بداية لا بد من أن نحمد الله كثيراً على نعمة الاستقرار الصحي بعد الجائحة التي اجتاحت العالم ونشرت معها عواصف من الخوف والقلق بسبب الإصابات والوفيات بفيروس كورونا الذي لم يرحم صغيراً ولا كبيراً. الحمد لله على نعمة تعافي الوطن السريع من عثرته والحمد لله على بسالته أمام تحديات مستحدثة ومستجدة. لقد فرحنا جميعنا بل أمتلأ الفؤاد غبطة وسروراً بالانتصار على هذا الفيروس الغريب والدخيل، واستمتعنا ونحن نتنفس الصعداء وكلنا أمل بل آمال بغد أفضل وأجمل، غد خالٍ من أي جائحة أو كوارث أو نقم.

وبعد شكر الله وشكر كل من ساهم في هذا النصر، أود أن أؤكد أنه لا يمكن التفريط بما حققناه من نجاح مميز وقدرة على السيطرة على هذا الفيروس المتذاكي، ولا يمكن أيضاً التخلي عن إحساس الأمان والسلام الذي عشناه في الأشهر الماضية، لذلك لا بد لنا من الحذر من الغفلة التي يمكن أن تنسينا اتباع الإجراءات والاحترازات، الغفلة التي يمكنها أن تسلبنا كل ما تم تحقيقة من سيطرة كاملة على الوضع الصحي؛ فلا يمكن للقطاع الصحي أن يقوم بدورة في معزل عن قيامنا نحن بواجبنا تجاه أنفسنا وتجاه من حولنا وتجاه وطننا.

فيروسات جديدة نسمع عنها كل يوم وإصابات تنتشر في دول مجاورة، لذلك لا يمكن التهاون ولا يمكن التخلي عن الحذر، لا بد من الرقابة الشخصية ولا بد من نصح المحيطين حولنا بمواصلة اتباع الإجراءات لحماية صحتهم والحفاظ على ما حققناه من سيطرة على الوضع الصحي. أعتقد أن الجميع قد اعتاد اتباع الإجراءات الصحيحة والسليمة التي تذكرنا بها الجهات المختصة على الدوام.

من وجهة نظري لا بد من أن نكون على استعداد نفسي لخوض غمار الحياة بشكلها الجديد بكل شجاعة وحرص شديدين. لذلك لن يكون عسيراً لو أننا تبنينا هذه الإجراءات لتكون روتين حياة يحمينا ويحمي من حولنا ويضمن لنا حياة كريمة ومجتمعاً آمناً.

وقبل أن أختم كلماتي أود أن أكرر الشكر والعرفان لكل من ساهم في أن تستعيد البحرين لقب بلد الأمان، فهي دائماً كانت بحكومتها وشعبها بلد الأمن والأمان. كل الشكر للصفوف الأمامية وأيضاً الصفوف الخلفية على تفانيهم وإخلاصهم، كل الشكر لكل مواطن وكل مقيم على أرض هذه الأرض الغالية لأنه حريص على صحته وصحة من حوله وصحة البحرين.

رؤى الحايكي