تدفقت تعزيزات عسكرية كبيرة للقوات المسلحة الأردنية على الواجهتين الشمالية والشرقية مع سوريا والعراق استعداداً للتعاطي مع أي طارئ من شأنه أن يهدد أمن المملكة واستقرارها، خصوصاً بعد الحديث عن إعلان عمّان المفاجئ إحباط مخطط إيراني تورط فيه عراقي يحمل الجنسية النرويجية، جندته المخابرات الإيرانية لتنفيذ عمليات تفجيرية في المملكة.ونقل موقع "عمّون" الإخباري الأردني عن مصادر خاصة أن هذه التحركات شملت تعزيزات عسكرية نوعية كبيرة من مختلف تشكيلات القوات المسلحة، وآليات متطورة ذات تقنيات عالية.وأظهر فيديو انتشار دبابات وأسلحة وآليات ثقيلة ومتطورة بغية تعزيز منظومة أمن الحدود وزيادة قدراتها العسكرية لمنع أي اختراقات عبر الحدود التي تقدر بمئات الكيلومترات.وتأتي هذه التعزيزات، بحسب مصادر رسمية رفيعة المستوى لـ"العربية.نت" في سياق جهود القوات المسلحة المستمرة للحفاظ على أمن حدود المملكة من العمليات الإرهابية المستهدفة، والتسلل في ظل غياب أمني وعسكري على الجانبين المقابلين.احترازات أمنية داخليةمصادر مقربة من جهاز الأمن العام الأردني، الذي أوكل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قيادته لمدير الأمن العام اللواء عاطف السعودي، قالت لـ"العربية.نت"، إنه بدأ مؤخراً تيسير دوريات راجلة في المولات والأماكن الحساسة، كما كثف الجهاز من دورياته على الطريق وإيقاف السيارات للتفتيش والتحقق من هوية ركابها.وفيما يتعلق بالمراكز التجارية، قالت المصادر لـ"العربية.نت" إن مدير الأمن العام الجديد اجتمع مع أصحاب المراكز، وطلب منهم تعيين رجال أمن تابعين للقطاع الخاص ليساهموا مع أفراد الأمن في حماية الأماكن الحساسة.وتابع المصدر أن الأمن العام وأجهزة المخابرات وغيرها تعمل على مدار الساعة، وتشدد الرقابة بعد أن تم الكشف عن مخطط إيراني يستهدف أماكن حساسة في الأردن.إلى ذلك، أصدرت الهيئة العسكرية لدى محكمة أمن الدولة التي تنظر في قضية المخطط الإيراني لاستهداف الأردن قراراً يقضي بمنع النشر بقضية المتهم، الأمر الذي فسرّته أوساط إعلامية بوجود أشخاص آخرين قد يكونون متورطين في هذه القضية الخطيرة التي أحبطت.خطر داعش والجماعات الإرهابيةويرى محللون سياسيون وعسكريون أن التعزيزات تأتي عندما يكون هناك أي بوادر خطر تهدد الأمن الوطني، خصوصاً مع تمدد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وخلو الحدود المشتركة مع الأردن للجماعات الإرهابية.وفي السياق، يقول المحلل العسكري فايز الدويري لـ"العربية.نت"، إن "تصاعد الأحداث وسيطرة داعش يدفع بالقوات العسكرية الأردنية لإعادة انتشارها على الحدود".وأضاف أن الأردن يقع في عين العاصفة، وهو مهدد من "التنظيمات المتطرفة"، وحالة الفراغ الأمني في سوريا والعراق والأطماع الإيرانية.ومن جهته، يقول المحلل السياسي مجيد عصفور، إن "الوضع المحيط بالأردن بالجهة الشمالية والشرقية جعله يقوي من دفعاته على الحدود وإرسال تعزيزات لدرء المخاطر عن محيط المملكة".وتابع أن عمّان مازالت تحاول تسليح العشائر غرب العراق وشرق سوريا حتى يكونوا بمثابة حجاب حاجز بين المملكة وداعش.وكان رئيس الوزراء الأردني، عبدالله النسور، أكد في مقابلة سابقة مع "العربية" جاهزية الأجهزة الأمنية والعسكرية في حماية حدود بلاده، وإحباط أي أعمال تخريبية تستهدف أمن المملكة المحاطة بإقليم ملتهب في حدوده الشمالية والشرقية والغربية.