الرأي

همســات تطويــريــة

هذه همسات تطويرية، انتقيتها من كتابي «أريج المسك» الخاص بمجالات التطوير والتنمية، والتهذيب والتصفية، والمعالي والقيم، والذي كتبته بتوفيق الله تعالى، كثمرة لمشاركتي في عددٍ من الدورات التدريبية، ولقاءاتي بالمختصين، وحصيلة لتجارب شخصية، وقراءات متنوّعة.. فإلى هذه الهمسات.

1- التّوازنُ سنّة مِن سُنن الحياة، والمسلم مطالب بالتوازن والاعتدال في حياته اليومية، بين العبادات والمباحات، وبين حقوق الأهل والعمل، وبين الراحة والتعب، وبين النقد وروعة الأسلوب، والتوازن بين قول: «نعم»، و «لا»، وبين العمل الدنيوي والحرص على الآخرة.

فكنْ على حالةٍ وسْطى تكن رجلاً

بالجِدّ متسماً بالبِشر مبْتسمَاً

2- الكلمة الطيّبة صَدَقةٌ، أصلُها ثابت وفرعُها في السماء، وهي تَبني الأجيَال، وتُحفزّ النّفوس، وتقوّي العزائم، وتشدّ الهمم، وتثيرُ الحماس، وتصنعُ الأمل، وربّما تكونُ مصدر إلهام لأحدهم في الحياة، فتفتح نافذة الأمل وتنير الدّرب له.

3- الإنسانُ الطموح يتطلّع دائماً إلى الأعلى، وينشد الأفضل ويبحث عن الأسمى والأنفع، ويشعر بالرضا والسعادة والارتياح النفسي في تحقيق طموحه الذي لا يحدّه حدود، ولا يشيخ ولا يهتزّ ولا يبرد، ولا يتأثر بظرفٍ أو حادثٍ أوموقفٍ صَادمٍ.

لا ترسموا للطموحِ حداً

فالمجدُ لا يَعْرفُ الحدودا

4- التّردّدُ والبُعدُ عن العزيمة، وعدم اتّخاذِ القَرار المُناسب عند مواطن الجدِّ ووقتِ الحَزم، داءٌ عظيمٌ ومقبرة كبيرة تُدفن فيها الآمالُ والأحلامُ؛ ذلك لأنّ الفُرصَ الكبيرة للنجاح والعطاء والمجد والترقي تُتاح للإنسان نادراً، ولا تكونُ مستمرّة أبدَ الدّهر وطَوال العُمر.

إِذا كنتَ ذا رأيٍ فكنْ ذا عزيمةٍ

فإِن فسادَ الرأيِ أن تترددا

5- أنت عملة نادرة وشخصيّة مستقلّة وكيانٌ خاص، له خصائص نفسيّة وعقلية وفكرية، خلقكَ الله في أحسن تقويم، وصّورك فأحسنَ صُورتك، ومنّ عليك بموهبةٍ واستعداد فكري يختلفُ عمّا لدى الآخرين، وكلّ ميسّر لما خُلق له، ولكلّ فنّ رجال.

وللمعارك أبطالٌ لها خلقوا

وللدواوين حسّابٌ وكتّابٌ

6- بعض الشباب يغلق على نفسه الباب في هذا العالم الفسيح، ويعيش في دائرة ضيّقة، وبتفكير سطحي، وبمنطق محدود، ورؤية عشوائية ناتجة عن قلّة الفهم والبصيرة، يحاولُ أن يفرض رأياً واحداً في مجالٍ يسع لعدّة آراء وينظر من زاوية لموضوع يمكن النظر إليه من عدّة جهات.

وكم من عائب قولاً صحيحاً

وآفته من الفهم السقيم.

7- تقديم الخير إلى الغير، انتقاءٌ واصطفاءٌ من الله تعالى، والتوفيق لقضاء حوائج الناس وتيسير أمورهم وتطييب خواطرهم وجبر قلوبهم هبةٌ من الله تعالى يهبها لمن يحبّ من عباده، وأنّ الإحسان إليهم سواءً عرفتهم أم لم تعرفهم، هو سبب كبير لانشراح الصدر وزوال الهمّ و نزول البركة.

8- النتائج الكبيرة تحتاج إلى طموحاتٍ كبيرة، وهي التي تضيف قيمة وأهميّة إلى سجلّ صاحبها؛ لأنّ الحياة ليستْ لها قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضلُ من أجله، والّناظرُ إلى تَعَاليم دِيننا الحَنيف يرى أنه يهتمّ بالطموحات الكبيرة ومعالي الأمور، وَبَذْلِ الأسباب وصِدْقِ الطلب.

تُريدينَ إدراك المَعالي رَخيصَةً

وَلا بُدَّ دونَ الشَهدِ مِن إِبَرِ النَحل.