يعتمد كثير من الطلبة على المعدل التراكمي كعامل أساسي للاختيار والمفاضلة بين التخصصات، وبالرغم من أهميته فإنه لا يضمن نجاح الطالب في التخصص الذي سيدرسه إن كان التخصص لا يتناسب مع قدرات الطالب وإمكاناته.

فالطالب المتفوق لا يرى غير الطب البشري والهندسة كخيارات دراسية حتى لو كان متميزاً في التقنية أو متمكناً في العربية أو مُحباً للاقتصاد وإدارة الأعمال.

والنتيجة في نهاية المطاف هي تكدس هؤلاء الطلبة في تخصصات محدودة بالرغم من أنها لا تتناسب معهم كلهم ولا يمتلكون جميعاً القدرة على التميز فيها.

وقد قابلت على مدار سنوات من عملي في الإرشاد المهني مجموعة كبيرة من الطلبة المتفوقين بالمرحلة الثانوية ممن فشلوا في تخصصات الطب البشري والهندسة ولم يستطيعوا إكمال الدراسة فيها، والبعض أصيب بالإحباط واليأس من مواصلة الدراسة أو التغيير.

وبعض الطلبة يجهل التخصص الذي يريد الإقدام عليه وعن الإمكانات التي يتطلبها التخصص للنجاح، وينساق خلف الصورة الوردية التي يسمعها دون تأكد أو تمحيص.

وهناك من يحملون تصورات مغلوطة حول الوظائف والبطالة، وينساقون خلف التخصصات التي يُثار حولها أنها مطلوبة في سوق العمل دون التثبت والتأكد من مناسبتها لهم ولإمكاناتهم.

فحتى لو كان التخصص مطلوباً وكنت ضعيفاً فيه فلن تجد المكان اللائق في سوق العمل بعد التخرج.

وهذه بعض الأخطاء التي يقع فيها الطلبة في اختيار التخصص المناسب لتجنبها والتنبه إليها، والتي أسأل الله أن تكون معينة لكم على اتخاذ القرار الصحيح بإذن الله.

محمد إسحاق عبدالحميد