية برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة.

هذا وكانت منظمة اليونيسكو أدرجت خلال اجتماعها حتى الآن 40 عنصراً تراثياً غير مادي من القارات الخمس. ومن الجدير ذكره أن القائمة تضم حالياً حوالي 500 عنصر.