أعلن أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس الإيراني الأسبق والرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، أن "إعادة فتح السفارة الأميركية في طهران ليس أمرا مستحيلا"، قائلا: "لقد تجاوزنا المحرمات" في إشارة إلى تجاوز الشعارات الإيرانية الثورية التي تحرم العلاقة مع "الشيطان الأكبر" منذ الثورة الخمينية عام 1979.وفي مقابلة مع صحيفة "غادريان" البريطانية، اليوم الأربعاء، أكد رفسنجاني على أنه "لو أبدت أميركا سلوكا مغايرا خلال المفاوضات النووية، فإنها ستترك تأثيرا إيجابيا على الرأي العام الإيراني". وأضاف: "إعادة فتح السفارة الأميركية في طهران ليس أمرا مستحيلا، رغم أن هذا الأمر مرتبط بسلوك الطرفين".وفسر مراقبون تصريحات رفسنجاني على أنها تأتي في إطار دفع عجلة المفاوضات النووية المتعثرة إلى الأمام في أيامها الأخيرة التي مددت لغاية 10 يوليو الجاري.واعتبر رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني رفع العقوبات الاقتصادية ضد إيران بمثابة "خطوة كبرى" بعد عقود من الخصام والعداء مع أميركا.وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في ديسمبر الماضي أنه لا يستبعد إعادة فتح السفارة الأميركية في طهران يوما ما، موضحا خلال مقابلة مع الإذاعة الأميركية أن إيران تختلف عن كوبا والتي قررت واشنطن البدء في بحث استئناف علاقاتها الدبلوماسية معها بعد قطعها لأكثر من 50 عاما.وأضاف: "أن كوبا دولة صغيرة ولا تمثل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة على عكس إيران التي وصفها بأنها دولة كبيرة وظلت ترعى الإرهاب كما تسعى لامتلاك قدرات نووية".كما تطرق الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة له العام الماضي، إلى احتمال عودة العلاقات الأميركية- الإيرانية، مؤكدا على أن "أي عداء أو صداقة لا يمكن أن تدوم إلى الأبد".وفي شهر مايو الماضي رُفع علم الولايات المتحدة الأميركية، التي يصفها النظام الإيراني بـ"الشيطان الأكبر"، في العاصمة طهران إلى جانب أعلام الدول المشاركة ضمن فعاليات مهرجان أفلام "فجر"، وهي تسمية يطلقها النظام الإيراني على أيام انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 والتي احتل خلالها طلاب ثوريون السفارة الأميركية بطهران، مما أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين منذ 36 عاما.وبدأت العلاقات الأميركية-الإيرانية العلنية أخيرا من خلال زيارة وفد أميركي في أبريل الماضي، ضم تجاراً وأحد أعضاء مجلس الشيوخ، إلى طهران.وكانت الأوساط المتشددة في إيران انتقدت بشدة زيارة الوفد الأميركي الذي ضم عضواً سابقا في مجلس الشيوخ، ند لامونت، المقرّب من إسرائيل.وبحسب الصحافة الأميركية، فإن الهدف من الزيارة كان "استطلاع الحالة الاقتصادية للأسواق الإيرانية وكشف فرص الاستثمار وإمكانيات التجارة بالنسبة للأميركيين".