أعلن أهالي قريتي بني جمرة والبديع وعدد من مناطق المحافظة الشمالية وقراها، عن موقف واحد صلب أمام كل مثيري الفتنة والتناحر والخلافات المذهبية والطائفية، وقالوا «واهم من يريد تفريق أبناء البحرين». واتفق الأهالي في ليلة رمضانية استضافتها المحافظة الشمالية الجمعة، على سد ثغرات تمنع ولوج الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، لافتين إلى أن ما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم.من جانبه قال محافظ الشمالية علي العصفور، إن فكرة اللقاء جاءت في وقت عصيب تمر به الأمة العربية والإسلامية ومنطقة الخليج العربي تحديداً، وما تعانيه من مخاطر وتهديدات وأحداث إرهابية مفجعة كما حدث في المملكة العربية السعودية والكويت وفي بعض الدول العربية والإسلامية.وأكد أن هذه الأحداث تجعل من التلاحم بين كل أبناء الوطن على اختلاف أديانهم وطوائفهم يقفون موقفاً حقيقياً وقوياً تجاه كل ما يهدد استقرار السلم الاجتماعي، مهما يكن مصدره. وخاطب الحضور «مصدر قوتنا في المحافظة الشمالية وفي البحرين عموماً، هم رجالات نعتز بهم، وهذا اللقاء هو لتقديم نموذج لنسيج واحد بين أسرة بحرينية، من ساحل البديع جاءت خيرات البحر، ومن ثمار ونخيل ومياه بني جمرة والدراز عاش الأجداد، وفي مدرسة البديع تعلم الكثيرون من رجال البلد، وكذا في أنشطة رياضية وأندية جمعت أبناء القريتين».وأضاف العصفور أن هذه الشخصيات كانت ولاتزال تلعب دوراً في التصدي لكل ما من شأنه الإساءة للاستقرار، مستدركاً «حتى على مستوى أولادنا الصغار وممارساتهم يجب أن تزال، وتحل محلها معاني ألفة ومحبة تشرب بها الآباء والأجداد، وأن يعمل الجميع على التصدي لأي فتنة». واقترح المحافظ لإنجاح هذا المسعى، المشاركة في تنفيذ أنشطة وبرامج ومشروعات موحدة، تحقق الهدف ولا تترك ثغرات يدخل منها من يريد الفتنة.ووصف مبادرة المحافظة الشمالية «كلنا شركاء في السلام»، بمبادرة «اليد الواحدة»، لافتاً إلى أنها «يمكن أن تضاعف جهودنا في أن ينعم مجتمعنا بالسلام، فحولنا نماذج قريبة وبعيدة من الدول تفتت من الداخل وتتواصل فيها الأزمات إلى درجة يصعب حلها».من جانبه أشار الشيخ فاضل فتيل، إلى أن القريتين هما قرية واحدة، وقال «النواخذة حسن فتيل وأحمد الغانمي كانا ينطلقان للغوص من سواحل البديع، بينما يجوب أبناء الشروقي والدوسري والبديع بيوت وطرقات بني جمرة للالتقاء بأحبتهم في الساحات ومصانع النسيج والبساتين، وليس من أمر يمكن أن يقطع هذه العلاقة».وأضاف «إن تحدثنا عن مناوشات الأطفال والصبية وأفعالهم، فهي مناوشات تحدث بين أي قريتين، بين الدراز وبني جمرة، بين بوري وعالي، بين أي قريتين متجاورتين، لكن هذه الأفعال لا يصح أن تصل للكبار لتشكل منفلتاً للعداوات». وقال الأديب والمؤرخ إبراهيم الدوسري، إن البحرين كانت ميناءً منذ القدم، فيها التقت كل الحضارات، قبل أن يتابع «هذه الأرض الطيبة بأهلها وتاريخها المجيد، ثمرة لما صنعه إنسان هذه الأرض، وحين نتحدث عن البديع وبني جمرة، بل عن كل قرى شارع البديع، فهناك قصص المحبة والصداقة والأخوة، ونفتخر بأنديتنا وقرانا، في كل قرى شارع البديع لنا فيها صديق وأخ ونسيب وصلة دم وقربى».ونبه إلى أنه في السنوات الماضية، حاول بعض المغرضين إثارة الفتن لكنهم فشلوا، وسيفشل كل من ينوي ذلك، موجهاً الدعوة إلى المحافظة الشمالية للاستمرار في تفعيل هذه اللقاءات. ووصف عضو مجلس بلدي الشمالية علي الشويخ، أهالي البديع وبني جمرة بأنهما عينان في رأس واحد، داعياً إلى الوقوف بوجه أصحاب التأجيج والكلمة الخبيثة من المحرضين أياً كانوا.بينما أوضح الشيخ علي الفاو «خسرنا أصحاب ومعارف بسبب فتنة، لكن مثل هذه المشكلات سحابة صيف تحدث حتى بين الأهل، وسنرجع أفضل بفضل رجال البلد والمسؤولين المخلصين».وعبر السكرتير الأول بالسفارة الروسية لدى البحرين أيغور بوسيغين عن سعادته مما سمعه من مشاعر المحبة والتلاحم بين أهل البحرين في هذا الشهر الفضيل.وطالب النائب عبدالحميد النجار، الجميع بصد إثارة الحزازات والخلافات والفتن، وما يطفح من ثقافة تغذي المشاجرات والتناحر، داعياً إلى التواصل مع وزارة الإعلام لوقف ممارسات بعض الصحف ووسائل الإعلام والمقالات والإصدارات المسببة للتباعد والتناحر.واتفق الشيخ محمد الزهيري والأستاذ الجامعي د.علي آل شهاب ورئيس جمعية التلاحم الوطني خالد المناصير، على أن التوافق الوطني من أهمل الأسس لتقوية كيان السلم الاجتماعي والحقوق والمواطنة للجميع.فيما قدم الشاعران يحيى الذوادي وحسين القلاف قصيدتان تتحدثان عن حب البحرين وأهلها وتلاقي القلوب بين المواطنين والمقيمين على اختلاف أديانهم وطوائفهم، والتقى الجميع بعدها على مأدبة سحور بمبنى المحافظة الشمالية.