كان طالباً مجتهداً وصاحب خُلق حسن، وحافظاً لكتاب الله تعالى، ولم أره إلا مشاركاً في المسابقات المختلفة والفعاليات المتنوعة بالمدرسة حتى أنهى المرحلة الثانوية بتفوق من المسار العلمي.

وبدأ دراسته في الجامعة وانقطعت أخباره بعد تخرجه حتى صُدمت بعد 4 سنوات أنه قد تعثر في دراسته وحصل على إنذار بالطرد وتغيرت أخلاقه للأسوأ بسبب الصحبة السيئة.

تواصلت معه على الفور لعل في الحوار والنصيحة حلاً ومخرجاً لهذا الطالب، والذي كان من المفترض أن يكون في عداد الخريجين، ولكنه انحرف عن الطريق وصار الصعود بالمعدل والرجوع كالسابق صعباً للغاية!!

ومثله العديد من الطلبة في مختلف المستويات الدراسية ممن يخسرون مقاعدهم في الجامعة، وتتبعثر أوراقهم وتضيع أولوياتهم في الحياة بسبب الصُحبة السيئة.

وهذا يُحتم علينا نحن الآباء تكثيف متابعتنا لأبنائنا في مختلف المراحل الدراسية، والتنبه لأي تغير مفاجئ في سلوكياتهم لتقديم النصح والتوجيه وأحياناً التدخل قبل استفحال المشكلات الصغيرة وصعوبة الحل فيما بعد، بدل أن تكون متابعتنا للطلبة وحديثنا معهم يدور حول بذل المزيد من الجهد فقط دون النظر لعوامل التعثر الفعلية، فالصحبة السيئة هي أحد أسباب انخفاض المعدل وتراجع مستويات الطلبة بالجامعة وضياع هذه الكفاءات وهي في أول الطريق.

إن على الطالب المُقبل على الحياة الجامعية أن يعرف أن النجاح يبدأ بعد توفيق الله واتباع أوامره، ومن ذلك اختياره للصحبة الصالحة والحريصة على مستقبلها.

فاختر صحبتك جيداً في الجامعة، وابدأ مسيرتك بالدراسة بعزم وقوة مُستعيناً بالله وآخذاً بأسباب التفوق والاجتهاد.

فالصحبة إما أن ترفعك للأعلى أو تهوي بك إلى القاع.

محمد إسحاق عبدالحميد