أكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا إمانو، بعد زيارة قام بها لإيران، الحاجة إلى "مزيد من العمل" لبلوغ اتفاق مع إيران رغم أن الطرفين أصبحا "أكثر تفهماً" في بعض المسائل، موضحاً أن الزيارة لم تحقق انفراجة بين الوكالة وإيران بشأن مسائل عالقة تخص البرنامج النووي الإيراني.وزار إمانو طهران لحل القضية المتعلقة باحتمال وجود أنشطة سابقة ذات بعد عسكري في البرنامج النووي الإيراني. وتزامنت الزيارة مع استمرار المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى في فيينا للتوصل إلى اتفاق نهائي ستضطلع الوكالة الذرية بدور أساسي فيه. وجاء في بيان لإمانو "أعتقد أنه بات لدى الطرفين تفهم أكبر (...) ولكن هناك ضرورة لمزيد من العمل".ورغم النفي الإيراني، تشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران أجرت أبحاثاً حتى عام 2003 وربما بعد ذلك التاريخ لامتلاك القنبلة الذرية. وتسعى للقاء العلماء المشاركين في هذه الأنشطة والاطلاع أيضاً على وثائق وزيارة مواقع قد تكون جرت فيها هذه الأبحاث. وغداة زيارة إمانو، توجه مدير مكتب الرئيس الإيراني محمد نهاونديان إلى فيينا في "مهمة خاصة" للمشاركة في الأيام الأخيرة من المفاوضات الجارية.ووفق وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" فإن نهاونديان توجه إلى فيينا في "مهمة خاصة" حيث سيجري "المشاورات اللازمة" مع الوفد الإيراني.وتركز المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 "الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين وألمانيا" على مستقبل القدرات النووية الإيرانية.وتطالب القوى الكبرى بتوسيع هامش الرقابة على البرنامج النووي الإيراني لتتمكن الوكالة الذرية من زيارة المواقع العسكرية.وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2011 تقريراً مهماً حول "احتمال وجود بعد عسكري" للبرنامج الإيراني، مشيرة إلى معلومات ذات "مصداقية" حصلت عليها. من جهته قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي لوسائل إعلام إيرانية في فيينا صباح أمس إن طهران "مستعدة للتعاون مع إمانو لإثبات أنه لا أساس لتلك المزاعم والاتهامات".وتابع عرقجي أن "زيارة إمانو إلى طهران كانت جيدة بحسب التقارير التي تلقيناها. لقد كانت ناجحة ونأمل أن نكون قادرين على إحراز تقدم فيما يتعلق بملف البعد العسكري".وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي التقى إمانو في طهران، قال إن "إيران على استعداد للتوصل إلى اتفاق عادل لحل القضايا التي لاتزال معلقة في وقت محدد وفي إطار القواعد القائمة"، بحسب ما ورد على موقعه الإلكتروني.بدوره قال ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية رضا نجفي "إن الجانبين اتفقا على تفاهم عام حول الجدول ومتابعة" هذا التعاون. وأضاف أن "تفاصيل وخطة جدول العمليات" سيتم تحديدها قريباً.وأشار إمانو إلى أنه تطرق في زيارته، التي التقى خلالها أيضاً أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، إلى الدور الكبير الذي ستضطلع به الوكالة الدولية بعد التوصل إلى اتفاق نهائي مع مجموعة 5+1.وقال سيرغي ريابكوف كبير المفاوضين الروس في وقت سابق، إن اتفاقاً حول النووي الإيراني بات قريباً في حين تتواصل المفاوضات في فيينا حول الملف.وتريد الأسرة الدولية فرض رقابة مشددة على البرنامج النووي الإيراني لضمان عدم امتلاك طهران القنبلة النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة على إيران.وبالإضافة إلى تفتيش المواقع الإيرانية والبعد العسكري، تبقى مسائل أخرى عالقة مثل مدة الاتفاق. وتريد المجموعة الدولية أن تكبح البرنامج النووي الإيراني لعشر سنوات على الأقل، الأمر الذي ترفضه طهران. كذلك يشكل رفع العقوبات عقدة بالغة الأهمية، لأن إيران تأمل في تدابير فورية، أما مجموعة 5+1 فتريد رفعاً تدريجياً ومشروطاً لهذه العقوبات. والتوصل إلى اتفاق نهائي سيكون له انعكاسات دولية مهمة إذ سيفتح الطريق أمام تقارب قد بدأ فعلاً بين الولايات المتحدة وإيران.