هل تعرف ما هي المقبرة؟ هل تتخيل الحياة في مدينة ٩٩% من سكانها موتى؟ هل تتخيل شكل الحياة فيها؟

بصفة عامة، يشير مصطلح المقبرة إلى مكان يوجد فيه موتى أكثر من الأحياء، فيما تعد المدن المقابر ظاهرة نادرة للغاية.

واحدة من هذه المدن، هي مدينة كولما في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، التي يعيش فيها 0.1% من الأحياء، مقابل ٩٩.٩% من الأموات,

ورغم هذه الحقيقة المرعبة، تعتبر كولما مدينة فريدة من نوعها وتتميز بالمساحات الخضراء.

ويعيش في المدينة 1500 شخص فقط، يحيط بهم 17 مقبرة تتوزع على طوائف مسيحية ويهود، وغيرها من تجمعات المقابر، وتضم مجتمعة رفات ١.٥ مليون شخص، لذلك تعرف كولما بمدينة الموتى.

وتعرف مدينة كولما بعدة أسماء منها المدينة المقبرة، ومدينة الموتى، ومدينة الأرواح وغيرها من الأسماء التي تعكس واقعها، لكن المفاجأة أنها شيدت بالأساس لتكون مقبرة، وفق موقع "ترافيل بوك" الألماني المعني بملفات السفر.

وكانت ملابسات ظهور مدينة كولما غريبة بعض الشيء، إذ اضطرت مدينة سان فرانسيسكو المجاورة إلى إصدار قانون لمنع الدفن في مقابرها لاكتظاظها في ١٩٠٠، وبدأت البحث عن مكان بديل للدفن، قبل أن تجد ضالتها في كولما.

وكانت كولما اختيارا مثاليا بالنسبة لسان فرانسيسكو، لقربها، ووجود وسائل مواصلات عديدة تصل إليها.

ورغم سن فرانسيسكو قانون منع الدفن، وصلت الأمور مرحلة الخطر في ١٩١٢ مع تزايد المقابر في المدينة وتشكيلها خطر على الصحة العامة، ما اضطر رئيس البلدية، جيمس رولف آنذاك إلى إصدار أمر بإخلاء جميع مقابر المدينة ونقل الجثث إلى كولما.

وبالفعل، باتت مدينة كولما بحلول عام ١٩٢٤ مدينة للموتي تضم رفات مئات الآلاف من الأشخاص.

كما ارتبط عمل الأحياء في كولما بالموت أيضا، حيث عملوا كمتعهدين لدفن الموتى، وبائعو زهور، وحفارو قبور.

الأكثر من ذلك، أن هناك متعهدون ينظمون رحلات سياحية للمقابر في كولما، خاصة مقابر المشاهير مثل مقبرة جو ديماجيو، وهو لاعب بيسبول وزوج سابق لمارلين مونرو، أو مقبرة ليفي شتراوس، مخترع الجينز.