على مدى شهرين تابعت اثنين من الإعلاميين العرب يوفران عبر قنواتهما الخاصة مواداً تعبر عن رأي كل منهما وموقفه من العديد من القضايا. الأول متحمس لبلد عربي ورئيسه والثاني يتخذ موقفاً سالباً من ذلك البلد ورئيسه. ملخص ما يبثه الأول أنه من المستحيل أن تجد في سلوك ذلك البلد خطأً واحداً فكل ما يصدر عنه صح وإنجازات ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتخذ رئيسها قراراً خاطئاً أو يشك أنه غير صحيح. وملخص ما يبثه الثاني أنه من المستحيل أن تجد في سلوك ذلك البلد سلوكاً واحداً صحيحاً فكل ما يمارسه خطأ ولا علاقة له بالإنجازات وكل القرارات التي يتخذها رئيسها غير ذات شأن وقيمة وغير مؤثرة.
مشكلة الإعلامي الأول أنه لا يرى في «حبيبه» أي عيب، فعين الرضى عن كل عيب كليلة، ومشكلة الإعلامي الثاني أنه لا يرى في «بغيضه» أي صحيح، ففي قناعته أنه لا يمكن أن يأتي من ذلك البلد ورئيسه خير. الأول لا يتردد عن الجزم بأن كل العالم الذي يقول إن فعلاً ما يحدث في ذلك البلد أو قراراً اتخذه رئيسه خطأ أنه صحيح بنسبة مائة في المائة وأن سبب قول العالم ذلك هو الحقد والجهل ليس إلا. والثاني لا يتردد عن الجزم بأن كل العالم الذي يقول إن فعلاً ما يحدث في ذلك البلد أو قراراً اتخذه رئيسه صح أنه خطأ بنسبة مائة في المائة وأن سبب ذلك هو أنهم يعانون من مشكلة في عيونهم وأفهامهم أو يجاملون.
التفسير الوحيد لسلوك كلا الإعلاميين هو أنهما يمارسان التطرف، حيث المنطق يقضي بأنه طالما أن رئيس ذلك البلد يعمل فالأكيد أنه يمكن أن يخطئ، والمنطق نفسه يقضي بأنه طالما أنه يعمل فالأكيد أنه يحقق إنجازات يعود خيرها على بلده.
المؤسف أنه لا يتوفر من يقنع الإعلاميين بتطرفهما لذا يستمران في سلوكهما ويستمر التطرف.
مشكلة الإعلامي الأول أنه لا يرى في «حبيبه» أي عيب، فعين الرضى عن كل عيب كليلة، ومشكلة الإعلامي الثاني أنه لا يرى في «بغيضه» أي صحيح، ففي قناعته أنه لا يمكن أن يأتي من ذلك البلد ورئيسه خير. الأول لا يتردد عن الجزم بأن كل العالم الذي يقول إن فعلاً ما يحدث في ذلك البلد أو قراراً اتخذه رئيسه خطأ أنه صحيح بنسبة مائة في المائة وأن سبب قول العالم ذلك هو الحقد والجهل ليس إلا. والثاني لا يتردد عن الجزم بأن كل العالم الذي يقول إن فعلاً ما يحدث في ذلك البلد أو قراراً اتخذه رئيسه صح أنه خطأ بنسبة مائة في المائة وأن سبب ذلك هو أنهم يعانون من مشكلة في عيونهم وأفهامهم أو يجاملون.
التفسير الوحيد لسلوك كلا الإعلاميين هو أنهما يمارسان التطرف، حيث المنطق يقضي بأنه طالما أن رئيس ذلك البلد يعمل فالأكيد أنه يمكن أن يخطئ، والمنطق نفسه يقضي بأنه طالما أنه يعمل فالأكيد أنه يحقق إنجازات يعود خيرها على بلده.
المؤسف أنه لا يتوفر من يقنع الإعلاميين بتطرفهما لذا يستمران في سلوكهما ويستمر التطرف.